صحيفة الوطن : طردت العرب وأسكنت العجم

بواسطة قراءة 5296
صحيفة الوطن : طردت العرب وأسكنت العجم
صحيفة الوطن : طردت العرب وأسكنت العجم

صحيفة الوطن-24/9/2008-نجاة المضحكي-البحرين:

أين المقاومة الإسلامية التي ستدك حيفا؟ وأين هو رئيس الجمهورية الذي سيمحو تل أبيب ويافا؟ وأين حماس التي تدافع لرفع حصار غزة؟ وأين سوريا التي ستحتل شمال لبنان من أجل حماية أتباعها؟ أين هم جميعهم عن اللاجئين الفلسطينيين الذي يعيشون في مخيمات صحراء النتف والذين طردتهم الحكومة العراقية لأنهم عرب فلسطينيين، في الوقت الذي أتت بمئات الألوف من الإيرانيين، أين هم جميعاً من لاجئي صحراء النتف؟ .

فهاهم أهل القدس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء على أرض عربية بعدما طردتهم حكومة العراق الإسلامية، وهذا هو الطفل الفلسطيني ابن العاشرة تدهسه الشاحنة وتفتفت عظام ساقيه وتبقر بطنه ويموت قبل وصوله إلى الحدود السورية.. فأين حق الطفولة إذن؟ وأين حقوق انسان؟ وأين مراسلون بلا حدود؟ أين هم جميعاً عن صحراء النتف.

صحراء النتف ليس مثلث برمودا، وليست في الصين أو الإسكيمو إنها تقع في دولة عربية وتحيطها دول عربية، فليس إذن هناك مشكلة مسافة أو مشكلة وصول.. وإنما المشكلة هي في الخوف والذل والهوان الذي سيطر على قلوب العرب، والذي أسكت حكومة هؤلاء اللاجئين وأصبحوا وكأنهم نسياً منسيا، كما أسكت الإعلام العربي الذي ينقل سباق الرئاسة على البيت الأبيض ويعجز أن ينقل معاناة اللاجئين في مخيمات النتف، أين هؤلاء المتنطعون الذين يرفعون راية الجهاد من أجل تحرير القدس؟ أين هم جميعاً عن لاجئي صحراء النتف؟ .

أين رجال الدين الذين يقفون على المنابر؟ وأين الساسة الذي يتحدثون من على سطوح المنازل؟ وأين الجامعة العربية؟ وأين المسلمون.. أين هم الذين يطالبون بمقاطعة إسرائيل؟ أين هؤلاء الذين يحتجون على مصافحة رئيس وزراء إسرائيلي أو سفير أو مسؤول؟ أين هم الغاضبون الذي يعتبون على إسرائيل في تهجيرها للفلسطينيين؟ فأين غضبهم اليوم على هذه الدولة العربية المسلمة التي شردت الفلسطينيين من بيوتهم وقتلت أبناءهم واستباحت أعراضهم ولم ترحم شيخهم ولا طفلهم؟ فمن هو أحق اليوم أن يقاطع؟ ومن هو اليوم الذي يجب أن لا يصافح؟ هل هو العدو الإسرائيلي أو العربي المسلم الذي طرد المسلمين من ديار أمنوا فيها وعاشوا فيها فأصبحوا جزءاً منها؟ فأين هؤلاء الغاضبون على لاجئي صحراء النتف؟ .من سيسأل الله عنهم يوم القيامة؟ وفي رقبة من سيعلق إثمهم؟ فهل هم الجيران العرب، أو رئيس حكومتهم، أو رئيس الحكومة العراقي، أو الذي يمتلك قوة عسكرية تستطيع أن تمحو إسرائيل، أو تلك المقاومة الإسلامية؟ أو الشعوب العربية الإسلامية التي تابعت بشغف ولهف مسلسل رومانسي، ونست بأن هناك مسلسلاً مأساوياً واقعياً أبطاله مسلمون عرب يموت أطفالهم وشبابهم ونساؤهم جوعاً ومرضاً وتحت عجلات الشاحنات كل ساعة ودقيقة.هذا هو الواقع المتناقض الذي تعيشه الأمة الإسلامية الذي فيه تغضب لمصافحة الإسرائيلي وتسكت عندما يكون الجاني حكومة تدعي أنها عربية إسلامية تقوم بطرد العرب وتحل مكانهم العجم .