بدءا أن المعاناة والآلام والمرار الذي حل مقيما ولم يرتحل عن فلسطينيي العراق لحد الآن .. وما زالت حلقاته مستمرة .. ونزيف الدم بأرخص الأثمان .. ومسلسل الاعتقالات قد بلغت أجزائه ما يزيد بكثير عن أي مسلسل (مدبلج) عرض لحد الآن ..
وحملات التفتيش والمداهمات لبيوت أهلنا ليلا ونهارا بدون أو لأي سبب كان .. يلقى نجاحا منقطع النظير .. والمخيمات ما زالت قائمة وراسخة في العراق وغيره من بلاد العربان .. حتى صارت كأنما هبطت من السماء أو نبتت من الأرض وصار من القدسية العربية الحفاظ على بقائها لأنها أصبحت تمثل حضارة جديدة لهم .. ورمزاً لدعاة الإنسانية .. ومفخرة وعز وشرف وأكبر عنوان لك يا أخي الأنسان ؟؟
صار حلم ؟؟ نعم مجرد حلم لدى فلسطينيو العراق أما كانت أو أبا أن يناموا وأعينهم مغلقة كباقي البشر . لأنهم منذ سنين وهم ينامون بعين واحدة مثلما تنام الحيتان . فعين تنام غفلة وقد أعياها طويل السهر والأخرى لشدة أحمراها لا ترى فيها سوادا أو بياضا معلقة على الباب .. ترقب الموت القادم من كل حدب وصوب وإن باتوا يغلقون دونهم وأولادهم الشبابيك والأبواب . وإن أصبحوا يضعون الخرق في ثقوب الأرض وشقوق السقوف والجدران . ولم يدركوا لحد الآن . أن الموت قادما إليهم من ثقوب أقفال بيوتهم . وإن وضعوا بحرص مفاتيحهم تحت الوسائد أو في عب امرأة ترملت حديثا وقد نست أنها شقت جيدها دون وعي منها أو دراية.
ليس هذا ما أروم الكتابة عنه اليوم لأنه بات معلوماً ما هم فيه حتى لمن ما زال بالقماط . ولن أوغل بالجرح النازف في المخيمات . ولا ما حل بمن كان نصيبه من أهلنا الهند أو البرازيل أو ماليزيا أو تشيلي، أو قبرص أو اليونان . أو بناتنا في آيسلندا وكأنه ألقي فيهن بفوهة بركان,, أو من أسعفه الحظ ونال التوطين في بلاد الله الواسعة كانت من الإفرنج وليس في بلاد العربان، لأن الفلسطيني بشر أين ما حل أو ارتحل فهو الإنسان ذات الإنسان، لكن لم أسمح لنفسي كما سمح من سبقني إلى بلاد الأمريكان . لذا سأشعل شمعة لأهلنا القادمين إلى هنا قبل ما يصبح الحلم واقعا والواقع هو خيط دخان يبقى يتبعك، يلاحقك، يأكل، يشرب ويقاسمك حتى فراشك حيث لا مفر لك منه في أي وقت ومكان ,,
وإعلم أنك لو غيرت المكان بمكان، أو استبدلت الزمان بغير الزمان أو استعرت خياليا نرجسيا أو سوداويا لم يسبقك له إنسان، ولأني أخشى الإطالة وخوفي في أن يدب الملل بنفسك وحرصاً كي لا يداهمك ضيق الوقت أو أضيف لهمومك هموم وأن و أن و أن، لذا سيكون للحديث بقية إن كان هنالك في العمر بقية أن شاء الله ..
جمال أبو النسب
7/2/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"