نداء من فلسطينية قبرص الى اخوتهم في العراق لاعادة فتح مخيم لهم - ابراهيم محمد زياد

بواسطة قراءة 2304
نداء من فلسطينية قبرص الى اخوتهم في العراق لاعادة فتح مخيم لهم - ابراهيم محمد زياد
نداء من فلسطينية قبرص الى اخوتهم في العراق لاعادة فتح مخيم لهم - ابراهيم محمد زياد

 

قال الله سبحانه وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) .

لقد أورد الله جل وعلا في كتابه كثيرا من الآيات التي تدعونا لهجرة وتغيير الأوضاع التي تجعلنا نبدو هكذا ضعفاء وسلبيين أمام ما يصيبنا من محن وأزمات ، فأرض الله وآفاق رحمته واسعة أوسع مما قد نتصور اخوتي الكرام الاخوة المسئولين عن الجالية الفلسطينية في العراق المنظمات الإنسانية كافة تحية طيبة لكم وارجو منكم أن تسمعو لهذا النداء وتقفو بجانب إخوتكم من اجل إعادة فتح مخيم إنساني يستقبل أهلكم وإخوتكم وأبنائكم والأطفال وذالك لان الجميع هنا مهددون بالطرد والترحيل القسري من قبل زمرة عنصرية تحكم دوائر حقوق الإنسان في قبرص .

حيث تتقلب بنا الحياة من حال إلى حال ، من سوء إلى أسوء ومن حزن إلى ضيق، ومن عسر إلى أعسر وليس منا احد إلا وقد مر بمشكلة أو تجربة مؤلمة أهمته وشغلت باله حتى بدت له الحياة وكأنها كلها ضيق وكدر،  وقد نظل أسرى مثل هذه التقلبات في القرارات التعسفية الظالمة المتخذة بحق أبناء جاليتكم في قبرص فنعيش في قبة مشاعرنا السلبية الموهنة لعزائمنا ، فيتضخم حجم المصيبة في هذه السنة بالذات حتى لا نكاد نسمع منهم إلا ما يسيء لنا من ظلم واضطهاد وبعد أن استطاعوا تشويه صورة الفلسطينيين من خلال إعلامهم الزائف بحقنا وبعد أن تآمروا مع جهات معنية بقمعنا اتخذوا قرارات بترحيل الفلسطينيين إلى البلد الذي قدموا منه بحجة انه أصبح آمن للعيش فيه مما يجعلنا نبدو لوحدنا كمأساة بشرية نبث المشاعر السلبية والإحباط فيمن حولنا لنزيد من سوء الوضع وثقله علينا ، وما ذلك إلا حجة لإرغامنا على العودة والرجوع إلى حيث لا ننتمي وبحيث أن هويتنا هي سبب رئيسي لقتلنا أو اعتقالنا إخوتي الكرام لقد اتخذت دائرة الهجرة القبرصية قرار بترحيلنا إلى خارج قبرص وانها تشن علينا اليوم حملات إزهاق معنوي وضغوطات نفسية وسد أبواب المساعدة وقطع مقاومات الحياة عنا من غذاء ودواء ومأوى وتقوم كل يوم بإغلاق ما يقارب عشرة إلى عشرين ملف وتطالب أصحابها بالرحيل إلى حيث لا ينتمون دون أن تراعي حقوق الإنسان أو تنظر في الأسباب التي جعلتهم يتركون من اجلها العراق فأصبحنا عرضه للتهديدات الظالمة والقرارات الجائرة بحجج واهية ودون باقي الجاليات تم تسليط سخطهم علينا لأسباب سياسية بحت لا دخل لنا فيها وأخذت الضوء الأخضر من الاتحاد الأوربي بإرغامنا على العودة من بعد أن قامت بتشويه صورتنا وسمعتنا أمام الاتحاد الأوربي والمجتمع الدولي حيث انها ادعت بأننا شعب إرهابي وشعب فوضوي وشعب يثير الشغب وشعب لا يحترم القانون واتهامات لا عد لها ولا حسرة وقامت بعقوبات جماعية بحقنا من خلال قطع المعونة وسبل العيش وسحب الأوراق الثبوتية وجعلنا عرضه للاعتقالات والترحيل دون باقي الجاليات التي لديهم رغم ان هنالك جاليات مثل الروس والرومان  يقومون بأعمال مشبوهة وعصابات منظمة وقتل ومتاجرة بالمخدرات والدعارة فإنهم يبدون تعاطف مع تلك الجاليات ولا يتعرضون لهم إعلاميا أو قانونيا ولا يرغمونهم على الرحيل رغم أن دولهم أكثر أمان منا وهذا الظلم لا حدود له ولا يتوقف عند هذه النقطة بل لا حدود لظلمهم والله على القوم الظالمين بالمرصاد ، إننا قلعة مستضعفة تحكمها كثرة من العنصريين الظلمة في دائرة السالم سيكر التي تقوم بمعاقبتنا واضطهادنا بكل ما أوتوا من قوة وتحت غطاء قانوني ابتدعوه لأجل ظلمنا ومحاربتنا خاصة وإننا بتنا نشكل تهديد للجالية اليهودية والسفارة الإسرائيلية من بعد ما حدث من مسيرات سلمية قمنا بها لأجل نصرة إخوتنا في غزة فكنا نشكل تهديد بأعدادنا مما دفع الحكومة الإسرائيلية أن تعيد النظر في تهجير أبناء جاليتنا .

إخوتنا الكرام لا نريد أن نطيل عليكم  الماسي التي يتعرض لها أهلكم في قبرص أو البحث في الأسباب لأني قد سردتها لكم تفصيليا في مقالاتي السابقة لكننا اليوم في صدد مأساة كبيرة سوف تحدث خلال الأيام القادمة ولقد حصل معظمها اليوم حيث أنهم أغلقوا لغاية يومنا هذا ما يقارب ألف وخمس مائة ملف من أصل ثلاث ألاف ملف والعدد في تزايد و هؤلاء ألاف وخمس مائة ملف تم رفضهم وتهديدهم على الرحيل طوعا لكن معظمهم ينتظرون أن يعاد النظر في  ملفاتهم ولكن دون جدوى حيث إن المعونات وكل مقاومات الحياة قد قطعت عنهم دون مراعاة أين سيسكنون وماذا سيأكلون وهذه جزء من سياسة الضغط النفسي والحرب التي شنوها على أبناء جاليتنا المستضعفة .

إخوتنا الكرام في كل مكان لا يسعنا إلا أن نطلب من كل ذي نخوة وممن يراعون حقوق الإنسان أن يهمو بإعادة فتح مخيم لنا في العراق من اجل العوائل التي اصدر قرار تهجير ظالم وإزهاق تعسفي بحقها وذالك لعدة أسباب نحن نناشدكم بإعادة فتح مخيم لعدة أسباب أهمها :

أولا إن معظمنا قد هاجروا لأنهم مطلوبين للمليشيات الطائفية في العراق أو مهددين بالقتل أو الاعتقال لظروف خاصة في المناطق التي قدموا منها .

ثانيا معظمهم قد باعوا كل ما يملكون من سكن وغيره من مصالح ومصادر للرزق ليدفعوها ثمن للجماعات التي قامت بإيصالنا إلى قبرص .

ثالثا معظمهم أو كلهم قد سدت ملفات لجوئهم في العراق بمعنى تم قطع المؤونة أو الحصة التموينية عنهم وعن عوائلهم  وإغلاق جميع الدوائر المعنية بمساعدتهم صحيا أو معنويا أو مدارسهم  وذلك لتركهم العراق ولا يمكنهم العودة إليها مجددا لكثير من الظروف والقوانين التي تعرفونها .

رابعا معظمهم خرجوا طلبا للأمن والأمان لهم ولعوائلهم وطلبا للعيش الكريم ولم يبقى لهم في العراق أقرباء أو معينين  فأين سيذهبون في حالة أرادوا العيش المؤقت على سبيل المثال لغاية تحسين الظروف .

خامسا الأغلبية العامة ليس لديها مال كافي ليعينوا أنفسهم ويبدأو من نقطة الصفر بعد أن جردوا وتجردوا من كل ما يملكونه في العراق والأغلبية الجامحة هم عوائل وكبار السن وبحاجة إلى اهتمام خاص مباشر عند عودتهم إلى العراق .

وهنالك أسباب أخرى لا يسعني ذكرها لكثرة عددها ومضمونها .

لهذا إخوتي وأخواني وكل شريف وكل من لديه أهل يحبهم وكل منظمات الإغاثة والمعنية بحقوق الإنسان سارعو في  فتح مخيم لإيواء تلك الحالات ممن جار عليهم ظلم الحكومة القبرصية وأرغمتهم على العودة والرحيل ولا نريد أن تكون هنالك صورة مأساة ثالثة تحدث للفلسطينيين من أبناء جلدتكم من بعد اضطهادهم  وظلمهم في العراق وقبرص وإن تنصروا إخوانكم ينصركم الله ولا ناصر لكم اليوم غير الله ثم عباده الصالحين أمثالكم بارككم الله وهداكم لفعل الخير .

 

إبراهيم محمد زياد

28/5/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"