إنَّ المسجد الأقصى هو دُرَّةُ الشام، وخير بقاعها، ومنبرها الأعلى، ومسجدها الأشم، وخير جند الإيمان في آخر الزمان جندُهُ، والعصابةُ المؤمنة في آخر الزمان التي على منهاج النبوة عصابتُهُ، أقامه الله تعالى منطلق نبيه بالروح والجسد من الأرض إلى السماوات العلى، عظيم البركة، باركه الله تعالى، وبارك حوله، قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [سورة الإسراء: الآية (1)].
ولذا فواجب المسلمين اتجاه
المسجد الأقصى عظيم ، ومن هذه الواجبات:
▪️أولًا: تَذْكِيْرُ الْأُمَّةِ بِمَكَانَةِ فِلَسْطِيْنَ،
وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى؛ لِتَأْخُذَ مَكَانَتَهَا الْلَّائِقَةَ مِنْ قُلُوْبِ
الْأُمَّةِ الْمُسْلِمَةِ، وَاهْتِمَامَهَا الْفَاعِلَ فِيْ نُصْرَتِهَا،
وَتَحْرِيْرِ أَجْزَائِهَا.
▪️ثانيًا: تَوْحِيْدُ جُهُوْدِ أَهْلِنَا فِيْ الضِّفَّةِ
الْغَرْبِيَّةِ وَالْقُدْسِ، وَالثَّمَانِيَةِ وَأَرْبَعِيْنَ، حُكُوْمَةً،
وَمُؤَسَّسَاتٍ، وَجَمْعِيَّاتٍ، وَأَفْرَادَاً نَحْوَ حِرَاسَةِ مَصَالِحِ
أَهْلِنَا، وَمُقَدَّسَاتِهِمْ.
▪️ثالثًا: السَّعْيُ الْجَادُّ، وَاسْتِفْرَاغُ الْوُسْعِ فِيْ
نُصْرَةِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، امْتِثَالَاً لِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى،
وَرَسُوْلِهِ صلى الله عليه وسلم .
▪️رابعًا: تَذْكِيْرُ الْأُمَّةِ بِالْوَاجِبِ الشَّرْعِيِّ
تُجَاهَ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَفِلَسْطِيْنَ.
▪️خامسًا: الْمُسَارَعَةُ الدَّائِمَةُ إِلَى كَثْرَةِ طُرُوْقِ
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالصَّلَاةِ فِيْهِ؛ لِحَدِيْثِ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا
فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: (ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنْ لَمْ
تَأْتُوهُ وَتُصَلُّوا فِيهِ، فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِهِ).
وَحَدِيْثِ ذِي الْأَصَابِعِ
رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ
بَعْدَكَ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَقَالَ: (عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَعَلَّ
اللهَ أَنْ يَرْزُقَكَ ذُرِّيَّةً تَغْدُو إِلَيْهِ وَتَرُوحُ.(
وإِنَّنَا إِذْ نُذَكِّرُ بِهَذَا؛ لَنَدْعُوْا
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُهَيِّءَ لِلْأُمَّةِ أَسْبَابَ تَحْرِيْرِهِ، وَدَفْعَ
كَيْدِ الْيَهُوْدِ عَنْهُ، وَيُوَفِّقَهَا فِيْ تَحْقِيْقِ ذَلِكَ، وَيُتْحِفِنَا
بِالصَّلَاةِ فِيْهِ آنَاءَ الْلَّيْلِ، وَأَطْرَافَ النَّهَارِ. والله أعلم.