دعا مثقفون وناشطون سياسيون عراقيون وعرب حكومة الدكتور ابراهيم الجعفري الى وقف عمليات المداهمة والاعتقالات العشوائية ، بحق الفلسطينين المقيمين في العراق ، واستعرض المشاركون في حلقة النقاش التي نظمها المنتدى الثقافي العراقي في روسيا الاتحادية بالتعاون مع ( البيت العربي - الروسي ) و( المركز الثقافي الفلسطيني ) الانتهاكات التي طالت ابناء الجالية الفلسطينية في العراق على يد قوات الاحتلال و بعض عناصر المليشيات المسلحة المنفلتة . وقدم رئيس المنتدى الثقافي العراقي الزميل سلام مسافر عرضا تاريخيا اوجز فيه مراحل تهجير الشعب الفلسطيني من اراضيه و لجؤ اعداد وصلت الى 400 الف لاجيء الى العراق بعد النكبة ، وقرار حكومة نوري السعيد؛ منحهم اقامات مؤقتة على خلفية الهزيمة التي منيت بها جيوش الانظمة العربية في حرب فلسطين .
وتحدث عن مشاريع التوطين في مختلف المراحل والتي جويهت بالرفض من جميع الحكومات وانظمة الحكم المتعاقبة على العراق ، وكانت الدوائر الصهيونية تغذي فكرتها وتسعى الى التخلص من مشكلة اللاجئين عن طريق توطين اعداد كبيرة منهم في العراق البعيد نسبيا من الناحية الجغرافية عن فلسطين الامر الذي يرى فيه الصهاينة حلا ( جغرافيا اقتصاديا بتوطين الفلسطينيين في بلد ينعم بالخيرات ويمكن ان يوفر لهم فرص العمل والقضاء على حلم العودة ) . وقال ان نظام صدام حسين استفاد من الصراعات الفلسطينية وعمل على تشكيل منظمات موالية يستعين بها في عملياته القمعية والسرية . واضاف ( لكن تورط بعض الفلسطينيين ، شانهم شان اخرين من مختلف الدول العربية في ممارسات مدانة لصالح النظام المخلوع واجهزته لايبرر عمليات الانتقام والاعتداء على ابناء الجالية الفلسطينية في العراق الذي يعيشون منذ عقود بمحبة مع اهلنا ، وولد الالوف منهم في العراق وانصهروا في مجتمعنا مع الاعتزاز بتراثهم الثقافي والتاريخي ) .
ولفت الزميل وسام جواد الى ان مايتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات ( ليس معزولا عن مجمل مايتعرض له شعبنا من انتهاكات على يد قوات الاحتلال وعلى خلفية الانفلات الامني والسياسي وتفشي ظاهرة المليشيات المسلحة التي تتصرف من منطلقات حزبية ضيقة لاتاخذ بنظر الاعتبار مصالح الوطن واهله ) . وقال ( الملفت ان الاعتداءات على اخوتنا الفلسطيين تتزامن مع تقارير متواترة عن قيام منظمات يهودية بشراء اراض في العراق وسعي يهود هاجروا الى فلسطين واحتلوا ارض شعبها للعودة الى العراق واستعادة الجنسية ) .
وعلق الزميل مظفر رشيد عضو اللجنة المركزية لحزب ( ترودافاياراسيا - كادحو روسيا ) متسائلا ( هل من الصدفة ان تتزامن محاولات طرد الفلسطينيين من العراق مع حركة نشطة تتوفر لدينا معلومات موثقة عنها لشراء عقارات في شمال العراق وفي مناطق يعتبرها الصهاينة مواقع تاريخية دينية لليهود في ارض الرافدين ) . وقال ( تقوم مكاتب عقارات يديرها سماسرة عراقيون بشراء الاراضي لصالح منظمات يهودية تحت مسميات مختلفة واذا لم يتم التنبه والقيام باجراءات حاسمة لوقف هذه العملية فان العراق سيلقى مصير فلسطين ) . واشار الى ان القوى القومية واليسارية الروسية تؤمن بوحدة المصير المشترك مع العرب في مواجهة الغزو الصهيوني الذي وصل الى روسيا عبر المراكز المالية اليهودية ذات النفوذ السياسي القوي في روسيا . وقال ( نؤمن بان تحرير فلسطين والعراق يتم عبر تحرير روسيا من هذا النفوذ وعودة موسكو بقوة الى الساحة الدولية واستعادة دورها في التوازن العالمي ) .
ونوه احمد صالح من ( البيت العربي - الروسي ) بان من حق الذين ولدوا وترعرعوا في العراق الانخراط في العمل السياسي المقاوم للاحتلال . وقال ( ولد ابناء لنا في روسيا ويتمتعون بواجبات وحقوق المواطنة ومن الطبيعي ان يشاركوا في الدفاع عن الوطن الروسي اذا ماتعرض للغزو او الاحتلال ) . وطرح حسن خلوف نائب رئيس ( البيت العربي الروسي ) التساؤلات حول دور دور المليشيات الطائفية والعرقية في الاعتداء على فلسطيني العراق . وقال ( نتوجه بطلب الى الحكومة العراقية لوقف هذه الانتهاكات مذكرين بالحاضنة العربية للعراق ووحدة المصير مع الشعوب العربية في الحرية والاستقلال ) .
وعبر ماهر خضر رئيس ( المركز الثقافي الفلسطيني ) عن الامتنان للاوساط الثقافية والسياسية العراقية ، داخل الوطن وخارجه لمواقفها المشرفة ضد انتهاكات حقوق الفلسطيينين وقال ( نثمن مبادرة المنتدى الثقافي العراقي الذي يعكس تنوعا مثيرا للاعجاب في الاراء وتتسم فعالياته بالتعددية والشفافية والحرص على مصالح الاوطان ) . وذّكر ( ابو العبد ) بدور المنظمات الفلسطينية الفدائية في احتضان المعارضين العراقيين لنظام صدام حسين ووقوفها الى جانب الشعب العراقي في كفاحه العادل من اجل الحرية والديمقراطية . وقال ( ليس سرا ان منظمات مثل الجبهة الديمقراطية والشعبية وغيرهما كانت توفر للمعارضين العراقيين مابوسعها من امكانيات للنشاط في مهاجر بيروت ودمشق وفي عواصم عربية واوربية اخرى ، وحيثما توجد مكاتب للمنظمات الفلسطينية كان الاشقاء العراقيون حاضرين ) .
واعتبر الزميل محمد الطيار ( العقاب الجماعي جريمة لايمكن السكوت عنها ) وقال ( الفلسطينيون اخوتنا ونطلب منهم التعامل مع الشان العراقي على انه شان يخص الشعب العراقي بمختلف اطيافه وان تبتعد بعض الدوائر الفلسطينية عن الدخول في النسيج المعقد للملف السياسي العراقي ، وان ياخذوا بنظر الاعتبار عقود القهر التي تعرض لها اهلنا نتيجة سياسات النظام السابق ، بتفضيل الغرباء على اهل البيت الامر الذي خلق حال السخط لدى بعض الاوساط ) . وقال ( لايجوز اخذ اخوتنا الفلسطينيين بجريرة منظمات تعاونت لاهداف خاصة مع النظام السابق ) . وثنى الزميل عبد الحليم كاصد على وجهة النظر الداعية الى ضرورة عدم التدخل بالشان العراقي في ظروف اعادة البناء . وقال ( ارجو ان لاتفسر هذه الدعوة على انها محاولة لعزل العراق عن محيطه العربي .
فالعراق كان ومايزال وسيبقى جزءا من الامة العربية ويدرك الاخوة الفلسطينيون اكثر من غيرهم مدى العذابات التي عانى منها شعبنا نتيجة سياسات تهميش العراقيين في الحياة الساسية على حساب شعارات جوفاء استهلكت الخطاب القومي لصالح اجندة الحكم الدكتاتوري وعلى حساب رفاه وكرامة وحرية العراقيين ) .
وجرى بحث معمق لمجمل الوضع في العراق واعرب المشاركون في حلقة النقاش عن القناعة بان الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو العراق لاتنفصل عن المحنة الشاملة التي يعيشها العراقيون والناجمة عن ممارسات الاحتلال السياسية والعسكرية .وان خلاص الشعب العراقي الوفي من الاحتلال ، و بناء الدولة الديمقراطية المستقلة كفيل بالتخلص من مظاهر العسف والقهر التي تطال الجميع دون تفريق .المكتب الاعلامي للمنتدى الثقافي العراقي في روسيا الاتحادية
موسكو