بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن كثيرا من شعوب العالم وخاصة شعوبنا العربية لم تعد تفرق بين الشعوب المقاومة التي تنتزع النصر رغما عن أنف أعدائها وبين الشعوب التي نالت استقلالهانتيجة ظروف المحتل ، فكثير من الشعوب العربية تجرح شعبنا الفلسطيني بألفاظ عديدة ما كان بودي أن أتلفظها ولكن للضرورة علينا أن نتلفظها حتى نبقى نعلمهم.
من تلك العبارات المؤلمة ( دافعوا عن شرفكم دافعوا عن عرضكم ) والغاية من ذلك هي المساهمة مع الكيان الصهيوني تصويب بندقيتين بندقية من الأمام من العدو وبندقية من الخلف بهذه الألفاظ .
فلنحدثهم ما معنى الشرف وما معنى العرض بالنسبة للشعوب المكافحة، عندما تقاتل الشعوب مستعمريها تتعرض لحكم القتال الدامي إلى كثير من الانتهاكات التي ينتهكها العدو كرد فعل بما أصابه وأن عدم استسلام الشعوب المكافحة يعني الحفاظ وعدم التفريط على شرف وقدسية الأرض وإلا لو أراد الشعب عدم المقاومة لم يتعرض لتلك الانتهاكات فهنا وددنا أن نسأل من هو الذي فقد الشرف والعرض ؟ إذا كانت تتغنى الكثير من الشعوب وتصطنع لها مجدا تاريخيا بأنها ناضلت وقاتلت محتليها ونالت الاستقلال فعلى الفلسطيني أن يقاتل مثلنا فإننا نقول لهم: إن مجدكم مزيف لهو أضعف من بيت العنكبوت لان تلك الشعوب مجدت وتناست الكثير.
معاهدة سايكس بيكو تقاسمت من خلاله بريطانيا وفرنسا واحتلوا العالم وبدأت الشعوب بالمقاومة لهؤلاء المستعمرين والذي ساعد تلك الشعوب على نيل الاستقلال هو انحصار إمكانيات تلك الدولتين بعدما تعرضوا إلى ضربات مدمرة من قبل ألمانيا بل احتلت فرنسا بكاملها من ألمانيا مما أدى إلى إرغام كلا الدولتين بالانسحاب من كل دول العالم المحتل دفاعا عن أوطانهم ناهيك عن شعوب قاتلت بضراوة لا يمكن نكران مقاومتهم منهم الفيتناميون عندما هزموا الفرنسيين في نهاية الستينيات وهزموا أمريكا في منتصف السبعينات لازال شبح تلك المقاومة مهيمن على عقولهم حتى اليوم.
وشعبنا الفلسطيني برغم الفوارق الكبيرة في طبوغرافية الأرض إلا انه سطر أروع ملاحم البطولة والفداء ولو كان شعبنا يريد أن يفقد مثلما قالوا لقبنا بعدة مشاريع طرحت عليه منها الوطن البديل مشروع بورقيبا ولكنه رفض ذلك حفاظا على شرف وعرض أمة بأسرها هي تخلت عن مقدساتها فمن الذي فقد؟؟؟؟؟ .
9/6/2009
بقلم : الزيداني
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"