لعبة "البوبجي" - مريم العلي

بواسطة قراءة 1085
لعبة "البوبجي" - مريم العلي
لعبة "البوبجي" - مريم العلي

الا أن أعداء البلدان الإسلامية  خاصة  والبلدان النامية عامة لجؤوا إلى غزو مختلف في زمن ثورة المعلوماتية الذي هو لا زال بداية البداية للتطور السريع لذالك العلم والتي استحوذت عليه امريكا لاكمال اجهازها على دول العالم وخاصة النامية منها بوجه التحديد وفي غالبيتها البلدان الإسلامية والعربية لتوليد مفاهيم استراتيجية جديدة ( الإلهاء ، ابتكر المشكلات وقدّم الحلول ، التدرّج والاستدراج ، مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار ، استثارة الغرائز بدل الفكر ، إبقاء الشعب في حالة جهلٍ وحماقة ، التمرّد بالإحساس بالذنب ، تهديم الاسر ، بناء الاجيال وفق البرمجة العولماتية ... ) .

انه الغزو الالكتروني للالعاب والتي تتسارع الشركات المنتجة لها بتوجيهات من كبار علماء النفس المتخصصين لترويض الفكر البشري وفقا للمفهوم الامريكي متعدد الافرع ليصب لهدف واحد الترويض والادمان ومن ثم الاستحواذ (تعميم السلوك) وهي فكرة تعني ببساطة أن السلوك الذي اعتاد عليه جيل معين من تلك الشعوب  يقوم بتعميمه على الأجيال اللاحقة بحيث يصبح الجميع وكأنهم نسخة واحدة عن أصل معين ليتسنى فيما بعد زرع المفهوم الجديد والمراد لهم ليمحو ما في الشعوب من معتقدات واديان وعادات ويتم صناعتها وفق المفهوم الصهيوأمريكي .

ومن تلك الالعاب لعبة (الببجي) وهي نمط العاب قتالية وإطلاق النار كلعبة كاونتر سترايك وغيرها  لكن في لعبة ببجي يقوم اللاعبون بالقتال بنظام فردي أو نظام فريق بواقع مئة لاعب عبر الانترنت من أماكن مختلفة في العالم ولن ينجو منهم إلَّا لاعب واحد! فهم أعداء جميعاً  لعبة ببجيPUBG) Player Unknown’s Battlegrounds) .

صدرت لعبة ببجي المعروفة   بلعبة ساحات معارك اللاعبين المجهولين عام 2017 وكانت نسختها الأولى مخصصة لأجهزة الكمبيوتر وأنظمة تشغيل ويندوز وإكس بوكس 1 .. ليتم فيما بعد طرح نسخ جديدة من اللعبة تنتمي إلى ألعاب البقاء حيث يحاول اللاعب أن يحافظ على حياته داخل اللعبة حتى النهاية وذلك من خلال اتباعه استراتيجية ناجحة في تجميع الأسلحة والذخائر والدروع  والحفاظ على نفسه بمواجهة اللاعبين الآخرين وقتلهم جميعاً .

عدد اللاعبين في لعبة ببجي مئة لاعب يجدون أنفسهم على خريطة ثم يبحث كل لاعب عن الأسلحة والذخائر وعلب الإسعاف وحقن الأدرينالين وما إلى هنالك من أدوات اللعبة  تبدأ المعركة التي يكون هدف كل لاعب فيها أن يقتل اللاعبين جميعاً ويبقى حياً حتى النهاية .

ولكن اين تكمن الخطورة بتلك اللعبة ؟

انه الادمان وانحراف السلوك وفقدان الارادة خصوصا اذا ما عرفنا ان النسبة الغالبة في الادمان عليها من فئة الاطفال من سن 8ــــــ15 وهي مراحل عمرية خطرة اذا ما اعتادت ان تكرس جل وقتها بتلك اللعبة تاركين كل شيء خلف ظهرهم منشغلين بشغف حتى وان صرخت عليهم لا يسمعون وكذلك ادخال الابتزاز المالي عليها من خلال شحن اموال لقاء تزويدك باسلحة متطوره لقتل من تبقى من منافسيك بطريقة جنونية لا تفرق عن مدمني المخدرات لاشباع رغباته ونزواته بالقتل والتكيل مما ينعكس سلبا على واقعهم السلوكي والاخلاقي من خلال وضع اعلانات تحتوي من القباحة ما تغدش الحياء لذلك العمر .

نعم انه الغزو الامريكي الصهيوني للسطو لا بالاحتلال للبلدان والمدن بل للسطو على جيوب الاطفال انه الاستعمار اللاخلاقي  .

هذه الحرب  الجديدة لا يحصرها ميدان بل هي متصفة بالشمول والامتداد فهي دائمة دائبة ممتدة إلى شعب الحياة الإنسانية جميعاً وتساعد حروب السلاح بل وتسبقها ثم تستمر بعدها لتكسب ما عجز السلاح عنه  فتشل إرادة المهزوم وعزيمته حتي يلين ويستكين فيقبل التلاشي والفناء في بوتقة أعدائه أو يصبح امتداداً ذليلاً لهم .

لذا نهيب بعلمائنا الافاضل وارباب البيوت والعوائل وكل العقلاء الى التصدي لهذا المفهوم الخطير من خلال توعية ابنائهم لتلك الالعاب الفاضحة لكل القيم من خلال متابعة ابنائهم .. والله ولي التوفيق .

 

بقلم : د. مريم العلي

9/8/1440

14/4/2019

 
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"