هجمة بربرية شعوبية تودي بحياة سبعة فلسطينيين في بغداد

بواسطة قراءة 4264
هجمة بربرية شعوبية تودي بحياة سبعة فلسطينيين في بغداد
هجمة بربرية شعوبية تودي بحياة سبعة فلسطينيين في بغداد

فتارة قصف بالهاونات وتارة أخرى بالاعتقالات العشوائية المبنية على دعاوى كيدية ووشايات ومرة من خلال الاعتقالات العشوائية والخطف والقتل والتعذيب ، ومرات عديدة في الاستهداف المباشر وهم آمنين في تجمعاتهم التي أصحبت ساحة لكل خوان معتدي وإجرامي حاقد وكأن البطولات والرجولة لا تتحقق إلا من خلال انتهاك حرمات هؤلاء المظلومين دوليا وإسلاميا وعربيا وعلى جميع الأصعدة .

 

وهذه المرة والجولة بدأت فصولها في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأثنين الموافق 26/6/2006 عندما ترجل خمسة مسلحين بلباس مدني وبعضهم بلباس أسود !! وبمسدسات الداخلية ونفس العدد بالزي ( المبرقع الخاكي ) الشبيه بلباس الحرس الوطني كإسناد لميليشيا الزي المدني واقتربوا من السوق في وسط المجمع وحاولوا اختطاف أحد المارة من الفلسطينيين ومن غير أي مبرر ولا أي صفة قانونية ، وامتنع الفلسطيني من الاستسلام لهم وحصلت مشادة كلامية وتدافع بين أحد المعتدين والفلسطيني أدى ذلك إطلاق رصاصة قرب الفلسطيني أصيب على أثرها ، ثم انطلق المعتدي إلى وسط السوق وأطلق النار بصورة عشوائية أدى لمصرع شاب فلسطيني وهو إبراهيم زكي إبراهيم وآخر عراقي كان متواجدا في السوق يسمى رضا وهو عامل في أحد معامل الحلويات في المنطقة ، وحدثت اشتباكات ومواجهات عنيفة في المنطقة بعد أن تدخل عناصر من قوات حرس الحدود ( مغاوير الداخلية ) القريبة من القاعدة الأمريكية لإسناد الميليشيا المهاجمة وتبين فيما بعد أن المعتدين بلباس مدني هم من منتسبي وزارة الداخلية ، والأعجب من ذلك أن القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة القريبة جدا من المجمع حدث كل ذلك بمرأى ومسمع منهم ولم يحركوا ساكنا في البداية ، ثم تدخلوا لصالح المعتدين وقصفوا العمارة المواجهة لهم بالبكتة وقذيفة أر بي جي ألحقت أضرار مادية جسيمة في بعض الشقق وجزء من البناية ، مع العلم أن هذه القوات باستمرار تتجول في المنطقة وتعطي الأمان للأهالي وتقول لهم : إذا احتجتم أي مساعدة أو معونة نحن سنحضر في الحال !!! وفعلا حضروا ويا ليتهم لم يحضروا .

 

ومن جهة أخرى أطلق قناص قريب من حسينية الزهراء خلف جامع القدس من الناحية الأخرى ليصيب أحد الفلسطينيين بينما كان أعلى سطح شقته في العمارة رقم 1 قرب الجامع وسقط صريعا مباشرة وهو الفلسطيني إسماعيل فريد إبراهيم يعمل في البناء والمقاولات ولم يكن مسلحا في حينها ، مع العلم أن الاشتباكات بعيدة جدا عن هذه الجهة !!!! لكن التصيد بالماء العكر والله المستعان .

 

وبعد برهة من الزمن يفترض أن الجهة المسئولة عن حفظ الأمن في المنطقة وهي قوات المغاوير اللواء الثاني ( لواء الذيب ) تحضر للمكان وتقوم بمساعدة المعتدى عليهم من الفلسطينيين ، لكن الحقد الأعمى الشعوبي والطائفي والعنصري وعن تجربة مريرة مع هذه القوات ، جعلهم يأتون إلى المجمع بطريقة همجية ويطلقون النار على الأهالي بطريقة عشوائية أدت لمصرع الشاب الفلسطيني وائل وليد وجرح أكثر من سبعة فلسطينيين ومداهمة بعض الشقق ومحاولة تجريدها من الأسلحة الشخصية المسموحة للدفاع عن النفس والاعتداء على امرأة وجرح ابنها من خلال إطلاق النار على شقتهم عن قرب ، كما وانهالوا بالضرب المبرح على بعض الأهالي من الشباب وكبار السن وسحلوا آخرين ، وتوعدوا أهالي المنطقة بالمزيد مع الشتائم والإهانات والسباب الذي يترفع عنه أقل الناس أدبا ، ثم اعتقلوا سبعة فلسطينيين نتيجة المداهمات العشوائية ، وتتحمل الحكومة العراقية سلامتهم .

 

والجدير بالذكر أن بعض الجرحى الذين تم إخلائهم لبعض المستشفيات القريبة لم يعلم مصيرهم لحد الآن ، وهذا مما اعتاده كل من يعيش في هذا البلد الجريح ، وبعضهم تم اختطافهم من المستشفى .

 

وبينما كان شقيق أحد الشهداء وهو أمجد زكي إبراهيم خارج المنطقة لإتمام معاملة سيارة كذلك تم اعتقاله عندما أراد الدخول إلى منطقته وتبين أنه مصاب ولدى لواء الذيب .

 

والجدير بالذكر أن ذوي الضحايا لم يتمكنوا من الذهاب لاستلام الجثث ، لأن المستشفيات الحكومية ومشرحة الطب العدلي أصبحت كمينا ومرتعا للذئاب والغربان المتوحشة ، لتصطاد الأبرياء ، وهذا عمل خال من أي إنسانية وهو جريمة وهمجية يترفع عنها أي دين سماوي أو عرف أو خلق !!! ويذكر أن عائلة فلسطينية راحت ضحية ذلك وعلى النحو التالي :

 

ففي تاريخ 10/6/2006 اقتحمت مجموعة من ميليشيا جيش المهدي مجمع الفلسطينيين في منطقة الزعفرانية واعتقلوا خمسة فلسطينيين واقتادوهم إلى جامع الصدرين وتم تعذيبهم في ذلك المكان وضربهم بأشد ما يكون ، في تدخل سافر واعتداء ظاهر ، وبعد ساعات أطلقوا سراحهم وهددوهم بأن لا يتكلموا ويخبروا أي أحد بما حصل لهم .

 

وفي يوم الجمعة الموافق 23/6/2006 اعتقلت ميليشيا جيش المهدي أحد هؤلاء الخمسة وهو مهند صلاح حسن صالح بعد أن أعطوه الأمان كي يعود لمنزله في المجمع وساموه سوء العذاب ثم قطعوه وعثر على جثته بتاريخ 26/6/2006 في الطب العدلي ، وعندما أراد ذوو المغدور إتمام الإجراءات لاستلام الجثة وعند مراجعتهم مركز شرطة الرافدين في مدينة الصدر !! تبين أنهم لم يرجعوا إلى منازلهم وعثر على جثثهم قتلى في الطب العدلي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 27/6/2006 وهم والد الفقيد مهند وهو صلاح حسن صالح ، وأخواله وهم كل من عيسى محمد مرعي وموسى محمد مرعي ورابع عراقي قريب زوجة الفقيد عيسى ، ولحد الآن لم يتمكن ذووهم من استلام جثثهم .

 فمن ينصف المستضعفين من الفلسطينيين في هذه الغابة المليئة بالوحوش الكاسرة ؟! وأين المجتمع الدولي من هذه المجازر التي ترتكب بحق شعب أعزل وضيف على هذا البلد ؟! وما هو دور الجامعة العربية ؟! والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ؟! وما الذي ستفعله الحكومة العراقية الجديدة ؟! وأين حقوق الإنسان في نموذج الشرق الأوسط في الديمقراطية ؟! وأين دور المحتل المسؤول عن حماية الأقليات ضمن القانون الدولي ؟! وأين .. وأين ... وأين ...... لكن لأسمعت لو ناديت حيا !!!!!!!