وأضاف أبو يوسف، وهو أحد المشاركين في لجنة قدمت توصيات
داخل منظمة التحرير للتعامل مع الخطة الأميركية، أنه «إذا استمرت هذه الحرب
المفتوحة علينا سنتحرك بشكل فوري في 3 اتجاهات». وأوضح في حديث مع «الشرق الأوسط»:
«الأول هو التحرك على المستوى الدولي، عبر التوجه لـ"مجلس الأمن الدولي والجمعية
العامة للأمم المتحدة، ومحكمة لاهاي"، وكل دولة ومنظمة ومؤسسة بهدف أن يتحرك
المجتمع الدولي من أجل اتخاذ القرارات الهادفة لحماية "حقوق الشعب الفلسطيني
المشروعة حسب القانون والشرعية الدولية". وثانياً، تفعيل كل أشكال
"المقاومة الشعبية"، وتطبيق قرارات المجلسين المركزي الفلسطيني والوطني،
بما في ذلك وضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية، وسحب الاعتراف بالاحتلال، وتجسيد
الدولة على الأرض. وثالثاً، فرض مقاطعة شاملة على الاحتلال، ورفض كل ما يمكن أن
يشكل له طوق نجاة عبر التأكيد على عزل هذه الحكومة ومحاسبتها».
ورداً
على سؤال حول ما إذا كان ذلك سيشمل إعلان "دولة فلسطينية" تحت الاحتلال،
قال أبو يوسف إنه «خيار وارد»، مستدركاً: «لكننا بحاجة إلى اعتراف حقيقي ببسط
سيادة الدولة الحقيقية، وليس مجرد حكم ذاتي، وأن تكون القدس عاصمة لها وخالية من
المستوطنين والمستوطنات». وأضاف: «هذه مسؤولية المجتمع الدولي بصراحة». والخطة
التي أعلن عنها أبو يوسف ستوضع على طاولة القيادة الفلسطينية مع أول اجتماع سيدعو
له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد إعلان ما يُعرف بـ«صفقة القرن».
ويفترض
أن يكشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن "خطته" التي طال انتظارها
لـ"السلام" في الشرق الأوسط قبل زيارة رئيس الوزراء
"الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، لواشنطن، الثلاثاء.
ولا
تزال الجوانب السياسية في "مبادرة ترمب للسلام" طي الكتمان. ولم يتم
الكشف سوى عن المقترحات الاقتصادية، التي ترتكز على خطة تنمية إقليمية بقيمة 50
مليار دولار رفضها الفلسطينيون، لأنها لم تتطرق إلى إنهاء الاحتلال
"الإسرائيلي".
واختار
ترمب وقتاً مثيراً للجدل من شأنه أن يساعد "إسرائيل" على وضع قرارات
صعبة موضع التنفيذ، وأهمها ضم الأغوار والمستوطنات في مناطق «ج». ويقول
الفلسطينيون إن خطة ترمب تمنح "إسرائيل" "السيادة" فعلاً على
القدس والمستوطنات والحدود، وتلغي حق العودة للاجئين، وهي أكثر «الخطوط الحمراء»
بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وقال
مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخطة الأميركية بمثابة حرب مفتوحة،
وتعني نهاية حلم الدولة الفلسطينية». وأضاف: «بالنسبة لنا كل الخيارات مفتوحة، بما
في ذلك إعلان الدولة الفلسطينية عبر انتقال السلطة إلى دولة». ويعني هذا نهاية
السلطة الفلسطينية، بما يشمل إعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
حكومة مؤقتة للدولة الفلسطينية المحتلة، على أن يصبح "المجلس الوطني" الفلسطيني
هو "برلمان" الدولة. والفكرة ليست جديدة، ونوقشت سابقاً في أروقة منظمة
التحرير و"المجلسين الوطني" والمركزي، لكن الكلفة المتوقعة لتنفيذها
حالت دون تنفيذها حتى الآن.
كان
المجلس المركزي قد أكد على أن الهدف المباشر الآن «هو استقلال دولة فلسطين؛ ما
يتطلب الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة التي تناضل من أجل
استقلالها، وبدء تجسيد سيادة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع
من يونيو (حزيران) 1967».
ويتوقع،
حسب المصدر الفلسطيني المطلع، أن يقدم عباس طلباً رسمياً من أجل حصول فلسطين على
عضوية كاملة في "الأمم المتحدة"، ثم التوجه إلى "الجمعية العامة
للأمم المتحدة" لاتخاذ قرارات تحت البند السابع و«متحدون من أجل السلام».
ويفتح كل ذلك الطريق إلى مواجهة أوسع مع "إسرائيل"، وهو ما قد يكلف
السلطة بقاءها.
وحذّر
الخبير العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، رون بن يشاي، من اندلاع تصعيد
عسكري مع الفلسطينيين حال الإعلان عن «صفقة القرن». وقال الخبير العسكري، في مقال
نشرته الصحيفة، إن «القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جهة،
وبنيامين نتنياهو وبيني غانتس من جهة أخرى، تحضيراً لإعلان (صفقة القرن)، من شأنها
تصعيد الوضع الميداني في الأراضي الفلسطينية، في قطاع غزة والضفة الغربية
والأردن». لكن أبو يوسف لم يبد أسفاً على إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية إذا ما
ذهب الفلسطينيون في مواجهة مفتوحة، بل قال إن «السلطة أنشئت كذراع للمنظمة من أجل
نقل الشعب الفلسطيني من الحكم الذاتي إلى الاستقلال، فإذا فشلت لا داعي لبقائها».
وأردف: «نحن نسعى للتأكيد على منظمة التحرير ممثلة كل الشعب الفلسطيني. ورأس حربة
"النضال" الوطني».
وانهيار
السلطة واحدة من القضايا التي حذّر منها مسؤولون فلسطينيون خلال السنوات الأخيرة،
بحكم أنه لا يمكن استمرار الوضع كما هو عليه الآن، لكنه أيضاً يبدو خياراً صعباً
وانتحارياً بالنسبة إلى كثيرين.
الشرق الأوسط
1/6/1441
26/1/2020