وقال هويدي لـ"فلسطين": "ما يجري
للفلسطينيين في سوريا هو جزء من المعاناة الشاملة التي يعاني منها السوريون،
وبالتالي كان من الواجب حضور ممثل عن السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية هذا
المؤتمر للدعوة لتجنيب الفلسطينيين للصراع ووضعهم على الحياد، ومطالبة المجتمع
الدولي بحل جذري لمعاناتهم بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة القاضية بحق عودتهم إلى
ديارهم التي هاجروا منها عام 1948".
و"استشهد" حوالي 2000 لاجئ فلسطيني
داخل سوريا منذ بدء الاقتتال السوري الداخلي في مارس/ 2011، بينهم نحو 800 فلسطيني
استشهدوا في مخيم اليرموك وحده.
وعبر عن خشيته من أن يكون هذا الصمت الرهيب
الجاري تجاه معاناتهم وتدهور أوضاعهم الإنسانية، جزءًا من مخطط دفعهم إلى الهجرة
إلى الخارج وتوطينهم في بلدان أوروبية أخرى، مشيراً إلى أن العديد من الدعوات خرجت
بين أزقة مخيم اليرموك تدعو سكانه للهجرة إلى الخارج للحفاظ على حياتهم.
ولفت هويدي النظر إلى أن الحالة المعيشية في مخيم
اليرموك صعبة للغاية في ظل استمرار الحصار ومنع مرور الغذاء والمحروقات والدواء،
مشيراً إلى أنه ما زال هناك احتمال لارتقاء المزيد من شهداء الجوع بعد أن وصل
عددهم 57 "شهيدا" فلسطينياً، في ظل غياب أي أفق لدخول المساعدات.
وطالب السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لمضاعفة
جهودها حيال قضية اللاجئين الفلسطينيين للحفاظ على حقهم التاريخي، مشيراً إلى أن
كافة الإجراءات والمبادرات التي مضت خلالها السلطة في قضية مخيم اليرموك، "لم
تؤت أكلها، ولم تخرج إلى حيز التنفيذ، بسبب وجود خلل في التنفيذ".
وأضاف الباحث الفلسطيني: "يجب على منظمة
التحرير أن تفهم الرسالة، أنه في حال لم تشكل رافعة حقيقية لحق اللاجئين والعودة،
فإن اللاجئين سيرفضونها ولن يعترفوا بها كممثل للشعب الفلسطيني".
وتابع: "اللاجئ الفلسطيني يشعر بأنه يدفع
ثمن مفاوضات التسوية الجارية مع الاحتلال، لذلك يطالب بشدة السلطة الفلسطينية بوضع
حقوقهم في قائمة أولوياتهم، وأنه لا حل ولا سلام دون عودتهم إلى أوطانهم التي
هجروا منها".
وبيّن هويدي أن هناك حالة من الغضب والإحباط داخل
مخيم اليرموك بسبب عدم دخول المساعدات الإنسانية، ورفع الحصار عنهم، مشيراً إلى أن
سكان المخيم فقدوا الثقة بالفصائل الفلسطينية وخاصة السلطة الفلسطينية ومنظمة
التحرير.
المصدر : فلسطين أون لاين
24/1/2014