"اللاجئون الفلسطينيون في العراق وغياب التعريف الدولي لهم" - بقلم الزيداني

بواسطة قراءة 2492
"اللاجئون الفلسطينيون في العراق وغياب التعريف الدولي لهم" - بقلم الزيداني
"اللاجئون الفلسطينيون في العراق وغياب التعريف الدولي لهم" - بقلم الزيداني

اللاجئون الفلسطينيون المشردون في بقاع الارض ستبقى قصتهم وصمة عار على جبين الإنسانية قاطبة, فهم أكثر اللاجئين في هذه الأرض استياء وظلم لا سابقة له في تاريخ البشرية, وتتحمل الأمم المتحدة مسؤولية ما تعرض له اللاجئين الفلسطينيين لأنها شاركت إما بالتحالف المباشر عبر قرار التقسيم 184 أو بالصمت على الجريمة التي طالتهم, وهي جريمة ضدّ الإنسانية على اعتبار أن اخراج الفلسطينيين في عام 1948 تمّ بقوة السلاح وبمنطق القوّة الذي مهدت له الدوائر الدولية وهيأت له القوانين لكي يكون الكيان الصهيوني دولة ويزول الكيان الفلسطيني .

 كما تتحمل الجامعة العربية مسؤولية تاريخية جراء تقاعسها لفرض وصاياها التي سنتهاعلى اللاجئين الفلسطينيين لتنظيم اوضاعهم في البلدان العربية على اعضائها من الدول العربية والتي تخلت عن الالتزام بتلك التوصيات وتركت كل دولة تتعامل مع اللاجئين وفق ما تمليه سيادة كل دولة على حدة دون رقيب ورادع عما يعانيه اللاجئين في تلك البلدان الشقيقة بعد ان اخرجت الجامعة العربية اللاجئين الفلسطينيين من معاهدة عام 1951 والتي انبثقت منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لانها قد تضر بمستقبل القضية الفلسطينية وفق بعض موادها الداعية الى الدمج والتوطين في بلد ثالث ،وهو ما عبرت عنه من خلال المبعوث اللبناني في الامم المتحدة .

وتم تقسيم اللاجئين الفلسطينيين وفق المفهوم الدولي ما بين لاجئ ونازح وتم اهمال اعداد كبيرة من اللاجئين من سجلات الاونروا واللجوء. لا يسعنا ان نسردها بالتفاصيل وقد قمت باعداد بحث خاص تحت اسم "اللاجئين الفلسطينيين تعريف ومواقف"وسيتم عرضه الى كل المواقع بعد الانتهاء منه ليتسنى لكل فلسطيني ان يطلع على حجم التواطئ الدولي والعربي تجاه اللاجئين الفلسطينيين وان ما يهمنا من تلك التناقضات الاممية بان اللاجئ الفلسطيني في العراق لا يخضع الى اي تعريف دولي له, فوكالة الاونروا تتجاهل ضم الفلسطينيين اليها وذلك لعدم وجود ميزانية لها سوى تبرعات طوعية غير ملزمة تدفع الادارة الامريكية اكثر من نصفها بينما تتمنن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتقديم بعض المساعدات العينية لهم( فلسطينيو العراق) التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،ولقلة منهم فقط، متناسيه بانها تقدم الى اكثر من 16 مليون لاجئ في العالم حقوق كاملة دون توطين اغلبهم في بلد ثالث وهذا ما ينطبق على اللاجئ الفلسطيني في العراق الذي تم حرمانه من الاونروا وتم حرمانه من الحقوق .

 مشكلة العالم مع اللاجئين الفلسطينيين ستزداد بمجرّد أن يأتي الجيل الثاني والثالث والرابع.. فكما أن العالم تعامل مع ملفهم من مبدأ انساني فقط وهمش الجانب السياسي. متجاهل بان له وطن تم احتلاله من قبل الغير ظلما. وهذا مما ولد حالة عكسية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اهملت الجانب الانساني لمعانات اللاجئين وركزت على الجانب السياسي للقضية حفاظا عليها من الضياع !!، اخطئ الصهاينة المحتلون والمتأمرون والمعربدون عندما يظنّ كلّ منهم أن القضية الفلسطينية وتحديدا قضية اللاجئين يمكن أن تسقط بالتقادم وتدفن بالملل وتنسى من شدّة طول أمدها واستمرار معاناتهم بحرمانهم من تلك الحقوق معتقدين بان الحرمان والمعاناة ستحطم ارادة الصمود والتحدي وتنهي حق التمسك بالعودة وهم واهمون فحق العودة مترسخ في اذهان الاجيال المتقادمة .

 كلام مفحم وفيه الكثير من الدروس لعلّ أولها أن اللاجئين الفلسطينيين عبر كلّ المخيمات لا يقبلون المساومة على حق العودة . فالفلسطيني له أبعاد ذهنية أخرى غير المتعارف عليها عند البشر العاديين الذين يولدون ويعيشون في وطن هو ملكهم بحكم الانتماء ولا أحد ينازعهم فيه.. حتى عندما يعرفون الاستعمار فإن المقاومة هي السبيل إلى تصفيته. أما الفلسطيني ومنذ الولادة ما بعد سنة 1948 فهو وبحكم واقعه الوطني مطالب بأن يكتسب مهارات واستعدادات فكرية أخرى فيها الاستعداد والتوجّس والتحفّز والصّبر والنضالية لأن الواقع المفروض عليه هو واقع جريمة ومؤامرة غير مسبوقة لم يتوصل العالم إلى تبنيها لأنه هو المسؤول الأول عنها .

لو سألنا سؤالا في أكبر كليات الحقوق في العالم عن تعريف الدولة وحقوق الانسان بالنسبة للفلسطيني ثم نقيس تلك النواميس على الكيان الصهيوني لعجز القانون وفقه القانون والفلسفة والثقافة وعلم الأنتروبولوجيا عن الإجابة ولكن نقول لمن المشتكى نقول لله الواحد الاحد . 

 

بقلم:- الخبير القانوني والباحث بالقانون الدولي لللاجئين - الزيداني7/1/2011 

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"