ولدت فلسطينيا.. وكبرت علسطينيا.. وانتهى بي المطاف كلسطينيا.. ج1- عبد القادر الزيناتي

بواسطة قراءة 3081
ولدت فلسطينيا.. وكبرت علسطينيا.. وانتهى بي المطاف كلسطينيا.. ج1- عبد القادر الزيناتي
ولدت فلسطينيا.. وكبرت علسطينيا.. وانتهى بي المطاف كلسطينيا.. ج1- عبد القادر الزيناتي

وحين تمر عليه شهورا قلائل يبدأ حياة اخرى بين اللعب مع الاهل والضحك الممتع والكشف المستمر لمكان عيشه .. ليكبر قليلا ليتعرف على اطفال لاقرباء او من الجيران من عمره .. لمحاكاتهم .. لا زال الطفل لا يسال احدا عن هويته حتى يصل لسن يؤهله للمعرفة فيبدا الاهل بتعريفه.. من هو .. ومن اين ويلقن تدريجيا بمكان اجداده.. وهنا الفرق بين القادم للحياة بوطنه وعلى ارضه والقادم اليها ليعيش عليها .. مكتشفا ذلك في المستقبل..

وتبدا رحلة المعرفة من اوسع ابوابها .. الاب الام الاقرباء والجيران.. يبدا سمعا.. واحيانا نظرا.. يشاهد ويتعرف من خلال رقصة شعبية لافراح اهله او لغيرهم .. نعم يبدأ معرفه الانتماء.. ولمن.. ويبدا السؤال المحير .. لماذا ؟؟؟!!!

والذي لا يستطيع استيعابه حينها نحن هنا نتكلم ايضا عن من نكون ولمن ننتمي .. فقد ولدنا ومن المفترض اننا عرفنا ذلك بعد سنين قليلة اننا فلسطينيون ..نعم هكذا بلغنّا .. الاب والام والمقربين .. اخبرونا انت فلسطيني ولكنك لاجيء!!

ما هذه الصفة الملاصقة لنا انت لاجيء!!! ولماذا نحن دون غيرنا بهذه الصفة الملاصقة.... لا نعلم .. وبعدها بمدة ندخل المدرسة.. وهنا تبدأ بعض خيوط الصفة تتوضح شيئا فشيئا.. فالزملاء الصغار يرونك بصور كثيرة أما المعلم فان من ضمن واجباته توزيع الملابس الشتوية المستعملة للفقراء وأوائل أولئك هنا هم نحن...؟؟

الفلسطيني منكم يرفع ايده ....ههههم ... كم واحد فلسطيني ..لم يسأل عن الفقراء من مواطني الدرجه الاولى وكأن الاسماء غير معروفة لدى الادارة ولا العدد ولا بأي من الصفوف فبدأنا نعرف حينها اننا مميزون نعم مميزون بشيء ما اكثر مما مضى و هنا على زملائنا من مواطني الدرجة الاولى الممتازة ان يحسدونا على ما نحن فيه وان يكبر الحسد ويتحول لحقد للبعض منهم الحقد الذي سينمو مع نمو العقل والجسد...

نعم وكأن الامر مخطط له .. طبعا لم نكن لندرك تلك الامور ولا كيف وصل آبائنا إلى هنا إلا حين كبرنا جسدا وعقلا ايضا.. فالبعض تودد لنا واخرين ابتعدوا عنا حسب انتمائهم او حسب ما يسمعون من اهلهم قصصا عن اولائك القوم القادمين من بلد بعيد لبلد ليس بلدهم سكنا لياخذوا منهم ما يحق لهم ان ياخذوه من رواتب ومساعدات وهنا طبعا الدعاية الصهيونية والفارسية حينها وللآن كانتا قد سبقتنا وتسبقنا دوما.. واخذ عداد العمر يسير ومعه تتضح لنا امورا لم نكن ندركها... اين نحن .. ما اسم المدينة التي نسكنها .. والزقاق والمحلة .. وتلك البيوت القديمة التي يسكنها امثالنا من ابناء قومنا .. بيوت عرفنا كل ما في داخلها ومن كان يسكن فيها قبلنا ...نعيش فيها ونلعب بين طياتها.. ولم نكن نعرف ان من هجرها ربما اخذ بيتنا او ارضنا التي عاش عليها اجدادنا .. او بحرنا الذي فيه روح اسلافنا ..

تتراقص مع علو الموج وانخفاضه .. سكونه وغضبه.. وتلك التي كنيّت يالتوراة .. ولا نعلم لماذا كنّيت بذلك غير آبهين بالاسم انما نحن نتخذ منها ساحة للعب كل يوم بعد الدراسة ليتعرف احدنا على الآخر من خلال آبائنا ... نعم عاصرنا الكثير من الاحداث دون ادراك لم تحدث؟ .. او لم حدثت اصلا؟ .. لكننا ننظر بصمت ونسمع ..

تابعونا في حلقة قادمة ...

 

بقلم: عبد القادر الزيناتي

22/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"