الأمة ستنام 400 عام إن لم تحدث هزات سريعة – إيهاب سليم

بواسطة قراءة 2122
الأمة ستنام 400 عام إن لم تحدث هزات سريعة – إيهاب سليم
الأمة ستنام 400 عام إن لم تحدث هزات سريعة – إيهاب سليم

إيهاب سليم- السويد:

بغداد ومن إلى بغداد؟ بغداد العرب والإسلام..بغداد الأمل والريحان..بغداد الشعلة ولهيب الأمة..بغداد قلب الأمة النابض وعطرها الخالد,دونها ستنام الأمة 400 عام كما حدث أثناء احتلالها من قبل المغول التتر عام 656 هجرية 1258 ميلادية.

حيث حاصر هولاكو بغداد عام 1258 ميلادية,كانت خطوب اندلعت في أثنائها نيران فتن داخلية انتهت باستيلاء التتار عليها وبقتل الخليفة المستعصم وأولاده ورجال حاشيته وأهل بطانته في الحقبة الأخيرة من العهد العباسي المشرق.

استبيحت بغداد مدة طويلة ولم يرحم المغول التتر شيخا أو امرأة أو طفل وقاموا بالسلب والنهب والاغتصابات ولم يتركوا كتب أو غيرها من ممتلكات حتى تغير لون نهر دجلة بعد أن القوا بكل ما تملكه بغداد من كنوز الأمة والأجساد في النهر,انعكس ذلك على كافة أبناء الأمة العربية والإسلامية بصورة سلبية وباتت امة مهمشة لا دور لها حينها,ولا سيما بعد أن حول هولاكو بغداد من قبضة الموظفين العرب إلى الموظفين الإيرانيين كما يحدث الآن.

لم تفتح بغداد إلا عام 1638 ميلادية بواسطة السلطان العثماني مراد الرابع بعد أن أهلكتها الصراعات المتكالبة عليها من قبل الصفويين وغيرهم,ثم نهضت الأمة من جديد وشيدت المدن والقرى ليعود زهو الحضارة الإسلامية العربية من جديد.

من خلال سرد التاريخ وتحليله ضمن الأفق الحالي,نصل إلى نتيجة إلى أن التاريخ يعيد نفسه,حيث سقطت فلسطين العربية بيد الغزاة الصهاينة عام 1948 لتستكمل عام 1967,الجميع يدرك أن لا وجود لما تسمى (إسرائيل) في فلسطين حتى في كتاب التوراة الذي يؤكد أن مملكة السامرة نشأت في نابلس ومملكة يهودا نشأت في جنوب بيت لحم فقط أما باقي المدن الأخرى فهي أراضي عربية كنعانية خالصة وفقا لكتاب التوراة والإنجيل سواء في سفر التكوين إصحاح 19 من التوراة أو سفر رؤيا من الإنجيل,إضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة والعهدة العمرية, أي أن أمريكا في فلسطين وليست (إسرائيل) .

نبعت فكرة السيطرة على العراق منذ عهد هرتزل وقد زاره فعلا لكن حجم العراق وكثافته السكانية آنذاك مقارنة بحجم العصابات الصهيونية القادمة من شتى بقاع العالم إضافة إلى حدوده الطويلة وعدم وجود منفذ للانسحاب إلى أوربا في حال فشل المشروع على عكس فلسطين التي ترتبط مع أوربا عبر البحر أبعدت السيطرة عليه في ذلك الوقت,وللتأكيد على هذه الأطروحة أن الصهاينة لا يزالون يحتفظون بالقوارب التي قدموا منها عبر جزيرة قبرص ويقومون بعمل صيانة دورية لها.

أطروحة التتر عادت من جديد لكن بصبغة الصهيونية,فبعد احتلال العراق عام 2003 وسقوط عاصمة الرشيد بيد الأمريكيين الصهاينة خلدت الأمة بسبات عميق لو تم مقارنة عدد المتظاهرين الأبطال بمشجعي الألعاب الرياضية بل وتفككت وتشتت ولم تتمكن حتى من إقامة جسر جوي إلى قطاع غزة في حربه الأخيرة بخلاف الجسر الجوي البغدادي-السوداني أبان أزمة السودان, بل وان أكذوبة الخامنئي كانت واضحة حينما أشار إلى انه يرغب بمساعدة غزة رغم أن فلسطين لا تحوي على شهيد إيراني واحد في ترابها الغالي,بل ولم ولن يقدم أي دعم لأهلنا العرب في فلسطين وهو من قدم دماء لاجئي فلسطين في العراق بطبق صفوي متآكل بالصهيونية إلى الاحتلال وعملاءه,حيث التعاون الأمني الاستخباراتي مع الموساد الصهيوني في شمال العراق والتعاون والتبادل الأمني مع الصفويين من فيلق بدر والدعوة وأذنابهم,وتكرار التهاني والتبريكات بين احمدي نجاد وجلال الطالباني المعروف بولاءه للكيان الصهيوني, وزيارة نجادي إلى بغداد وعقد اللقاءات الأمنية مع قوات الاحتلال الأمريكي واستهداف العرب العراقيين من قبل العصابات الصفوية الإيرانية في العراق والعمل على إضعاف المقاومة العراقية إلا دليل واضح إلى أن الأمريكان التتر سيسلمون العراق إلى الإيرانيين حيث حلفهم المكشوف مع الصهيونية,وستخوض المنطقة الممتدة من العراق إلى الأردن وسوريا ولبنان حتى فلسطين صراعا مريرا مع الغزو الصفوي-الصهيوني,ولا ننسى أن الحلف قديم منذ صفقة إيران غيت (ايران كونترا ) بشراء الأسلحة الصهيونية لمواجهة العراق أبان حرب الخليج الأولى آو قضية العميل البريطاني من أصل إيراني (بازفت) .

المطلوب هو نهوض بغداد وتحررها سريعا وإلا فان الأمة تتعرض إلى فصلين,الأول يكمن في انصهارها وضياعها وتلاشيها وبدء ملامحها من خلال تعمد الحكومة العراقية القادمة من إيران بفصل العراق عن العالم العربي ومحاربة كل ما هو عربي,والفصل الثاني هو خلود الأمة للنوم مدة لا تقل عن 400 عام.

نعم نحتاج جميعا كأمة عربية إلى هزات سريعة أو صعقات تغير من مجريات الأحداث في المنطقة وتعيد للأمة كرامتها المسلوبة ونشوة كبريائها لمواجهة الفصل الثاني من المشار أعلاه مرحليا حتى تحرر بغداد العروبة من أيدي الأمريكيين الصهاينة الصفويين ورسم خارطة نهوضها من جديد,أما القسم الأول فهذا يعتمد على رجال الدين وقدراتهم في نشر التوعية الفكرية العربية الإسلامية الصحيحة في المساجد والجوامع لتكون الحاجز المنيع من الانصهار والتذويب والفساد والمخدرات الخ.

نسأل الله السلامة للأمة الحبيبة وما من وراء ذلك بقصد.

 

20/6/2009

إيهاب سليم – السويد

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"