ما لم يقله مشعل في الدوحة .. ؟! - محمد ماضي

بواسطة قراءة 1976
ما لم يقله مشعل في الدوحة .. ؟! - محمد ماضي
ما لم يقله مشعل في الدوحة .. ؟! - محمد ماضي

مع تغير اتجاه البوصلة الحمساوية تجاه الخليج العربي بعد عقود من الارتماء في الحضن الفارسي، ومع انقلاب في صورة العلاقة بين حماس وكل من سوريا وايران، كانت ندوة الدوحة مبعثاً للآمال ومنبعا للطموحات، كيف لا وهي ندوة خصصت للاجئين الفلسطينين في الوطن العربي ومن ضمنهم فلسطينيو العراق، والمكان هو حضن العرب الدافئ قطر !! .

أدلى الجميع بدلوه، وكان الكلام الطيب (يرد الروح) وتشخيص وتحليل لقضايا اللاجئين الفلسطينين جيد، فمعاناة الفلسطينين متفاقمة في كل دول اقامتهم ولجوءهم والمخيمات التي كتب على أبوابها ( لاجئون وستبقون ) ستظل عنوان غربتنا وتهجيرنا ، وكأن قدر الفلسطيني أن يفني عمره في مصارعة مخيمه ولقمة عيشه تاركاً عدوه يمرح ويسرح في أرضه محمياً من كل جانب، بعيدا عن الأذى ولايمسه الجوع ! .

تكلم الأخ مشينش شارحا وضع فلسطيني العراق (وماقصر) ووضع بعض النقاط على حروف عذابهم المتهالكة بوضوح لا لبس فيه سوى عدم الاشارة الى جيش المهدي في ما جرى لنا وخصوصا بعد احداث الامامين العسكريين ! وكل ما تحدث به مقبول بصفته باحثا في هذا الشأن لا مسؤولاً  من وزن خالد مشعل الذي تكلم فغبن القضية حقها، وسمى الاشياء بغير مسمياتها، ومع أن كثيرا من كلامه صحيح إلا إنه غدا بلا روح فكيف بمسؤول يصف حال رعيته ولا شيء يفعل، كيف بمن يرى أهله يذبحون من الوريد الى الوريد ولا حسامه من غمده يرفع، كيف تمد اليد الى جيب قاتلها لا أعلم..
إن ما جرى للفلسطيينين في العراق ليس إساءة فلماذا تقلب الحقائق؟!، إن مافعلته بلاد العرب أوطاني بحق الفلسطينيين ليس اساءة فلم التجني؟، ان اقامة المخيمات على حدود  الضيم ماهو بإساءة فلم كل هذا التحامل على اخوتنا العرب، أن يقتل الفلسطينيون في العراق واخوتهم العرب ينظرون ولاشيء يفعلون، وحدودهم يغلقون، والداخلين دولهم يلاحقون، وللذين يمسكونه يعتقلون، ليس باساءة بتاتاً! بل هو الإجرام بعينه، نعم هو الإجرام، ان تشارك المجرم في جريمته فأنت مجرم، أن تغلق الباب على الضحية والجلاد، فهذه جريمة، أن ترَ أخاك يقتل وأنت تقف مكتوف الأيدي أيضاً جريمة، أن لا تستقبل الهاربين من البطش والقتل والشوي بالتيزاب فهذه جريمة، بحق الإنسانية، نكراء ! .

إن ما لم يقله مشعل أمتنا هو ما لا يستطيع قوله، فلقد اعتاد القوم على المحاباة، محاباة دافعي الأموال وفاتحي المكاتب!، اعتدنا على السياسة ودهاليزها المعتمة، نعم ، واعتدنا على سياسة تبييض الوجوه، نعم، أما سياسة (تبييض الدماء) فهذه لم نعتد عليها بعد ! وها نحن اليوم نرى من عجائب الدنيا وغرائبها أن يسمى القتل والجريمة والمشاركة بالجريمة اساءة ! .

إن مالم يقله خالد مشعل - وأنا أعذره - ، فهو غارق بين السخاء الخليجي والقوة الايرانية وبوادر تخلي الأخيرة عنه باتت واضحة، ما لم يقله هو ما لو قاله لناله الويل والثبور وقاصمة الظهور من أولياء النعمة، التي لا يتنعم بها الا رؤسائنا ومسؤولونا ومنظماتنا، أما الشعب الفقير فليس مناضلاً، وليس لديه فنادق خمس نجوم ليناضل فيها ومن خلالها، ليس لديه جوازات سفر دبلوماسية ليناضل فيها، ليس لديه فيلا ومزرعة وسيارة آخر موديل ليناضل فيها، فليترك الشعب النضال لأهل النضال، ومعذرة من المناضلين لخوضي حديثاً فيه نضال، فلست أهلا له !! .

ما لم يقله مشعل لقطر وكيف يقله وهو في ضيافتها، هو هل وسعت قطر ودول الخليج ملايين من عبدة البوذا والنار وغيرهم ولم تتسع فيافيهم لبضع الوف من فلسطينيي العراق، ما لم يقله مشعل لقطر ولدول العرب ان دماء فلسطينيي العراق في رقابكم الى يوم الدين لانكم تركتوهم يذبحون ويعتقلون ويموتون جوعا في صحارٍ مقفرة لا تعرف الرحمة .

مالم يقله مشعل: ويحكم ياعرب ويا مسلمون الم تسمعوا صرخات الثكالى وبكاء اليتامى وعويل الأرامل، ألم ترووا  ماحل لاخوانكم وأهل (قضيتكم المركزية) في العراق، ألا تهبوا لنجدتهم من براثن القوم الظالمين، أليس من شيم العرب الكرم والسخاء الذي رأيناه فيكم يوم استقبلتم بوش ورقصتم معه بالسيوف التي وجدت لتغرز في صدره لا للرقص معه ! أليس تربية الهجن عندكم من اعز الأمور والتي تنفقون عليها الملايين، اعتبرونا هجنا ونحن مستعدون لجميع انواع السباقات وعلى الاقل نحن اجمل من هجنكم ! .

مالم يقله مشعل: ان المجازر التي حلت بأهلي في العراق كان وراءها الصفويون الفرس الذين يغدقون علينا الأموال لنصرة قضية فلسطين، انهم يعطوننا بيد ويطعنونا بالأخرى، فإما ان نقطع الاثنتين أو نتركهما، ولمّا كان جلب المصالح أولى من درء المفاسد رأينا ابقاء الاثنتين، وسنتحمل الطعنات في سبيل القضية $ ، ولا قضية بلا أموال، فالمال عصب القتال، فذهبنا الى ايران وقبلنا اليد التي تعطي(خامنئي) وغضضنا الطرف عن اليد التي تقتل(جيش المهدي وبدر)، فاعذرونا على كل حال ! .

هذه حقيقة الأمر ولن يغطيها أحد بغربال عذب الكلام، لم يقل مشعل كل الحقيقة، بل زيفت فما عاد للحقيقة لون ولاطعم،  فمتى يخرج من بيننا رجلٌ رشيد، لا يخاف في الله لومة لائم، ليقول ما لم يستطع قوله مشعل ؟! .

 

بقلم : محمد ماضي

19/4/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"