ضحايا آل امبدى : ست سنوات بين الفاجعة والذاكرة وآخر ضحكة للأخوة الأحبة- أحمد دواس

بواسطة قراءة 9908
ضحايا آل امبدى : ست سنوات بين الفاجعة والذاكرة وآخر ضحكة للأخوة الأحبة- أحمد دواس
ضحايا آل امبدى : ست سنوات بين الفاجعة والذاكرة وآخر ضحكة للأخوة الأحبة- أحمد دواس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الملك الجبار ، الواحد القهار . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار. أما بعد:

اولا بارك الله فيكم اخواني في موقع فلسطينيو العراق وحياكم وبياكم وبارك في جهودكم واعانكم الله على هذا العمل الطيب , وإنٌا والله لنَشُد على سواعدكم وندعوا لكم الله ليلا نهارا لانا نعلم انكم تعملون ليلا نهارا لا لشئ الا لترضوا الله ربكم , فمنكم من ترك اهله و ولده لايصال ما يعانيه اهلي من فلسطينيي العراق و بدون اي مقابل مادي  فهذا العمل والله عظيم عند رب العزة و هو عندنا والله لن ننساه ما بقينا على قيد الحياة.

التاريخ : 2/10/2004

المكان : بغداد

الموضوع :اخر ضحكة للاخوة الاحبة

في يوم السبت 2/10/2004 اجتمع الاحبة وانا, في مكتب الانترنت القريب من بيتنا وكان غسان دواس رحمه الله يجلس بجانبي والضحكة التي تكاد ان لا تغادره فدخل الحبيب ظافر دواس وكنا منشغلين في امر ما,و ما ان قدم عندنا ظافر حتى قال غسان مازحاً(خلٌصَنا يمعود يلا بدنا انروح و هو يضحك وهو ينظر إلي و يقصد اخاه).

وبدأ ظافر يضحك ايضاً وسبحان الله, والله ثم والله اني عندما رأيت تلك الضحكات احسست بشئ غريب كأن بعد هذه الضحكة ينتظرنا شئ ما. وفي طريق الخروج من النت الى بيتنا وطلب ظافر مني ان اوصله لبيته بالسيارة بعد ان يودع ابيه (الحاج دواس)الوداع الذي كان لا يعلم انه الوداع الذي ليس من بعده لقاء .

فقلت له مازحاً(يا أخي شو هالورطة انا ابتليت يوم اللي اتعلمت اسوك السيارة) فأوصلته و الحمد لله لان الوقت كان  متاخرا والمعروف في هذه الايام كيف كانت ولا زالت شوارع بغداد مساءا حيث تصول الكلاب المتوحشة وتجول.

وفي صباح3/10/2005  وكالعادة استيقظ رشاد دواس رحمه الله  وبنشاطه المعتاد و اعد نفسه للذهاب الى العمل ونادى بصوتٍ عالي على غسان الذي كان لا يزال نائما (يلا يا زلمي اتأخرنا) .

فذهب الاخوة الى العمل وفي طريقهم مروا على ظافر الذي كان بانتظارهم كالعادة.فكان هذا اليوم طبيعي لا شيء جديد فيه الا اتصالان الاتصال الاول كان غسان عند الساعة12 تقريبا بوالده ليسأل عن بعض المسائل التي تخص العمل ,والثاني كان الاتصال الذي كلما تذكرته ارتعبت من اقصى رأسي الى اخمص قدماي حيث كان اتصال من شخص يبلغنا بأن الاخوة قد وقع لهم حادث و هم في مستشفى الكندي.

الآن و قد كانت لحظات اصعب من ان توصف وطبعاً حينها علمت ان الموضوع اكبر من حادث وذلك من نظراتي التي وقعت مباشرة على الحاج دواس الذي علم ان موضوع الحادث مجرد تصغير لعِظم المُصيبة , فذهبنا : الحاج دواس وانا واخي الاصغر هشام ,وكان الحال لا يوصف ,حال المنتظر الخائف المتلهف لرؤوية اقل الخسائر و ما ان وصلنا الى المستشفى حتى سمعت صوت عالي(حجيييييي ,راحوا .....حسن ,ظافروغسان و رشاد و علي.....)و اذا به عمي جمال امبدى رحمه الله الذي في وقتها تقريبا كان فاقداً.

وما وجدت نفسي الا معلقا على سياج المستشفى الحديدي مع انه يوجد باب ولكن الذي سمعته افقدني صوابي واتجهت الى السيارة التي كان فيها الاخوة فصعقت برؤوية عمي حسن امبدى رحمه الله وهو قد فارقت روحه جسده و نظرت الى المقعد الخلفي فإذا بظافر ايضا و فارقت روحه جسده و كان علي مفلح رحمه الله بجانبه و في هذا الموقف شعرت ببصيص امل لم اجد غسان ولا رشاد فقلت عسى ان يكونا في طوارئ المستشفى ولكن سرعان ما تلاشى هذا البصيص بأن اشار الي احدهم بان هناك جثة اخرى في سيارة عمي التي كانت بجانب سيارة الاخوة فإذا بها جثة غسان و ضحكته التي و الله حتى في وفاته كانت موجودة على وجههِ ولكن ما فتئ ذلك البصيص من الامل, ان يغادرني فلم ارى بعد رشاد ...

ولكن كانت القاضية بأن اخرج احدهم جثته من صندوق السيارة وهكذا قد صرت امام حقيقة واحدة و هو قدر الله الواحد الاحد الذي لن يفر منه احد، ولكن الحقيقة التي اعانت الحاج واعانتنا جميعاً من اهل المصاب ان كان حولنا اُناس واحباب هم من اعانونا وصبٌرونا من بعد رب العالمين من جميع اهلنا من فلسطينيي العراق و اهلنا و اخواننا من العراقيين  و كل من كان يعرفنا بدون استثناء بارك الله فيهم جميعاً و اني اتذكر هذه المروءة دائماً و الله لن انساها من اخواني واهلي فلسطينيو العراق بارك الله فيكم جميعا و اخواني من اهلي العراقيين اخواني في الاسلام والدين ليس بالماء و الطين.

بارك الله فيكم اخوتي في موقع فلسطينيو العراق وبارك الله فيك اخي ايمن اخي الفاضل الذي ما فتأ ظافر رحمه الله ان يذكرك دائماً بالخير وهذه شهادة للعبد الفقير الى الله اخوكم و اسف على الاطالة واسف ايضاً للغة المتواضعة قواعدياً.

اللهم ارحم موتانا و جميع موتى المسلمين اللهم ارحمنا اذا صرنا الى ما صاروا اليه.


اخوكم احمد دواس

2/10/2010

 

ادارة الموقع: نحن بدورنا اسرة وادارة وكادر موقع" فلسطينيو العراق " نسال الله تعالى ان يتغمد الشهداء بإذن الله بواسع رحمته، ويرزقهم الفردوس الاعلى، ويجمعنا معهم مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفقيا.

كما نشكر الاخ احمد دواس على تلك الكلمات الصادقة النابعة من القلب وحسن ظنه بالموقع الذي بإذن الله سيواصل جهوده ليل نهار لتوثيق كل صغيرة وكبيرة ونشر الحقائق المغيبة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة حتى يعلم الجميع بحجم الظلم وبشاعة الجرم الذي وقع علينا في تلك الحقبة.

مواضيع ذات صلة :

بالصور :أهم أحداث عام 2004

ضحايا من عائلة واحدة ( عائلة امبدى ) 3/10/2004

بالصور : جنازة الشهداء بإذنه تعالى حسن وظافر وغسان ورشاد امبدى وعلي مفلح –ج1

بالصور : جنازة الشهداء بإذنه تعالى حسن وظافر وغسان ورشاد امبدى وعلي مفلح –ج2

بالصور : جنازة الشهداء بإذنه تعالى حسن وظافر وغسان ورشاد امبدى وعلي مفلح –ج3

مصاب آل امبدى فاجعة الفواجع – أيمن الشعبان

شاهد وحمل فلم : التسجيل الكامل لجنازة وفاجعة آل امبدى بتاريخ 3/10/2004

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"