بسم الله الرحمن الرحيم
هذه جمل من كلام الله تبارك وتعالى وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام في حكم السفر لبلاد الغرب لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين : قالوا: يا رسول الله قال :لاتراءى ناراهما وقال) ....( ناراهما مختلفتان،هذه تدعوا إلى الله وهذه تدعوا إلى الشيطان فكيف يتفقان ) وقول تبارك وتعالى :)يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)سورة المائدة :الاية57.وان من يتدبر حديث النبي عليه الصلاة والسلام : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ،والمهاجر من هجرما نهى الله عنه).
هذه كلمات صادقة وسطور للتذكرة هديتي إليكم إخوتي المسافرين :
الحمد لله تعالى الهادي إلى الدين القويم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على من بعثه رحمة للعالمين وضياء للمؤمنين وعلى آله الطاهرين وأصحابه المتقين وتابعيهم من المهتدين، وبعد :
إخوتي المسافرين أراكم أعددتم المتاع وجهاز السفر وأنتم مقدمون على الرحيل...
أخي إلى أين أنت راحل؟ والى أين أنت قاصد ولماذا أنت مسافر؟! أراكم إخوتي قد أعددتم جهاز السفر القريب فماذا أعددتم للسفر الطويل؟!
أسئلة نطرحها عليكم إخوتي للفؤاد اليقظ ويلقيها عليكم العقل الناهي...
إخوتي سفر طويل وسؤال طويل وجواب طويل .. إخوتي المسافرين أتجيبونني على تلك الأسئلة أم أجيبكم؟ ولكن لا بأس إخوتي أنا الذي أجيبكم ولا أكلفكم إخوتي أكثر من النظر إلى جوابي واسأل الله أن يشرح صدري وصدوركم إلى الحق.
إخوتي السفر ذو شجون وشعاب متفرقة فهذا يسافر من أجل طلب العلم النافع وهذا يسافر لصلة رحم أو زيارة صديق حميم وذاك يسافر للسياحة وآخر يسافر للتجارة وآخرون يسافرون لتحصيل الشهوات ولذائذ الدنيا الفانية والآن بالوقت الحاضر الغالب يفكر بالسفر من أجل الجنسية والمادة وترك جنسية العرب واستحصال جنسية دول أجنبية ( وقد يكون الغالبية مضطر ) وليس هذا فقط بل تغيرت الولاءات لدى الكثير في تلك البلاد حتى أصبح ولائهم للبلد الذي يمكث فيه– وهنا يكمن الخطر - مع الأسف الشديد وينتظرون لقمة العيش منهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(اليد العليا خير من اليد السفلى) والآن غالية من سافر إلى هذه البلدان أيديهم هي السفلى ويد الكفار هي العليا ؟! مع يقيننا بأن الغالب ما وصل هناك إلى بعد ضرورة قصوى وحاجة ألجأته لذلك ناهيك عن إغلاق الحدود العربية بوجههم!!
والكل يسافر على دابة تحمله فيا ترى كيف ستدبر نفقة السفر فهل يا ترى كل من يسافر يتحرى المال الحلال الطيب أم كل من يسافر يسأل النفس عن النيات ودواعي السفر؟
إخوتي المسافرين إذا هي أسئلة ستجدون جوابها بين ثنايا هذه الكلمات أعظ بها نفسي وإياكم وأهديها إليكم عسى الله تبارك وتعالى أن ينفعني وإياكم بها..
إخوتي قد قمتم بالبلاغ وذلك غاية وسعي وبقي عليكم أن تتأملوا بقلب حاضر فلا تعجزن عن ذلك إخوتي المسافرين قفوا بنا قليلا مع هذه الأنفس نحاسبها قبل أن تنووا السفر وتشدوا الرحال قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- المحاسبة نوعان فنوع قبل العمل ونوع بعد العمل إما قبل العمل فيقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه قال الحسن البصري: (رحم الله عبدا وقف عند همه فان كان لله مضى وان كان لغيره تأخر)، أما محاسبتها بعد العمل فهي ثلاثة أنواع:
احدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها فلم توقعها على الوجه الصحيح.
الثاني: يحاسب نفسه على كل عمل تركه خير له من فعله .
والثالث: محاسبة النفس على المباحات هل فعلها لوجه الله أم للدنيا.
إخوتي المسافرين انه السفر لا تدري على أي حال ستكون فيه فالعاقل إخوتي من احتاط لنفسه وعد نفسه في الهلكى ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت إن الله عليم خبير) [سورة لقمان: الآية 34] .
إخوتي التوبة التوبة قبل أن لا تكون توبة الإنابة، الإنابة قبل أن يفوت الأوان هذه بعض الأبيات الشعرية ارجو من القارئ الاستفادة منها..
إلى الله تب قبل انقضاء من العمر | أخي ولا تأمن مفاجأة الأمر | |
ولا تستصمن عن دعائي فإنما | دعوتك إشفاقا عليك من الوزر | |
فقد حذرتك الحادثات نزولها | ونادتك إلا من سمعك ذو وفر | |
تنوح وتبكي للأحبة إن مضوا | ونفسك لا تبكي وأنت على الأثر |
قال علي – رضي الله عنه-: (لا يزال العبد في مهل من التوبة ما لم يأته ملك الموت يقبض روحه فإذا نزل ملك الموت فلا توبة حينئذ).
إخوتي المسافرين لا تنسوا أن تردوا على أهل الحقوق حقوقهم أو على أولئك الذين ظلمتموهم في يوم من الأيام أن ترضوهم عن حقهم فانه سفر لا يدري العبد إلى أين سيصير إلى حيث ينوي حط رحاله أم إلى دار قراره وحقوق العباد إخوتي عظيمة الوزر لا تجبر إلا بردها إلى أصحابها أما في الدنيا وأما في الآخرة يوم لا مال للظالم فتؤخذ من حسناته للمظلوم فان فنيت حسناته اخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه، قال سفيان الثوري رحمه الله " إن لقيت الله تبارك وتعالى بسبعين ذنبا فيما بينك وبين الله أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد" وقال أبو بكر الوراق: رحمه الله " أكثر ما ينزع من القلب الإيمان إنما ينزع عند الموت قال فنظرنا في الذنوب فلم نجد ذنبا أسرع لنزع الإيمان من ظلم العباد".
إخوتي فالله الله في حقوق العباد فانظروا إخوتي لآخرتكم كما نظرتم إلى دنياكم أراكم إخوتي سافرتم تلتمسون حظ النفس الفاني فلا تنسوا إخوتي حظ أنفسكم الباقية يوم يسعد الصادقون ويشقى المذنبون ( إن المتقين في جنات ونهر 54في مقعد صدق عند مليك مقتدر) [سورة القمر الآيات: 54-55].
إخوتي المسافرين لا أنسى أن أقول لكم اغتنموا فرصة السفر في أغلى بضاعة هي خير من تلك البضاعة الفانية إن كنتم ممن سافرتم لأجلها أتدرون أخوتي ما هي هذه؟ إنها بضاعة خف وزنها وغلى ثمنها إنه الدعاء وذكر الله تبارك وتعالى قال الله تبارك وتعالى( ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى124قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا125 قال كذلك آتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى126)سورة طه:.
وها أنا أخوتي أتحفكم من قول نبينا عليه الصلاة والسلام ما تقر بها أعينكم اقر الله عيني وعيونكم بالبشرى في الدنيا ويوم الميعاد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده) رواه أبو داود والترمذي صحيح أبو داؤود 1536.
إخوتي المسافرين وهكذا كانت دعوة المسافر قرينة لدعوة الوالد ودعوة المظلوم وهما من الدعوات التي لا تتخلف إجابتها بإذن الله تبارك وتعالى فافهموا إخوتي هذا لتجعلوا ساعات سفركم رحلة إلى ربكم تبارك وتعالى قبل رحلة بدنك إلى بلد ما ولا تدعون شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وسألتم ربكم تبارك وتعالى قضاءه عساكم إخوتي أن يحالفكم التوفيق والسداد ولا تيأسوا إخوتي من دعاء ربكم تبارك وتعالى فأكثروا من الدعاء ومن أكثر الطرق حتما قال رسول الله: عليه الصلاة والسلام (إذا سال أحدكم فليكثر فإنما يسال ربه )رواه ابن حبان ،صحيح الجامع:591.
ولا تنسوا إخوتي المسافرين ذكر الله تبارك وتعالى في سفركم فإنكم لن تجدوا عونا على سفركم أفضل من ذكركم لربكم تبارك وتعالى، فهو تعالى قريب من أهل ذكره ، حافظ لهم في الإقامة والسفر، فاستعصموا إخوتي بذكر مولاكم تبارك وتعالى تجدوه قريبا منكم قال تبارك وتعالى (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )سورة البقرة الآية: 152قال الأمام ابن القيم :(إن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط ،فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تبارك وتعالى) ،قال تبارك وتعالى (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها )سورة الأنعام:الاية122 .فالأول :هو المؤمن استنار بالإيمان بالله تبارك وتعالى ومحبته ومعرفته وذكره والآخر: هو الغافل عن الله تبارك وتعالى المعرض عن ذكره ومحبته .
إخوتي المسافرين أما تحبون أن يشهد لكم الجبل والحجر والشجر وكل شيء مررت به يشهدون لكم يوم القيامة بأنكم من الذاكرين ؟ لا ريب إخوتي أن كل واحد منكم يحب ذلك ..فسبيلكم إلى ذلك أذا إخوتي أن تكونوا من الذاكرين لله تبارك وتعالى في سفركم ..وهي إخوتي وصية الصالحين .فها هو أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه )يوصي عبد الله بن أبي صعصعة بقوله :( أني أراك تحب الغنم والبادية ،فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء،فانه لا يسمع صوت المؤذن جن ولا انس ولا شيء إلا وشهد له يوم القيامة قال أبو سعيد :سمعته من رسول اللهعليه الصلاة والسلام ).رواه البخاري قال التوربشتي (رحمه الله ):(المراد من هذه الشهادة اشتهار المشهود له يوم القيامة بالفضل وعلو الدرجة، وكما أن الله يفضح بالشهادة قوما فكذلك يكرم بالشهادة آخرين)وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله):وظاهره يشمل الحيوانات والجمادات ..ويؤيده ما في رواية ابن خزيمة (لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا انس )..وقد جاء عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال :إن الجبل لينادي الجبل باسمه أمربك اليوم احد يذكر الله عز وجل؟فإذا قال: نعم .استبشر .وقال عون بن عبد الله :إن البقاع لينادي بعضها بعضا:يا جارتاه آمر بك اليوم احد يذكر الله ؟فقائلة: نعم. وقائلة: لا.ثم ماذا ؟؟إخوتي المسافرين :أوصيكم ..أوصيكم ..أن تحافظوا على ذكر دعاء السفر فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أذا استوى على بعيره .كبر ثلاثة وقال :(سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .وإنا إلى ربنا لمنقلبون .اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ،ومن العمل ما ترضى ،اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر ،والخليفة في الآهل ،اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ،وكآبة المنظر ،وسوء المنقلب في المال والآهل)( وإذا رجع قالهن وزاد فيهن :آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون) رواه مسلم، فان هذا الدعاء إخوتي دعاء عظيم النفع ،وان شئتم فتأملوا معانيه ،معنى معنى تلمس ذلك بقلبك .فقد جمع هذا الدعاء خيري الدنيا والآخرة..فلا تغفلوا إخوتي عن هذا الدعاء ..واصدقوا النية وانتم تدعون به تجدون بركته وبرده ..وكيف لا وهو من هدي نبينا عليه الصلاة والسلام: وهديه كله خير وفلاح لمن تمسك به.
ووفقني الله وإياكم إخوتي للتمسك بسنن النبي عليه الصلاة والسلام:،والانتفاع بهديه عليه الصلاة والسلام .ثم ماذا!! إلى أولئك الذين خرجوا من ديارهم إلى بلاد الكفار من غير ضرورة أو حاجة تدفعهم إلى ذلك !إخوتي أتخرجون من أرضكم وسمائكم ..أرض ينادى فيها للصلوات ..ويذكر الله في إرجائها..وتجدون فيها من يعينكم على تقوى الله تبارك وتعالى إن أردتم ذلك ..وانتم فيها بعيدون عن الفتن والشرور ..أخوتي .. أتستبدلون ذلك بالسفر إلى بلاد الكفار ؟!حيث لا تسمعون مناديا يناديكم إلى الصلاة !ولا ذاكرا ينبهكم إن غفلتم وتطل عليكم الفتن برؤوسها !إخوتي إن فعلتم ذلك !فقد غبن رأيكم !وخسرتم الصفقة فراجعوا إخوتي أنفسكم وعقولكم ،فالعاقل من حاسب نفسه ..
ونفسك أكرم عن أشياء كثيرة فمالك نفس بعدها تستعيرها
ولا تقرب الأمر الحرام فانه حلاوته تفنى ويبقى مريرها
إخوتي :يا من خرجتم إلى بلاد الكفر!إنها نفسك فأكرمها وصنها عما يدنسها..
قد هيؤك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
أرأيتم إخوتي تلك الأموال التي تنفقونها في سفركم إلى تلك البلاد؟!أنسيتم أن من إخوانكم من لا يجدون ما يسدون رمقهم وحاجتهم ؟ إخوتي :لو دعاكم داع إلى الإحسان إليه باسم الإنسانية لبادرتم إلى ذلك !فكيف وأنتم مسلمون ؟؟وقد حثكم الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ورسوله عليه الصلاة والسلام: في سنته الطاهرة على الصدقة ،والإنفاق على الأرامل والمحتاجين ووعدتم على ذلك الأجر والثواب الجزيل ؟
إخوتي فرج كربات العباد يفرج الله كرباتك وأعن إخوانك من المسلمين يعينك الله في أمرك كله واتق الله في أمرك كله تحمد عاقبة ذلك، فلا أكثر إخوتي من أن تصرفوا تلك الأموال من موضع إلى موضع وانتم في وقتها محمودين مشكورين ،وتقيمون في بلدكم سعداء بين أهاليكم وإخوانكم وإلا أتطمعون أن تنقلوا السعادة في غير ديار الإسلام ،وبين أقوام ليسوا على دينكم ؟لقوله تبارك وتعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء ألا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير )سورة أل عمران:الاية28.
هيهات! هيهات !:أن للمسلم لعملا يعمله ويشغله عن الباطل واللهو ،عمل في صلاته وعمل في صيامه وعمل في حجه وعمل في ذكر ربه تبارك وتعالى وعمل في وجوه البر والطاعات ..فلا يمضي يوم على المسلم إلا وهو في طاعة الله تبارك وتعالى ..فاعتصموا بالله تبارك وتعالى وأسألوه الهداية والتوفيق ،تجدوه قريبا منكم .
وهداني الله وإياكم صراطه المستقيم .ثم ماذا؟؟ثم هذه إليك أخي التاجر يا من خرجت بحثا عن الرزق ..سدد الله خطواتك ورزقك الربح الحلال ..أخي التاجر: جميل أن يسافر المرء لأجل اللقمة التي يصون بها وجهه عن السؤال ،كما أمره الله تبارك وتعالى :(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور )سورة الملك: الآية 15:ويقول النبي:"عليه الصلاة والسلام من كان منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" ولكن مقصد كلامي أخي التاجر :هل أنت ممن يحرصون على الربح الحلال وإن قل ؟أم من أولئك الذين لا يهمهم ما دخل جيوبهم ما دام الربح وفيرا ؟!أخي:لا أطيب من الكسب الحلال وان قل ،ولا أخبث من الكسب الحرام وان كثر!ثم أخي أيسرك أن تدخل في جوف أبنائك لقمة من حرام ؟؟ فقد كان الواحد من السلف الصالح إذا خرج من بيته في الصباح لطلب الرزق،قالت له زوجته :اتق الله فينا !تذكره أن لا يطعمهم من حرام !.
أخي:نعم ما اشق الكسب الحلال على النفس ولكن عاقبته أحلى من العسل يجد العبد بركتها في الدنيا والآخرة .قال ابن عباس( رضي الله عنهما):(كسب الحلال اشد من نقل الجبل إلى الجبل !)ثم أخي التاجر هذه موعظة لبعض الحكماء أتحفك بها:قال بعض الحكماء :(إذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا .أولها لسان تقي من ثلاثة :الكذب .واللغو.والحلف.والثاني قلب صاف من ثلاث :من الغش .والخيانة.والحسد.والثالث:نفس محافظة من ثلاث:الجمعة.والجماعة وطلب العلم .في بعض الساعات ،وإيثار مرضاة الله تبارك وتعالى على غيره .ثم أخي التاجر أقول لك :لا تنسى أن تنوي بسفرك القربة إلى الله تبارك وتعالى بطلب الرزق الحلال ،والاستعانة به على طاعته تبارك وتعالى وابتغاء مرضاته ،تفز إن شاء الله في الدارين ..
ثم ماذا وهذه لك أخي الشاب يا من فارقت أوطانك ،إجابة لصبوة الشباب وداعية الهوى !أخي أين ذهبت فطنتك ؟أنسيت أخي الشاب انك مسلم ،جميل أن تعتز بإسلامك وإذا دعاك الهوى قلت بكل شموخ :أني مسلم !أخي الشاب:إن أنت عصيت الهوى وأطعت ربك تبارك وتعالى ..فهنيئا لك أخي يومها ببشرى النبيعليه الصلاة والسلام :يوم أن قال( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل ألا ظله..فذكر منهم وشاب نشا في عبادة ربه) رواه البخاري ومسلم ، فابشر أخي الشاب بهذه البشرى النبوية أن كنت أخي من الرافضين للمعاصي ،المقبلين على طاعة الله تبارك وتعالى ..وقال الحافظ ابن حجر :(خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى ،فان ملازمة العبادة مع ذلك اشد وأدل على غلبة التقوى)وقال عمير بن هانئ:تقول التوبة للشاب :اهلا ومرحبا وتقول للشيخ :نقبلك على ما كان منك ،الشاب ترك المعصية مع قوة الداعي إليها ،والشيخ قد ضعفت شهوته وقل داعيه فلا يستويان .أخي الشاب:إن جهاد النفس من اشق الجهاد ولكن أخي يكفي في حلاوته انه ينتهي بالنصر والظفر على الشيطان والهوى ..احذر أخي من الفتن الموجودة عامة في دول الغرب ومن فتنة النساء خاصة يقول النبي عليه الصلاة والسلام:(وذكر فيها بحديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ضله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال وقال أني أخاف الله رب العالمين ) ومن ثم .حيث يجد المنتصر نشوة النصر .قال عمر ابن الخطاب( رضي الله عنه ):إن الذين يشتهون المعاصي ولا يعملون بها (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم )فاصبر أخي لداعي الهوى واشغله بالطاعات ،واستعن بالله مولاك فانه تعالى ناصر من طلب هداه والتمس رضاه .
وأعانني الله وإياكم على طاعته والفوز برضاه ثم ماذا؟؟وهذه إليك أختي المسلمة ..يا من ادخرناك لتربية الأجيال ..ويا من ادخرناك لتنشئة الإبطال .فأنت أختاه السيدة..الكريمة..المصونة..إن أنت اعتززتي بدينك ولزمتي أسوار بيتك ..فإما إن رفضتي العزة وخلعتي الحجاب باعك المشترون بأبخس الإثمان ..وأنزلوك منازل الهوان ..أختاه :أين أنت من هذا الأدب النبوي ؟(لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الأخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها) رواه مسلم والبخاري :أختي المسلمة احذري ثم احذري السفر بدون محرم ..أما رايتي أختاه إن النبيعليه الصلاة والسلام :قرن الخروج مع محرم بالإيمان بالله واليوم الأخر؟!فان إيمانك أختاه ينقص بقدر معصيتك لربك تبارك وتعالى ويزيد كلما ازدادت طاعتك لله تبارك وتعالى ..
فلا تكوني أختي المسلمة ممن يريدون الخروج من غير محرم من الحضارة والحرية!!أختاه إنها عفتك وحياؤك صانتهما الشريعة الطاهرة من دنس الأرجاس وأوساخ الأنجاس ..فالله الله أختي المسلمة لقد صانك الدين في صدف مكنون لو عقلت!فقرارك أختاه في بيتك كقرار الدين في صدف مكنون لو عقلت!فقرارك أختاه في بيتك كقرار أعظم ملك من ملوك الدنيا ،جالسا على تخت ملكه وأبها سلطانه وصولجانه ..فاحفظي أختاه ما قلت لك ،وأنت بعدها مبجلة موقرة ..والله تبارك وتعالى يحفظك من عوادي السوء.
إخوتي المسافرين وأنا أودعكم إذ أضع يدي وبعد لقائنا عبر هذه الكلمات لا يسعني إلا وداعكم حقيقة .. فاحرصوا إخوتي على أن تعملوا ببعض ما قلته لكم إن لم تستطيعوا أن تعملوا بجميعه وأسال الله الزيادة من فضله وما التوفيق إلا من عند الله إنه نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد.
عز الدين الأسعد
15/10/2009
موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع