"صفقة القرن".. 3 أعوام من التسريبات المتناقضة لجس نبض العرب

بواسطة قراءة 845
"صفقة القرن".. 3 أعوام من التسريبات المتناقضة لجس نبض العرب
"صفقة القرن".. 3 أعوام من التسريبات المتناقضة لجس نبض العرب

تتردد وتتسرب بنود "صفقة القرن"، منذ عام 2016 بأشكال مختلفة، فهناك من يقول إن الصفقة لا تسمح بإقامة دولة فلسطينية، وتارة تقول إن الصفقة تسمح، وهناك من يقول إن مصر ستعطي الفلسطينيين أراضي في سيناء.

على مدار 3 سنوات، أصبح العالم العربي في حيرة من هذه الصفقة، التي لم يعلن عنها رسميا حتى الآن، ولكن البنود والنسخ المتعددة لشروط الصفقة تجعل الرفض يأتي قبل إعلانها رسميا.

"صفقة القرن" عام 2017

بدأ الحديث عن صفقة القرن في عام 2017 بعد قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدة أشهر وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، وقالت الصحف الأمريكية إن إدارة ترامب لديها خطة "يوشع بن آريه" التي وضعها عام 2003 بتمديد حدود غزة حتى العريش، ومشروع غيورا آيلاند 2004 الذي دعا مصر للتنازل عن (600) كم2 من سيناء لصالح التوطين، مقابل حصولها على (200) كم2 من صحراء النقب ومزايا اقتصادية.

من جانبها، نفت مصر أي مقترحات توطين وإعطاء أراض، كما أنها لا تعترف بمصطلح "صفقة القرن"، وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن هذا المصطلح افتعله الإعلام.

ويترقب العالم منذ سبتمبر 2017 إفصاح الرئيس الأمريكي عن "صفقة القرن"، ولكن يستمر نشر وتسريب بنود ليست واقعية ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع، بسبب موقف السلطة الفلسطينية والدول العربية الرافض للصفقة.

"صفقة القرن" عام 2018

شهد عام 2018 عددا من الخطوات الخطيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمهيدا للإعلان عن خطته، واعتبر ترامب مدينة القدس عاصمة موحدة لـ"إسرائيل" في ديسمبر 2017، قبل أن ينقل رسميا وعمليا سفارة بلاده لدى لـ"إسرائيل" من مدينة "تل أبيب" إلى القدس في مايو 2018.

وانتظر العالم في عام 2018 طرح الصفقة التي أعلن عنها ترامب، ولكنه لم يطلقها وبدأ الحديث عن بنود مسربة للصفقة وعن توقيت إطلاقها الذي لم يعرف عنه أحد شيئا حتى الآن.

وأكدت البنود المسربة أن "صفقة القرن" تأتي عكس كافة "خطط السلام" السابقة، التي تقوم على أساس إقامة "دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية" على أساس حدود 1967، ولكن الصفقة لا تقوم بالأساس على "معادلة السلام مقابل الانسحاب".

وتحدثت أيضا البنود المسربة عن أن بنود الصفقة ستتضمن التطبيع العربي مع "إسرائيل"، الذي سيكون أحد الأعمدة الهامة التي ستتضمنها "خطة ترامب للسلام".

وتم تسريب 4 بنود فقط من الصفقة في عام 2018، كنوع من جس النبض العربي، حيث تضمنت إقامة "دولة فلسطينية" تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.

وقيام الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة "الدولة" التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة. وتأجيل وضع مدينة القدس وموضوع عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة.

وستشمل المفاوضات النهائية محادثات "سلام" إقليمية بين "إسرائيل" والأقطار العربية بقيادة المملكة العربية السعودية.

"صفقة القرن" عام 2019

تفاجأ العالم العربي في 7 مايو الماضي، ببنود مسربة أشبه بالحقيقية لما سيحدث في "صفقة القرن"، وكانت هذه البنود تحتوي على أكثر التفاصيل من البنود المسربة سابقا، واعتبرها العديد بداية الإعلان الفعلي للصفقة خاصة وأنها بعد الانتخابات الرئاسية في "إسرائيل".

وشهدت البنود هذه المرة بعض الاختلافات عن البنود المسربة في الأعوام السابقة، حيث أكدت أنه ستقام "دولة فلسطينية" يطلق عليها "فلسطين الجديدة"، ولن يتم تقسيم القدس وستكون مشتركة بين "إسرائيل" وفلسطين الجديدة.

كما أنه لن يسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. ولن تضم مناطق إضافية إلى القدس، وستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم.

وستمنح مصر أراضي جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها.

حجم الأراضي وثمنها يكون متفقا عليه بين الأطراف بواسطة الدول المؤيدة، ويأتي تعريف الدول المؤيدة لاحقا/ ويشق طريق أوتستراد بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراض بين غزة وبين الضفة.

الدول التي وافقت أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديا وهي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط).

ولهذه الغاية يتم رصد مبلغ 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمشاريع تخص فلسطين الجديدة. (ثمن ضم المستوطنات لإسرائيل وبينها المستوطنات المعزولة تتكفل بها "إسرائيل").

يمنع على "فلسطين الجديدة" أن يكون لها جيش والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة.

سيتم توقيع اتفاق بين "إسرائيل" و"فلسطين الجديدة" على أن تتولى "إسرائيل" الدفاع عن فلسطين الجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع "فلسطين الجديدة" لـ"إسرائيل" ثمن دفاع هذه الحماية ويتم التفاوض بين "إسرائيل" والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش "الإسرائيلي" ثمنا للحماية.

الإعلان الرسمي عن "صفقة القرن"

رغم التسريبات التي تحدثنا عنها سابقا، إلا أن تفاصيل "صفقة القرن" حتى الآن غير معلنة "رسميا"، وبالرغم من ذلك فهناك تقارير صحفية تتناقض في هذه التسريبات والمعلومات، كما ظهرت العديد من النسخ المسربة لهذه الصفقة.

 

المصدر : روسيا اليوم

10/9/1440

12/9/2019