وبعد
فترة خمس سنوات من الانتظار ، على امل ان يحصل على حقه باللجوء الآمن ، تم رفض
لجوئه معللين بان لبنان البلد المضيف ليس به حرب ويستطيع العيش به بسهولة ، وبما
ان وضع لبنان مأساوي من النواحي المعيشية والحياتية للاجئ الفلسطيني لذا كان قد
هرب ( س. س.) ايضا من محاولة قتل اثناء تواجده في لبنان بعد اشكال مع جماعة خارجة
عن اطار الفصائل الفلسطينية المعروفة في مخيم شاتيلا .
وقد اثبت وضعه من خلال الصور عن وضعه الصحي انه يعاني من شلل اطفال ويستخدم جهاز
لكي يستطيع المشي وبدونه فهو انسان عاجز كليا عن المشي ، وكان قد تقدم بطلب لاصلاح
جهازه المكسور ولكنه تفاجاء بأن الطلب قد رفض فسعى لجمعيات انسانية منذ اشهر ولكن
بكل أسف حتى الان لم يستجب احدا لطلبه .
اما
ابنته ن. س. التي لجأت للسويد بعمر قاصر فقد درست الى ان وصلت للمرحلة الثانوية ،
وبعد استلامهم بيان تهديد بالقتل اضطروا الى الهروب الى مدينة اخرى وايقافها عن متابعة
تعليمها كالمعتاد في تلك المدينة .
وقد
وجه " س. س. " نداء الى الامم المتحدة، والى "البرلمان"
السويدي والى العديد من الجمعيات الإنسانية ولكل من من الممكن ان يكون معنيا
بموضوع اللجوء من اجل النظر بوضعه ومساعدته في الحصول على اللجوء ، ولكن الى الان
لا من مجيب ، وفعلا كما يقول المثل الشعبي " لا حياة لمن تنادي ".اما
ابنته فقد وجهت نداءا الى دائرة الهجرة متسائلة الى متى ينظرون الينا وكأننا
نتسولهم رغم ان حق اللجوء متفق عليه وان لم ينظروا الي بعين الرحمة فلينظروا الى
وضع والدي العاجز.
واضافت الابنة التي تعيش تحت ضغوطات التهديدات بالقتل وتحت توترات احتمالات
الترحيل من البلاد : (كنت اتخيل بأن هناك إنسانية منشودة في هذه البلاد ، ولكني
كبرت ووعيت وبعد ايقاف كافة المساعدات عني وعن ابي علمت بأننا نعيش ضمن دائرة
ظالمة لا يهمها الإنسانية ،و كأننا نحن مجرد بضاعة يعلو سعرها ويرخص حسب الاتفاقات
السياسية والمزايدات بين الدول) .
علما
ان جموع اللاجئين المرفوضة طلباتهم للجوء كانوا قد "اعتصموا" في خيمه
يوتبوري بعد ان وجه واحدا منهم (ثائر) نداءا لـ"الاعتصام" حيث كان هناك
الامل بالانفراج ، كما قالت الابنة ، واضافت بالقول "انه منذ اربع شهور نرفع
صوتنا ونطالب بحقنا المعنوي باللجوء من خلال "الاعتصام" ولكن لا احد
يهتم لامرنا ولا يسأل عن امورنا ، فهل يريدوننا جثثا كي يستكملوا المزاودات
السياسية على ظهورنا ؟"، مشيرة بالقول الى "اننا لا نستطيع الحضور يوميا
بسبب وضع والدي الصحي ومشقات السفر اضافة الى التكلفة الغالية ، والان تروننا يوما
هنا وهناك لا مسكن ولا مساعدات مالية ولا طبابة" .
دنيا الوطن
29/8/1441
22/4/2020