اللسان هو عضو عضلي موجود داخل الفم ويرتبط بالفك عبر سبعة عشر عضلة تساعده على الحركة واداء عمله ، ويغلف سطحه بغشاء مخاطي تغطيه الآلاف من الحليمات الصغيرة والتي تحتوي في اطرافها نهايات عصبيه بمثابة حاسة التذوق ، ويكون سطحه مبللاً باللعاب مما يجعله رطباً دائماً.
واللسان هو ترجمان القلب ، فقد كلفنا الله عز وجل بأن نحافظ على استقامة قلوبنا ، وأن استقامة القلب مرتبطة باستقامة اللسان ، ففي الحديث روى أنس ابن مالك : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه قال عنه الألباني حسن في صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 2554 ، و في حديث أخر عن أبي سعيد الخدري : إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول : اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا قال عنه الألباني حسن في صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2407 .
فاعلموا إن كثيراً من الأمراض التي تصيب العلاقات الاجتماعية من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام، وكذب، وزور وغيرها … فللسان فيها أكبر النصيب، وإذا سمح الإنسان للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للنهاية التعيسة والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اَلرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي اَلنَّارِ، أَبَعْدَ مَا بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ البخاري الصفحة أو الرقم: 6478. ، هذا الحديث عام في الفتن وغيرها، حيث إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا ما يقدر قدرها، ولا يظن أن تبلغ ما بلغت، يهوي بها في النار؛ أبعد مما بين المشرق والمغرب في الأمر الآخر: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات... البخاري الصفحة أو الرقم: 6478. لا يظن أن تبلغ ما بلغ، يكتب الله له بها صدقة إلى يوم يلقاه أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وهكذا في الخير قد يتكلم اللسان بكلمة طيبة من رضوان الله ما يظن أنها بهذا القدر، فيكتب الله له بها رضاه.
فاللسان خطره عظيم، وكذلك نفعه كبير، فهو أداة للخير والشر، ولكن كثيرا ما يجني الناس على أنفسهم بألسنتهم وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 5976 الكفر يكون في الكلام، وكثير من الكبائر هي في اللسان، كشاهدة الزور ألا وقول الزور ، ألا وشهادة الزور البخاري الصفحة أو الرقم: 6273. والغيبة وهي ذكر أخاك بما يكره وان كان فيه ، و لهذا جاء في الحديث من يضمن لي ما بين رجليه و ما بين لحييه أضمن له الجنة البخاري الصفحة أو الرقم: 6474 والمقصود ما بين لحييه اللسان وما بين رجليه الفرج.
إعداد اللجنة العلمية في موقع "فلسطينيو العراق"
20/4/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"