– هو الوجود العربي عموما والفلسطيني خصوصا في العراق ، مما جعل الشغل الشاغل لهذه الجريدة - أسوة ببعض القنوات الفضائية – التحريض ضد الوجود الفلسطيني في العراق وتشويه صورتهم وطمس الحقائق وتأليب الرأي العام وكثرة الافتراءات عليهم ،بدوافع شعوبية وعنصرية ،ومبررات نسجت في مخيلاتهم ، بدلا من نصرتهم وإظهار معاناتهم السابقة والحالية .
وقد تناسى هؤلاء الاحتلال وما يقوم به والانتهاكات والاعتقالات العشوائية والاغتيالات والجهات التي تقف بشكل مباشر أو من وراء الكواليس خلف تدهور الأوضاع المتزايد وهلم جرا .
فقد نشرت جريدة الصباح بتاريخ 22/3/2005 تحت عنوان ( الإقامة تنفي ترحيل أي مقيم عن العراق ) ما نصه :( .. الحكومة السابقة كانت تدعم الفلسطيني بجميع الاتجاهات وهذا ما جعل العرب يتكدسون في العراق وبأعداد هائلة وتسبب ذلك في أضرار اقتصادية كبيرة وبروز بطالة واسعة وأزمة سكن إضافة إلى الأضرار الاجتماعية الأخرى ... ) فسبحان الله على هذا الحقد والتلبيس على الناس بهذه الشماعة التي أكل عليها الدهر وشرب ، وللعلم فإن الحكومة السابقة كانت أذية على الفلسطيني بجميع الاتجاهات ؛ فالقوانين المعمول بها وأزمة السكن التي لم تحل لحد الآن ومستواه السيء جدا ، والمقيدات في التعاملات التجارية وغيرها لدليل واضح على ذلك . أما الأعداد الهائلة للعرب التي تسببت فيما ذكر ، يظهر أن معلوماتهم الجغرافية عن مساحة وسكان العراق وعدد العرب المقيمين فيها بعيدة كل البعد عن الواقع فهذا العراق الواسع ( أكثر من 444 ألف كيلومتر مربع ) تؤثر فيه آلاف معدودة من الوافدين على الوضع الاقتصادي والسكن والعمل ، فماذا تقول سوريا والأردن ولبنان التي فيها أكثر من أربعة ملايين فلسطيني دون بقية العرب ولا تصل مساحتها مجتمعة إلى ثلثي مساحة العراق !!!
كما ونشرت الجريدة بعنوان ( بين العراقيين والفلسطينيين .. من يقتل من ؟!) للمدعو علي الشلاه بتاريخ 31/5/2005 ومما جاء في :( أخطأ عدد من الأشقاء الفلسطينيين عندما انتسبوا إلى الأجهزة الأمنية لنظام صدام التكريتي ... بل إن بعضهم وصل إلى درجات عليا وصاروا جنرالات في الأمن والمخابرات ... وفي انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 استخدم فصيل أبي العباس الموجود في قضاء المسيب حينها في ضرب المنتفضين والتمثيل بهم ) نقول له : اثبت العرش ثم انقش ! إذا كان الفلسطيني لا يسمح له الانتساب إلى كلية الشرطة وبعض الدوائر الأمنية ، بل حتى ممنوع من دخول بعض الأمكنة كما منع أحد الطلبة عندما كانوا في نزهة إلى منطقة الثرثار من الدخول لكونه فلسطيني في التسعينات وبقي في الاستعلامات ، أما الانتفاضة الشعبانية التي أسقطت على أثرها أربعة عشر محافظة فهل من المعقول أن فصيل أبي العباس ( الذي لا يزيد عدد منتسبيه في العراق عن المائة منتسب مع نسائهم ونصفهم من العراقيين ) استطاع أن يقف بوجه هذه الانتفاضة على قلة عددهم وعدتهم ؟!!!فاتقوا الله فيما تدعون وليكن الطرح معقول ومنطقي .
ومما قال كذلك من غير تثبت :( وعندما انطلق الإرهاب الطائفي في العراق المتستر بالاحتلال وجد بين المجرمين المفخخين عدد كبير من الأشقاء الفلسطينيين ، وكانت آخر عملية دنيئة شاركوا فيها تمت قبل ثلاثة أسابيع في السوق الشعبي ببغداد الجديدة ... ) الذي يظهر أن مرجعية الشلاه ! قناة العراقية المعروف توجهها في هذا الجانب للقاصي والداني ولا تنطلي مسرحياتها إلا على النفوس الطائفية المريضة التي تصدق بما هب ودب ، ثم نقول له سمِّ لنا اسما واحدا من هذا العدد الكبير!! الذي زعمت – وهيهات – أما بالنسبة للأبرياء الأربعة فأُخذوا بسبب معتوه ونتحدى أن يحاكموا محاكمة عادلة وظاهرة لأننا واثقون ثقة كبيرة من برائتهم ولا يمكن لفلسطيني أو أي مواطن يحمل ذرة من إنسانية أن يقوم بإيذاء مواطن بريء كضحايا تفجير بغداد الجديدة الإجرامي ، واتضح أن الذي وراءه قوات الاحتلال الأمريكي بشهود عيان على ذلك ولكن ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .
ونقول له أيضا : إن الارهاب الطائفي الذي يمارس ضد الفلسطينيين والمتستر بالاحتلال يفرح بتحريضك ضد الوجود الفلسطيني سواء شعرت أم لم تشعر لأنك لا تخدم بهذه المغالطات إلا اليهود والمحتل في فلسطين والعراق .
وبتاريخ 7/6/2005 نشرت جريدة الصباح مقالة تحت عنوان :( قوانين إقامة الوافدين العرب إلى العراق ) للمدعو غائب العراقي ، حيث ورد فيها من المغالطات والإهانات للعرب والفلسطينيين والتجني عليهم وكأن الفلسطيني في العراق يأكل ويشرب من بيت هذا المدعو !! ومما جاء فيه :( لا معاملة خاصة للفلسطينيين المقيمين والحاملين للوثيقة العراقية ويسلمون إلى الأردن حيث كانت الضفة الغربية مستعمرة من قبل الأردن لعدة عقود وبالتالي فالأردن أولى بإيواء هؤلاء أو يصار إلى إيوائهم في منطقة طريبيل ..... ) الذي يظهر أن هذا المدعو ليس عنده ذرة عروبة إن كان عربيا ، وبعيد عن النخوة والشهامة العراقية المتمثلة بالعراقيين الأصلاء إن كان عراقيا ، وإذا دل هذا الكلام فإنما يدل على حقد دفين وكراهية للفلسطينيين ( وكل إناء بما فيه ينضح ) والتحريض على قتلهم وتهجيرهم ( كما هو حاصل هذه الأيام وبعدة طرق ) والله المستعان ، وهذا المدعو هو نتاج من طراز جديد للعمالة الظاهرة التي باعت مبادئها وضميرها بثمن بخس ، وهذا وأمثاله ينطبق عليهم قول النبي عليه الصلاة والسلام (( إذا لم تستح فاصنع ما شئت )) .
ونشرت كذلك مؤخرا بتاريخ 21/9/2005 مقالا بعنوان :( الفلسطينيون يهرعون لنجدة كاترينا ويتناسون جسر الأئمة ) للمدعو طالب الرماحي فيه من التحريض والتأجيج ضد الفلسطينيين بالاعتماد على أوهام وخيالات نسجت من فهم ضيق وعدم دراية بالواقع ، وما أدل على ذلك من أن نفس المقال نصا نشرته صحيفة دنيا الوطن بعنوان ( الفلسطينيون وكارثتا كاترينا وجسر الأئمة ) تأمل أيها القارئ النوايا السيئة لجريدة الصباح من خلال وضع عنوان تحريضي وكأن الفلسطيني فرح بما حدث بفاجعة جسر الأئمة !! ولو أردنا الاستطراد والتقصي في المغالطات والتهييج الواضح والتحريض الجلي ضد الفلسطينيين لطال بنا المقام ولكن نقف وقفة واحدة على الجهل المطبق بواقع الفلسطينيين في العراق وتعاملهم مع مجريات الأحداث من خلال قوله :( فلم تبادر شخصية فلسطينية ولا حزب سياسي أو منظمة اجتماعية ولا أية شخصية رسمية أو مدنية إلى إرسال تعزية إلى شعب العراق المفجوع نتيجة لجريمة ارتكبتها أيد آثمة ) يقال له : الأولى والأحرى بك أن تتثبت وتتأكد قبل أن تهرف بما لا تعرف ، وتتفوه بكلمات ستحاسب عليها أمام الله وتُكتب هذه الشهادة عليك ضد الفلسطينيين المستضعفين ( ستكتب شهادتهم ويُسألون ). وكما هو معروف في البديهية ( الكلية السالبة تنقضها جزئية موجبة ) وحيث نفى المدعو الرماحي أي مبادرة فلسطينية لتقديم العزاء للشعب العراقي الشقيق ،فحركة حماس أول حركة إسلامية عربية سياسية عزت الشعب العراقي بهذه الفاجعة ،وكذلك فأبناء فلسطين في العراق كجزء من الفلسطينيين في الداخل والشتات وهم وحدة واحدة مع إخوانهم العراقيين على الرغم من قلة عددهم وعدتهم وضعف إمكانياتهم والمأساة التي يمرون بها ، قاموا بما يلي تجاه فاجعة جسر الأئمة :
1- تعليق لافتات سوداء فيها تعزية للشعب العراقي وذوي الضحايا على هذا المصاب الجلل ، في جامع القدس والمجمع السكني في البلديات والمشتل .
2- أصدر أبناء فلسطين في العراق بيانا باسمهم أعربوا فيه عن حزنهم وتعازيهم للشعب العراقي ولذوي الضحايا ، تم توزيعه في المساجد ووسائل الإعلام وبعض التيارات العراقية .
3- تم نشر التعازي في ثلاث صحف معتبرة كصحيفة الزمان الدولية بالعدد ( 2203 ) بتاريخ 3/9/2005 في الصفحة السابعة فيها تعزية ومواساة وبحرف بارز صادر عن أبناء فلسطين في العراق ، وكذلك في جريدة الصباح !!! بتاريخ 3/9/2005 وجريدة الدستور بتاريخ 4/9/2005 .
4- ذهب وفد شعبي كبير قرابة الثلاثين من وجهاء ومثقفين وشباب إلى مدينة الصدر لتعزية ذوي الضحايا في مجالس العزاء وليومين متتاليين ، مع تسليمهم لافتات تعزية سوداء كبيرة لمكتب السيد الصدر مع بيانات التعزية والمواساة باسم أبناء فلسطين ، وقيامهم بالواجب السائر في الأعراف العراقية من خلال دفع مبلغ 250 ألف دينار عراقي .
وكذلك ذهاب وفد آخر لمجالس العزاء في مدينة الكاظمية مع لافتة كبيرة ودفع مبلغ 150 ألف دينار عراقي .
5- نشرت صحيفة الزمان بتاريخ 5/9/2005 مقالة بعنوان ( فلسطينيو العراق يتوزعون على مجالس العزاء في مدينة الصدر ) فيه تصريحات لبعض الشخصيات الدينية والثقافية معزين ومؤازرين الشعب العراقي في هذه المحنة .
فأين موقع تصريحات الرماحي من الإعراب ، وماذا يريد من الفلسطينيين بهذه الفرية ؟!! ولماذا يسلم المحتل وأعوانه من لسانه ؟! وأين قلمه الحر من أولئك الذين يثيرون ويهيجون النعرات الطائفية ؟! فحري به وبأمثاله أن لا يكونوا أداة لزرع التفرقة العنصرية وزيادة الأحقاد بين الأشقاء ، وأن لا يردد ما يقوله غيره من المنتفعين بتمزيق المسلمين والعرب شذر مذر ؟!!