الحمد
لله ، والصلاة والسلام على اشرف الخلق خاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه
وسلم وعلى ال بيته الطاهرين وصحابته الغر والافذاذ الميامين وعلى من سار على نهجهم
الى يوم الدين .
وبعد
:
ان
الذين يؤمنون بتحرير فلسطين التاريخية، كما عرفها وآمن بها وفتحها عمر بن الخطاب
وعلي بن ابي طالب وابو عبيده ، وبقية الرهط من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم
... وكما عرفها وآمن بها وفتحها نور الدين محمود زنكي وصلاح الدين الايوبي وبقية
القادة وجيوش الاسلام ، الذين يؤمنون بتحرير فلسطين التاريخية من رفح جنوباً حتى
الناقورة شمالاً ومن نهر الاردن شرقاً حتى البحر الابيض غرباً ... هؤلاء يؤمنون
بعودة الحق لأصحابه، يؤمنون بحق العودة، ويؤمنون بالله واليوم الأخر ...هؤلاء
المؤمنون في كل مكان وزمان واليوم، لا يضيرهم بعض الاصوات النكرة، الاصوات الشاذه
المنحرفة الضعيفة، فتحرير فلسطين وحق العودة والرجوع الى الله .. من الثوابت التي
يؤمن بها العرب والمسلمون .
ليس
من الانصاف ولا من المنطق، ولا من الوطنية، ان تمد يدك الى عصابات الصهانية المسلحة
في فلسطين وتتفاوض وتتصالح وتجامل وتراهن وتعطيهم الاعتراف والشرعية وحسن السلوك
... وتعطيهم الارض وتعطيهم كل شيء مقابل الوعود والاحلام ... !؟ والتفاوض بهدف
التفاوض .. لاجل التفاوض الى ما لا نهاية في عام 1993م ذهب بعض من في السلطة
الفلسطينية الى (أوسلو) في النرويج لتوقيع اتفاقية ومؤامرة ضد مستقبل الشعب العربي
الفلسطيني وضد طموحه واحلامه وعودته وضد قضيته وضد العودة وضد التحرير .. وضد آيات
القرآن وبشائر النبوة ووعد الله بالنصر للفئة المؤمنة الملتزمة المنصورة بعون الله
وحتمية انتصار الاسلام والعرب على الغاصبين .... في العراق خيم الوجوم والقلق
والتساءل ضد هذه الاتفاقية او المعاهدة المؤامرة .. التي نفذها وانفرد بها بعض
الاشخاص في السلطة ..
في
العراق أبناء فلسطين الذين عددهم لا يتجاوز 35 ألف لاجي فلسطيني خيم عليهم الغضب
.. فكان لا بد من أصوات رافضة لهذا المشروع .. لابد من أصوات رافضة تسمع صوتها ..
هنا وهناك بعض الشئ .. فلربما همة احيت امة .. والساكت عن الحق شيطان اخرس .. لفيف
من رجال وشباب فلسطينيو العراق آَلو على أنفسهم أن يسمعوا صوتهم الرافض للتآمر
ونكران حق العوده والتحرير .. ان يسمعوا صوتهم ويأخذوا تواقيع ابناء هذا الشعب
الرافض للظلم ..
ويرسلوها
الى محافل عديدة .. من هؤلاء هم :
-
احمد
محمود شعبان الصحفي (ابو حميد ) رحمه الله.
-
محمود
العيساوي (ابو الأمير ).
-
معين
راجح الماضي (ابو محمد ).
-
الشاعر
محمد علي احمد الفرحات (رحمه الله).
-
الكاتب
رشيد جبر الأسعد (ابو محمد ).
هؤلاء
تنادو الى عمل بسيط معين، فهيأوا استمارات وأوراق وجداول واخذوا يجمعون التواقيع
من ابناء فلسطين من شرائح المثقفين والكسبة والاكاديميين والضباط والمعلمين
والعمال والمتقاعدين .. برفض مؤامرة أوسلو ( المولود الميت ) .. اخذنا نطرق بيوت
عوائل مجمع البلديات .. شقة .. شقة .. ونطلب من الشخص ان يكتب اسمه الثلاثي ..
وتوقيعه .. وبعدها يقرأ الديباجة والمحتوى ..
تحركنا
في تجمعات الفلسطينيين العديدة في البلديات ( 7 نيسان ) وفي بغداد الجديدة والحرية
والسلام .. وفي غيرها نواصل ليلنا بنهارنا ونحن على لفة فلافل وننتقل في سيارة
الشاعر محمد علي الفرحات لعدة ايام على هذه الحالة .. ثم طرقنا ابواب السفارات
نريد موقفها، نريد تأييدنا ، زرنا السفارة الليبية وتجاوبت معنا .. وسفارات عربية
اخرى .. زرنا اوساط فلسطينية وعراقية وعربية ودبلوماسية لنكسب موقفها المؤيد لحق
الشعب الفلسطيني في ارضه ووطنه وحق العودة ..
المهم
كان تحرك شبابي ثقافي في غضبة لله .. امام الله .. ولله تعالى .. لقد رفضنا مؤامرة
أوسلو التي اعطت الصهاينة الاعتراف والارض وشطب حق العودة وكل شيء .. واعطت
للمتنازل الفلسطيني الوعود والسراب والمماطلة
، من اساليب الصهاينة والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم هو الكذب والمماطلة
وكلما جاءت حكومة صهيونية جديدة قالت للمفاوض الفلسطيني لا دخل لي بالحكومة
السابقة .. لنبدأ من الصفر .. وهكذا سبع حكومات صهيونية تتنكر لوعود ما قبلها
وتريد التفاوض من الصفر .. من قبل الدهاء والوعود الكاذبة لتصل مدة الانتظار
والتفاوض دون نتيجة مدة عشرون سنة .. اجل عشرون سنة .. واذا قال لك قائل ان مجموع
مدة المفاوضات هي عدة اشهر فقل له ان هذه المدة اشهر كانت وحدثت خلال مدة عشرون
سنة من الانتظار .. من الوعود .. من السراب ..
قال
الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي :
(
ان من ينظر الى اليهود بمنظار القرآن لن يخدع بهم ابدا، وان الذي يتزود في جهاده
اليهود بزاد القرآن لن يمل من الجهاد ابدا، وان الذي يتعامل مع القضية الفلسطينية
على اساس حقائق القرآن لن يتخلى عنها ولن يتنازل عن شبر منها ، ولن يفاوض اليهود ،
ولن يصالحهم عليها ) .
قال
الدكتور عبد الله عزام رحمه الله :
(
ان الحل السياسي الذي تسعى اليه دول الكفر باطل شرعا ممنوع عقلا ولقد علمتنا
التجارب في فلسطين وغيرها ان الحل لا يكون الا من خلال البنادق وان احالة القضية
الى المجالس الدولية والمحافل العالمية تعني احالتها الى سلة المهملات والسير بها
الى موتها المحتوم).
وللشاعر
محمد علي احمد الفرحات بعضا من احدى قصائده :
من
يقرأ التـــاريخ يعلم اننـا *** ســــنحطم الباغي وان طـــــال المدى
قسما
علينا ان نحرر ارضنا *** ونطهر ( الاقصى ) ونرضي ( احمدا )
اجل
.. شئنا ام ابينا .. هذه هي طبيعة المعركة وطبيعة الصراع ..
صراع
عقائدي ومصيري وحضاري واخلاقي ...
في
حروب العرب والمسلمين ضد جيوش الافرنجة ( الصليبية ) دامت الحروب في الكر والفر ،
مدة 200 عام دون ان يتنازل التركمان او السلاجقة او الاكراد .. دون ان يتنازلوا عن
شبر واحد من اراضي الشام وفلسطين منها ..
فكان
نور الدين زنكي وصلاح الدين وغيرهم .. كانوا اصرار وعزم وتعبئة والتزام بالثوابت
حتى كتب الله لهم النصر بعد ان اعدوا مستلزمات النصر .. ويجب ان لا تُخدع من جحر
مرتين ..
هذه
هي تجارب التاريخ .. وحقيقة المعركة ..
جاءت
( الصليبية ) متأخرة .. خجولة .. من جحورها لم تستطع ان تكون سافرة فتقنعت بقناع
الصهيونية .. لخداعنا .. انما سمي الاستعمار انا هو وجه من وجوه الحملات الصليبية
المعاصرة وجاءت باسم الصهيونية .. والعدوان والاحتلال .
يريدون
خداعنا وما يخدعون الا انفسهم .. ان الصهيونية هي قناع الصليبية التي جاءت تلهث
متأخرة .. خجولة .. خبيثة ..
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق
النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر
المصدر"