ونشير هنا الى أن "إسرائيل" رفضت في السابق
الاعتذار عن مقتل تسعة أتراك كانوا مشاركين في أسطول الحرية المتوجه إلى غزة في
قافلة إنسانية لكسر الحصار المفروض عليها في مايو/أيار 2010.
نكتفى بهذا القدر من الخبر ولنحاول ان نسترجع القليل
القليل مما ارتكبته "إسرائيل" حينما تأسست على أنقاض الشعب الفلسطيني
وتهجيره حيث ارتكبت مجزرة تلو الأخرى بدء من دير ياسين الى يومنا هذا ،
مرورا بحرب 48 ثم احتلالها للضفة الغربية والقدس وقطاع غزة في 67 والانتفاضة
الأولى في 87 وانتفاضة الأقصى في عام 2000 وحصار الرئيس ياسر عرفات وما
بينهما كانت الحرب على لبنان ومذبحة صبرا وشاتيلا، ثم حربين على قطاع غزة الاولى
في أواخر 2008 ومطلع 2009 والثانية في نوفمبر 2012 وأما المشهد الان من إغلاق
وحصار غزة ومنع الفلسطينيين من السفر للضفة والقدس واسر مايزيد عن 5000 فلسطيني
وتعذبهم .. واذا كتبنا عما فعلته "إسرائيل" فلن تكفى الاف الكتب عن كم
قتلت وشردت من بشر وكم هدمت من قرى ومدن وبيوت ومؤسسات وكم اقتلعت حتى الشجر خاصة
أشجار الزتيون المعمرة من سنن وسنين ..
وكما واضح من الاتفاق بن "إسرائيل" وتركيا
كان (اعتذار وتعويضات) ولا مسائلة قانونية بحق "إسرائيل" فمن الرابح
بتلك الصفقة التي ظهرت هكذا عناوينها وما خفى كان أعظم حيث جاءت بعد زيارة الرئيس
اوباما "لإسرائيل" حيث أمضى جل وقته مع حليفته الأولى في المنطقة يقدم
الاعتذارات على ضعف تعاطفه مع "الإسرائيليين" ومحاولة مغازلة العرب من
خلال خطابه الذي قدمه في القاهرة والرياض، وبعد الحرب التي شنت عليه من قبل
اللوبي "الإسرائيلي" في أمريكا، جاء يثبت بأنه أكثر يهودية منهم وولاءا "لإسرائيل".
الكل
يقدم الاعتذارات "لإسرائيل"، ولكن "إسرائيل" لن تعتذر لأيا من
كان، وما قامت به من محاولة لترطيب العلاقات بينها وبين تركيا، هو مجرد خدعة أخرى
، والمعروف بأن الدول لا تهتم بضحاياها، وتركيا و"إسرائيل" قدموا مشاهد
رائعة من مسلسل أسمه سفينة مرمرة، لأن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدولتين
أكبر بكثير من مجرد كم ضحية قدمت قربان لتلك التمثيلية، ليسهل بعدها تقديم
الاعتذارات وفبركة الأحداث وتقديم التعويضات، هذا إذا تم تقديمها لأصحابها. وفي
مشهد كبير سيتم الإشادة من قبل أسر الضحايا بتلك التعويضات.
ترتكب "إسرائيل" كل يوم مجازر ولكن تظل
خط أحمر لمجرد التفكير في عقابها فكيف بإصدار قانون لعقابها، في الوقت الذي يُفرض
على ضحاياها كل يوم أن تقدم الاعتذارات وأن تعمل جاهدة على حفظ أمن "إسرائيل"
وتقديم القرابين لها من دماءها وثرواتها وأراضيها وأنهارها وغازاتها ونستذكر هنا
كم طلبت "إسرائيل" من المانيا مبالغ جمة عن ما يسمى بالهولوكست
وما زالت تطالب بالتعويضات لضحايا الهولوكست وغيرها وما مقولة أرض "إسرائيل"
من النيل للفرات نهاية بالجزيرة العربية ليس مقولة بلا قيمة، فهي تحضر ملفات
لمطالبه تلك الدول لتقديم الاعتذارات والتعويضات لما لقوه اليهود في القرون
الغابرة.
وختاما شكرا تركيا التى لم يهن علها مقتل تسعة
اتراك على يد جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ،، في ذات الوقت هان على الأمة
العربية بأكملها قتل مئات بل آلاف من أطفال ونساء وأبناء الشعب الفلسطيني وتشريدهم
في كل أنحاء العالم أمام مرائهم ومسمعهم ليل نهار، ومازال العرب يلهث وراء ما يسمى
وثيقة السلام، ليأخذ ما سترمي لهم "إسرائيل" من حسنة، أو مجرد اعتذار.
زينب
خليل عودة
25/3/2013
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"