بعد ان ضاق الحال بفلسطينيي العراق في غربتهم الطويلة انتهى حال غربة بعضهم ضْيقا في آسيا الصغرى، فإبان الحرب الأمريكية على العراق بدأت هجرة جديدة في مطلع عام 2006م بنزر يسير من عوائل فلسطينيي العراق إلى ماليزيا بلد الصناعة والتكنولوجيا في عصر العولمة التي لم يَطَل منها فلسطينيو العراق غير آلام مطلية بآمال.
فقد توجه بعض العوائل من العراق الى ماليزيا في عام 2006م واستمرت تتبعهم عوائل اخرى حتى عام 2009م أملا بالهروب من الواقع المؤلم في العراق إثر الحرب الأخيرة وسعيا لنيل حياة آمنة لهم ولأسرهم بعد أن عانوا وما زالوا في الغربة الطويلة المؤلمة وبلدهم الأصل فلسطين يمزق ويؤكل امام مرأى ومسمع العالم اجمع ثم بلد المولد الجديد العراق على نفس الوتيرة من التمزق والدمار، حيث وصل الى ماليزيا ما يعادل 200 فرد الناتج عن اقل من 30 عائلة.
الجهة الرسمية الوحيدة الداعمة لهم في ماليزيا هي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتي لا تقدم لهم اي مساعدة مالية او عينية او اي شيء من هذا القبيل سوى مساعدتهم على الهجرة الجديدة والشتات المخيف الى امريكا حصرا لحد الآن مع قلة الحاصلين على ذلك؛ مع انه لم يغادر من هذه العوائل ماليزيا سوى عائلتين الى امريكا منذ عام 2006م ولحد الآن في مطلع الشهر الثامن من عام 2010م! أي بمعدل 3-4 سنوات لتحصل عائلة او عائلتين على هجرة جديدة في عالم الشتات والغربة.
ولا يخفى صعوبة المعيشة وغلائها في الدول الصناعية مثل ماليزيا، مما يضطر باغلب افراد الأسرة الواحدة على العمل المتاح لهم في ماليزيا كي يسد رمق معيشتهم، والذي لا يمكنهم العمل في غيره وهو المطاعم حيث يقضي العامل منهم 13 ساعة من العمل المضني ليجمع ما قدر له فيسدد ايجار الشقة البالغ شهريا ما بين 150-200 دولار! فماذا يبقَ لصرف الماء والكهرباء والمأكل والمشرب وباقي حاجيات المنزل الاعتيادية؟!
يقيم حالياً معظم هذه العوائل في العاصمة الماليزية كوالالمبور بنسبة 90%، أما النسبة الباقية فتقيم في ولاية خارج العاصمة تسمى بننك.
وهم على حالهم هذا بنتظار فرج قريب الى غمامة الغربة والشتات الجديد أسوة بأخوانهم في باقي المخيمات ودول الشتات الأخرى كمخيم الوليد والتنف سابقاً ومخيم الهول ومخيم رومانيا وغيرها...
عبد العزيز المحمود
كاتب فلسطيني- بغداد
6/8/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"