كتب هشام "ساق الله" – الأسير المحرر المضرب عن الطعام علي عباس فرهاد البياتي العراقي المولد الفلسطيني الجنسية والهوى والانتماء الذي امضى عشرين عاما في سجون الاحتلال بعد ان اعتقلته سلطات الاحتلال اثناء اشتباك في عرض البحر استشهد بإذن الله خلالها اثنين من زملائه واسر اثنين كان هو احدهم .
الأسير المحرر المضرب عن الطعام ابو محمد على البياتي هو مواليد العراق بتاريخ 3/3/1955 ولد فيها بحي دورين الكرخ ولديه اسرة كبيرة لا زالت والدته على قيد الحياة واخواته وازواجهم واولادهم لم يلتقي والدته منذ عام 1977 حتى الان الا انه التقى شقيقاته في عمان عام 2008 .
عرف فلسطين واحبها من خلال علاقات جمعته بمقاتلين من حركة فتح عام 1968 والتحق في دورة عسكرية بمعسكرات العاصفة ثم التحق في الجيش العراقي النظامي كمجند فيه وحصل على عدة دورات عسكريه قتالية وشارك في حرب تشرين عام 1973 على الجبهه السورية وبعدها التحق في صفوف "حزب البعث" العراقي .
والتحق في صفوف جبهة التحرير العربية وشارك ضمن دورية عسكرية ارسلت الى فلسطين المحتلة ضمن مجموعة تضم اربع فصائل فلسطينية على قارب مطاطي واثناء توجههم الى ساحل نهاريا اشتبكوا مع زورق صهيوني وتبادلوا اطلاق النار يوم 18/11/1979 مما ادى الى استشهاد بإذن الله المقاتل نبيل الطوباسي من الجبهة الشعبية والشهيد بإذن الله محمد السوري الاصل من جبهة تحرير فلسطين وتم اسره هو من جبهة التحرير العربية والمناضل المحرر حسين خليفة من جبهة النضال الشعبي .
تم اقتيادهما الى معتقل صرفند العسكري والتحقيق معهم بشراسة لعدة ايام وتم نقلهم الى سجن غزة المركزي والتحقيق معهم زارهم "الصليب الاحمر" بعد 15 يوم بعد ان سارت شائعة حول "استشهادهما" وبعدها تم نقله الى معتقل الرملة حيث حكما هو وزميله بالسجن المؤبد 4 مرات وبقي هو بالمعتقل وتم اطلاق سراح زميله حسين خليفة في صفقة ام 1985 لتبادل الاسرى .
تنقل في سجون الاحتلال الصهيوني حيث تم نقله بداية الى معتقل بئر السبع وبعدها الى سجن جنيد بمدينة نابلس عام 1985 ثم معتقل عسقلان وبقي فيه حتى عام 1996 ثم معتقل نفحة والذي امضى فيه 55 يوم وبعدها نقل الى اقسام العزل في معتقل بئر السبع حتى عام 1999 حيث تم اطلاق سراحه ونقله هو وعدد كبير من الاسرى العرب الى مدينة غزة .
استقبل في مدينة غزة هو والمحررين العرب استقبال الابطال وتم توفير السكن والعمل لهم حيث التحق في قوات حرس الرئاسة ويحمل رتبة عقيد فيها تم تحويله الى التقاعد وفق مرسوم الرئيس عام 2008 وهو الان يعتبر نفسه عضو بحركة فتح وهو "مضرب عن الطعام" منذ ثمانية ايام بشكل متواصل تضامنا مع الاسرى .
والأسير البياتي لا زال يتحدث بلكنة عراقية واضحة ولديه اصدقاء كثر من الأسرى المحررين وجيرانه وكذلك يزوره وفود دائما من حركة فتح وكل التنظيمات وهو متزوج من عائلة القصابغلي من مدينة غزة ولديه اربع ابناء هم ليلى 12 عام ومحمد 11 عام وسندس 8 اعوام وجمال 6 سنوات .
أصيب المناضل ابو محمد بمرض سرطان الدم اللوكيما وامر الرئيس محمود عباس بنقله للعلاج العاجل الى الأردن حيث امضى فتره طويلة هناك مَنَّ الله عليه بالشفاء من هذا المرض وعاد الى الأردن مرة اخرى لتلقى مزيدا من العلاج الا ان السلطات المصرية والكيان الصهيوني قبل ان يتم الرحيل من غزة لم يسمحوا له بالعودة الى قطاع غزة وبعد اجراء تدخلات ونشر الخبر على وسائل الاعلام عاد من جديد الى وطنه وبين شعبه واسرته في غزة .
ابو محمد البياتي توجه للسفارة العراقية في الأردن للحصول على جواز سفر عراقي له ولاسرته الا ان موظفي السفارة طالبوه بالتنازل عن هويته الفلسطينية الا انه رفض ان يتنازل عنها واعتبر ان هويته الفلسطينية هوية مناضلة ولن يتخلى عنها طالما هو حي فهي تاريخه الطويل ومعاناته في سجون الاحتلال الصهيوني وهو يقول دائما فلسطين بلدي الثاني وفيها ولد كل ابنائي وتربطني بها حكاية طويلة لا استطيع ان اتخلى عنها .
ويتمنى البياتي ان يزور العراق ويعود الى شوارعها ويستذكر طفولته وشبابه فيها من جديد ويلتقي والدته المقعدة والتي لا تسطيع الحركة في يوم من الايام وانه سيواصل "اضرابه عن الطعام" حتى تتحقق مطالب الحركة الأسيرة المضربة عن الطعام حتى اخر رمق ونفس يخرج من صدره .
تحيه الى هؤلاء الابطال المناضلين ممن امتزجوا مع عدالة قضيتنا العالية ومارسوا قناعاتهم الثورية والقومية والدينية وكانوا جنودا لفلسطين تركوا اهلهم وذويهم واحبائهم وعاشوا لفلسطين ونضالها ولا زالوا على "عهد الشهداء" .
هشام "ساق الله"
10/5/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"