وجوب التعاون على البر والتقوى – أحمد أبو هاجر

بواسطة قراءة 3801
وجوب التعاون على البر والتقوى – أحمد أبو هاجر
وجوب التعاون على البر والتقوى – أحمد أبو هاجر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد ابن عبدالله وعلى اله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين .

أما بعد :

أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتعاون على البر والتقوى ونهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة المائدة الآية 2 ، فيجب على كل مسلم ومسلمه في أنحاء الدنيا أن يحفظوا هذا العمل وأن يعنوا به كثيرا ، لان ذلك يترتب عليه بتوفيق الله صلاح المجتمع وتعاونه على الخير وابتعاده عن الشر وإحساسه بالمسؤولية ووقوفه عند الحد الذي ينبغي أن يقف عنده ، وقد جاء في هذا المعنى نصوص كثيرة منها قوله عز وجل في سورة العصر (الآية 1 والعصر الآية 2 إن الإنسان لفي خسر الآية 3 إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فهذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة من جملتها التواصي بالحق وهو التعاون على البر والتقوى - والرابحون السعداء في كل زمان وفي كل مكان هم الذين حققوا هذه الصفات الأربع التي دلت عليها هذه السورة ، وهم الناجون من جميع أنواع الخسران . فينبغي لكل مسلم أن يحققها وأن يلزمها وان يدعو إليها وهي الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم إيمانا صادقا يتضمن الإخلاص لله في العبادة وتصديق أخباره سبحانه ، ويتضمن الشهادة له بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة وتصديق أخباره عليه الصلاة والسلام ، كما يتضمن العمل الصالح ، فان الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية عند أهل السنة والجماعة ، فالإيمان الصادق يتضمن قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح ، وعمل القلب بمحبة الله والإخلاص له وخوفه ورجاءه والشوق إليه ومحبة الخير للمسلمين مثل دعائهم إليه كما يتضمن العمل الصالح بالجوارح وهو قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي كما تقدم . ثم يتضمن أمرا ثالثا وهو التواصي بالحق وهو داخل في العمل الصالح وداخل في الإيمان ، ولكن نبه الله عليه فأفرده بالذكر بيانا لعظم شأنه ، فإن التواصي له شأن عظيم وهو التعاون على البر والتقوى والتناصح في الله وإرشاد العباد إلى ما ينفعهم ونهيهم عما يضرهم ، وكذلك يدخل في الإيمان أيضا الأمر الرابع وهو التواصي بالصبر . فاشتملت هذه السورة العظيمة على جميع أنواع الخير وأصوله وأسباب السعادة . فالتعاون على البر والتقوى معناه التعاون على تحقيق الإيمان قولا وعملا وعقيدة ، فالبر والتقوى عند اقترانهما يدلان على أداء الفرائض وترك المحارم ، فالبر هو أداء الفرائض واكتساب الخير والمسارعة إليه وتحقيقه ، والتقوى ترك المحارم ونبذ الشر ، وعند إفراد احدهما عن الآخر يشمل الدين كله . فالبر عند الإطلاق هو الدين كله والتقوى عند الإطلاق هي الدين كله كما قال عز وجل في سورة البقرة الآية 177 (ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر ) الى قوله تعالى (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) وقال تعالى في آية أخرى في سورة البقرة الآية 189 (ولكن البر من اتقى) وكل إنسان محتاج إلى هذا التعاون إن كان ذكرا كان أو أنثى ، حيث تحصل له السعادة العاجلة والآجلة بهذا التعاون والنجاة في الدنيا والآخرة والسلامة من جميع أنواع الهلاك والفساد .

نسال الله لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة وان يجعلنا من أهل البر والتقوى ومن أهل الإصلاح أنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين .

 

بقلم الأخ : أحمد أبو هاجر

19/8/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"