الفلسطينيون سيسكنون غرب العراق
الكاتب فراس الخفاجي
الجمعة, 14 سبتمبر
هل تتذكرون ايها الاخوة القرّاء قبل سنين مضت عندما كان الجدل متصاعدا حول اسكان الفلسطينيين في بعض الدول العربية وهو ما طرحته "إسرائيل" على المفاوضين والاطراف التي تساعد على التفاوض آنذاك من اجل حل مشكلة العودة نهائيا الى الاراضي الفلسطينية التي استحوذ عليها اليهود ظلما وعدوانا وكانت الفكرة تقوم على توطين عدد كبير من الفلسطينيين في الجنوب العراقي يتجاوز الملايين وهذه الفكرة كان الغرض منها هو التغيير الديمغرافي في تلك المناطق كونها محاذية الى ايران وبهذا ينقطع التمدد المتواصل بين شيعة الجنوب العراقي وشيعة ايران وهذا المخطط كان مقبولا من قبل حكومة البعث آنذاك لانه يخدم سياسات وتوجهات النظام الحاكم في وقتها كي تتم السيطرة على منطقة الجنوب لأنها كانت تؤرقهم وتقض مضاجعهم وكراسيهم ،، وهذا التخطيط الذي نسقت له "إسرائيل" ودول عربية مثل السعودية وقطر جوبه بالرفض الشديد من قبل الفلسطينيين ذاتهم وسوريا وايران لانه في النهاية سيكون بؤرة صراع حقيقية لم ولن تنتهي بنقلهم الى هناك اضافة الى الصراعات الدولية القائمة انذاك اخرت هذا الامر وخصوصا حروب الخليج المتعاقبة واحتلال العراق لدولة الكويت كلها مسائل عقدت الموضوع وأهمل نهائيا .
اليوم تعود هذه المسألة من جديد وبطلب "إسرائيلي" من عملائهم في المنطقة حكام قطر وحكام السعودية حيث الازمة التي تمر بها المنطقة كفيلة ان ترسم هذه النتيجة بابعاد الفلسطينيين عن وطنهم والى الابد فيما لو سقط نظام الاسد في سوريا وتمكنت قوى الصقور التي تدعم الارهاب في العراق وعلى رأسهم طارق الهاشمي الذي بات اليوم يلعب على المكشوف في تلك المخططات وهو يتجه باقامة الاقليم السني في العراق الذي سيحوي على مساحة جغرافية كبيرة تمتد في عمق الصحراء غربي العراق والتي يمكن تأهيلها الى السكن من اجل استقطاب الفلسطينيين ونقلهم من معسكرات ومخيمات الللجوء في الدول لتكون المعادلة رابحة للطرفين الطرف "الإسرائيلي" من جهة والطرف الذي يمثل الخط السني المتطرف من جهة اخرى والذي يهدف الى ميل الكفة سكانيا وجغرافيا لصالح فئة معينة على حساب فئة اخرى وتكون السكين الناجزة في ذبح المكون الشيعي خصوصا عندما تكون هناك حرب مياه ويتمكنون من السيطرة على منابع نهري دجلة والفرات وهذا المخطط ستقوم على انجازه الاموال القطرية والسعودية وتحت انظار الغول التركي لحزب العدالة المتطرف الذي غير وجه علمانية تركيا الى دولة شبيهة بدول الافتاء الخرف التي جرت الويلات على شعب تركيا من قبيل التفجيرات المتتالية في مدنهم .
هذه الفكرة الخبيثة يتم التخطيط لها في السنوات الاربع الماضية وفي دهاليز قصور حمد وال سعود بالتنسيق مع المجرم الهارب طارق الهاشمي لاقامة الاقليم السني المزعوم في عدد من محافظات العراق وهو ما رفضته القوى الجماهيرية السنية وشيوخ العشائر الاصليين الذين يرفضون ان يكونوا منقادين من قبل هؤلاء الجهلة في دول الخليج ،، فهل سيتم الوقوف بوجههم من قبل أهالي محافظات المنطقة الغربية ويضربون تلك الخرائط بوجه الهاشمي وحمد واردوكان وغيرهم من تلك النماذج ؟ كما هل سيرفض ابناء غزة والضفة الغربية ترك بلادهم وموطنهم الاصلي ليكونوا دخلاء على ارض اخرى غير أرضهم التي ترعرعوا عليها فيصبحون اداة وهدفا لمطامح بعض النفوس الضعيفة من حثالات بعض السياسيين.
فراس الخفاجي
14/9/2012
أين موقف سفارة فلسطين في العراق والسفير الفلسطيني والسلطة الفلسطينية من هذه التحريضات الجديدة ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق فالمقال قد نشر منذ ستة أيام ولم نرى أي ادانات أو تصريحات أو استنكارات ، فهل السكوت المعتاد هو علامة الرضا !؟ .
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"