نقول في اصطلاح جديد: فلسطينيو العراق ومن قبل قلنا فلسطينيو لبنان وفلسطينيو سوريا وفلسطينيو الاردن كما نقول فلسطينيو الشتات وفلسطينيو الداخل كما نقول فلسطينيو الضفة وفلسطينيو القطاع وفلسطينو 48 وقد يقولون وتلك الاكثر سوءا: فلسطينيو اسرائيل.
هل رأيتم شعبا تمزق وتوزع وتشطر وتشظى الى هدا الحد حتى لو كانوا آفة من الآفات، او ملائكة من الملائكة فانهم لا يصلون الى هذا الحد من التشطير حتى لو كانوا قطعة من الحلوى او وصفة من دواء.
والعجيب الغريب ان هذا الشعب وربغم هذا التشطير فانه يحمل صفات التوحد والتجميع، يحمل صفات الجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه شطر في بلد تداعت له سائر الاشطار بالسهر والحمى وقد اثبتت الايام ذلك. والتقسيمات هذه ليست كلها عفوية او جغرافية، وليست كلها بسبب الامر الواقع فبعضها تقسيمات سياسية مقصودة ومدروسة واخطرها تلك الاخيرة (فلسطينيو اسرائيل) بدلا من (فلسطينيو الاصل) او فلسطينيو فلسطين وبذلك تحل كلمة اسرائيل محل فلسطين.
ولربما كان الظن ان يندغم كل شطر من هذا الجسد الفلسطيني في البلد الذي هو اندغام سياسي او اندغام معاشي يأتي مع الايام وتتتابع الاجيال ولكن هذا لم يتحقق كثيرا اما بفضل سياسات كل بلد او بفضل الجرح الموجع الممتد فاحداث فلسطين وما اصاب الفلسطينيين من المحتلين الاسرائيليين لا يسمح لاهل الشتات واهل الداخل ان ينسوا جراحات اهلهم وذويهم وهذا يؤكد ان اجراءات الاقامة او المواطنة الجديدة لا تلغي الشعور الاخوي الوحدوي ولا تشطره.
دعانا لكل هذا القول - الذي يمكن الاستطراد فيه - ما يلاقي الفلسطينيون في العراق - فلسطينيو العراق من ايذاء ومضايقات وعذابات تصل الى حد السجن او القتل الامر الذي جعل كل بيت فلسطيني في العراق يغلق على اهله، فلا يخرج الشباب والكهول او الرجال من البيوت حفاظا على ارواحهم ودفعا للاتهامات والجوع اهون من الموت.
وعلى الرغم من هذا الاسر الاختياري الاجباري والتوقف عن مطالب العيش وممارسة شؤون الحياة (اختصارا للشر ودفعا للاذى) على الرغم من ذلك فان البيوت تقتحم ليلا ونهارا لسحب الرجال والشباب، ما لقتلهم على ابواب منازلهم واما لاخذهم للمجهول، ومما يسهل العملية على تلك القوات المجهولة او القوات الامنية العراقية الامريكية ان الفلسطينيين يكادون يكونون في منطقة واحدة او مناطق سكنية محدودة. وقد سبق هذه الخطوات الاجرامية خطوة طرد الفلسطينيين من بيوتهم بدعوى ان تلك البيوت منحت لهم في عهد صدام حسين.
المبرر المزعوم لكل هذا التهمة الظنية الوهمية لكل هذا ان الفلسطينيين اولئك يدعمون المقاومة العراقية وهو امر لا يستقيم ولا يصح حيث ان اكبر امنية لرب الاسرة الفلسطينية ان يظل على قيد الحياة وان يبقى قادرا على تحصيل قوت يومه له ولاسرته المنكوبة. مداهمة البيوت التي نراها في طولكرم ونابلس وجنين وغزة هي التي نراها اليوم في بغداد، المشهد هو هو. هؤلاء الفلسطينيون العراقيون فيهم عيبان او عورتان انهم فلسطينيون عرب وانهم سنة.
د . كمال رشيد
13/06/2005