وافاد الكثيرون منهم انهم طردوا من منازلهم لأن بعض العراقيين يربطون بينهم وبين النظام العراقي السابق الذي كان يدعم الانتفاضة، مع العلم انهم يؤكدون انهم مثلهم مثل العراقيين عانوا الكثير من قساوة النظام السابق.
وقالت رسمية حجازي التي تقيم في خيمة بيضاء «حضر مالك الشقة بعد ايام من سقوط نظام صدام حسين واعطاني 24 ساعة لمغادرة منزلي». واضافت هذه المرأة المطلقة «قال لي: صدام كان الى جانبكم طوال هذه السنين، اما اليوم فلم يعد هناك قانون ولا حكومة وعليكم الرحيل».
وكان الرئيس العراقي قد امر بتقديم مساعدات لعائلة كل من يقوم بعملية انتحارية في الاراضي الفلسطينية او كل من يدمر الاسرائيليون منزله.
وقال نجاح عبد الرحمن، العامل في السفارة الفلسطينية في بغداد، «خارج العراق يعتقد الكثيرون ان النظام العراقي كان يعاملنا بشكل جيد بسبب دعمه للقضية الفلسطينية، الا ان هذا غير صحيح، والهدف كان تلميع صورته لدى العرب».
وقال مسؤول في الشؤون الانسانية يعمل في هذا المخيم ان 241 عائلة طردت من منازلها في بغداد وهي تقيم حاليا بشكل مؤقت في مخيم اقيم في مركز رياضي للفلسطينيين في العاصمة العراقية.
وتؤكد مجموعة من الفلسطينيين انهم طردوا جميعا من بناء واحد شاركت الدولة في تمويله، وقد طلب منهم المالك المغادرة.
وقال محمد، 65 عاما، «جاء صاحب البناء واعطانا مهلة خمسة ايام لمغادرته، ولما قلنا له اننا لا نعرف اين نذهب، هددنا وقال لنا بانه سيرسل ابنه علي ليقتلنا». واضاف «قال لنا بانه: لا يخاف الله ولا يخشى سوى صدام حسين، وهذا الاخير لم يعد هنا».
وقال طلال سالم، المحاسب السابق في وزارة الإسكان العراقية والاب لثلاثة اطفال، ان زملاءه في المكتب انقلبوا ضده على الفور بعد سقوط صدام حسين. وتابع: «ان هؤلاء الناس لا يعرفون إننا نحن ايضا عانينا من صدام حسين» قبل ان يضيف بلهجة يائسة «لا اعرف اذا كنت سأتمكن من ايجاد عمل جديد». ورغم الدعم الذي كان يقدمه صدام الى الفلسطينيين، فان اللاجئين يؤكدون انه لم يسمح لهم ابدا بشراء منازل في العراق او تسلم مناصب كبيرة في الوزارات.
وقال عبد الرحمن: «ان الوضع تفاقم في التسعينات بعد ان انهار الاقتصاد العراقي ولم يعد بامكاننا مثلا شراء سيارات». وتابع قائلا: «هل انا حزين لسقوط صدام حسين؟ بصراحة الامر سيان بالنسبة اليّ، لاننا سنتعرض بكل الاحوال لسوء المعاملة اينما توجهنا في العالم العربي». وكان نحو 2500 فلسطيني، غالبيتهم من حيفا تمركزوا في العراق بعد ان طردوا من منازلهم عام 1948 وبات عددهم اليوم نحو 23 ألفا.
وأضاف عبد الرحمن «لقد اسكنونا في منازل اليهود العراقيين الذين غادروا الى اسرائيل، وفي مطلع السبعينات اقمنا في منازل افضل، بعضها عائد الى وزارة الشؤون الاجتماعية».
وكانت عائلة رمزية حجازي قد هربت من حيفا عام 1948 ثم طردت من الكويت عام 1990، وهي اليوم لا تعرف الى اين ستتجه.