المعركة ضد الحجاب أم ضد الإسلام – ياسر الماضي

بواسطة قراءة 4594
المعركة ضد الحجاب أم ضد الإسلام – ياسر الماضي
المعركة ضد الحجاب أم ضد الإسلام – ياسر الماضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحباته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

إن المتتبع لتاريخ الحروب التي يشنها الغرب على الحجاب بشكل خاص وعلى الإسلام بشكل عام  يجد ان هذه الحروب مستعرة يستخدم فيها كافة أساليب الحروب القذرة في الفتك وتدمير وتشويه  الآخر فتارة يصفون صاحبة الحجاب بالقبح فهي تغطيه عن الناس وتارة يصفونها بالرجعية والجاهلية وأنه تقليد وعادة بالية لا يصلح للمجتمعات المتحضرة الراقية وتارة بتخطيط والتدريب فمثال على ذلك ما قامت به فرنسا – من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر – بتجربة عملية فتم انتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية و لقنتهن الثقافة الفرنسية وعلمتهن اللغة الفرنسية فأصبحن كالفرنسيات تماماً .

وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعي إليها الوزراء و المفكرون والصحافيون .. ولما ابتدأت الحفلة فوجئ الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري ..فثارت ثائرة الصحف الفرنسية و تساءلت : " ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية و عشرين عاماً ؟! " فأجاب لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي  وماذا اعمل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا .

 ومن ضمن أساليب هذه الحروب  فمن خلال السيطرة على وسائل الإعلام  وإبراز شخصيات معينة من نجوم التمثيل والرقص والغناء وإصدار الألقاب البراقة عليهم ونشر كل ما يتعلق بحياتهم العامة والخاصة فبذلك ينشأ جيل على غرار هؤلاء الناس وفعلا قد نجحوا في ذلك وكسبوا كثير من شباب الأمة .

ومن وسائلهم أيضا أن يستخدمو أناسا من جلدتنا  ويتكلمون بلساننا بل ويتزعمون أعلى المناصب وهذا ما حصل  من قبل أعلى هيئة علمية في مصر شيخ الأزهر السيد محمد طنطاوي عندما كان في زيارة تفقدية لأحد المعاهد الأزهرية للتاكد على الإستعدادات بسبب إنفلونزا الخنازير فوجد طالبة ترتدي الحجاب الشرعي الكامل  فيجبرها على خلع خمارها قائلا لها ان هذا الخمار عادة وليس عباده وأن هذا ليس له علاقة بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد وانه سوف يتخذ قرار بعدم قبول ودخول أي طالبة ترتدي الخمار  وباقي القصة معروفه لأغلب الناس فهي نشرت في الجرائد وغيره من الوسائل لا داعي للإعادة ، العجيب بالأمر ان السيد طنطاوي ومن ضمن إرشاداته  للطلبة  للوقاية من عدوى الإنفلونزا هي وضع كمامات للفم !! سبحان الله إن كنتم تؤمنون  إن هذه الكمامة تقي من إنتقال هذا المرض وتكون حاجبا وحاجزا من الفيروسات فلماذا إذا لا تؤمنون بأن النقاب هو حاجب لأمراض اشد فتكا وخطورة فهو يقي من أمراض أخلاقية  ويقي من سهام الأعين السامة بأنواع الجراثيم كالإبتسامة وما يصاحبها من جراثيم  والله تعالى يقول { ذلك أدنى أن يعرفن فلا  يؤذين} (الأحزاب 59 ) والله تعالى شرع الحجاب وقاية من الأعين الفاسدة وألألسن البذيئة  فكما ان الكمامات والخوذة وغيرها من أدوات الحماية لها غرض  فكذلك الخمار يقي المرأة ويحميها من أضرار معنوية ومادية  فلماذا تعتبرون الكمامة والخوذة وغيرها من وسائل الرقي والتطور والخمار من وسائل التخلف والرجعية  سبحان الله أي عقل يقبل بهذه القسمة .

من المؤسف ان تأتي هذه الضربات من أناس يدعون الوطنية والعلم الشرعي ، معلوم أن الحملة الغربية على الحجاب الشرعي  غايتها تدمير الأسرة المسلمة  وذلك بتدمير عنوان عزتها وكرامتها وليس غايتهم الحجاب فحسب بل يريدونها فاقدة لكل الملابس  تتمشى على البلاج  وتسبح  وترقص وتلعب الرياضة  أمام الناس ولو رجعنا الى تاريخ الحرب على الحجاب الشرعي فهو قديم يعود الى زمن محمد علي باشا ورفاعه الطهطاوي ومحمد عبده وقاسم أمين وسعد زغلول وطه حسين والزهاوي وهدى شعراوي ونوال السعداوي كثير لا مجال لحصرهم ممن جاء بعدهم من دعاة الوطنية العلمانية  من زعماء وقادة دول وقصص هؤلاء في محاربة الحجاب يندى لها الجبين ومن أراد الرجوع فليقراء كتاب (عودة الحجاب  للكاتب محمد إسماعيل المقدم ) ومع الأسف كنا تلقينا دروسا في المدراس عنهم وكنا نعدهم من الأبطال ومن رموز الثقافة  والفكر وهم  في الحقيقة دعاة هدم ورذيلة أخذوا علومهم وأفكارهم  الهدامة من الثقافة الفرنسية والبريطانية والتي حاولت هذه البلدان من خلال  الحروب الصليبية وإرسال الملايين من جيوشها من أجل هدم حضارتنا و ثقافتنا وأخلاقنا .

وهذه تصريحات بعض قادتهم  وقف مندوب أمريكا في هيئة الأمم قائلاً  ( إن الصراع الحقيقي في الشرق ليس بين العرب واليهود إنما الصراع الحقيقي هو ما بين حضارة الإسلام وحضارة الغرب فإذا استطعنا أن نزيح حضارة الإسلام عن ميدان الصراع هان علينا تصفية القضية وسهل علينا الجمع ما بين العرب واليهود) والجنرال الفرنسي غورو عندما تغلب على جيش " ميسلون " خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي وركله بقدمه قائلاً ها قد عدنا يا صلاح الدين ، وفي ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر قال الحاكم الفرنسي في الجزائر  (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم) وقال تشرشل (لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود)وعندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967م تجمهر الجنود حول حائط المبكى وأخذوا يهتفون مع موشي ديان هذا يوم بيوم خيبر... يا لثارات خيبر .

 ومثل هذه التصريحات كثير على لسان الزعماء الصليبيين ومع كثرة الحروب التي خاضوها   وملايين الجنود التي جندوها فلم يستطيعوا تغيير حضارتنا وثقافتنا حتى جاء أناس من بني جلدتنا يتكلمون بلساننا فمسكوا المناصب العليا في الحكومات والجامعات فأفتوا الناس وأضلوهم عن سواء السبيل , ونقول لأعداء الإسلام موتوا بغيضكم .

 فما زال هناك في أمتنا أناس كثر متمسكين بدينهم وثقافتهم  وحجابهم الشرعي وأن هذه الحروب والصراعات تزيد في امتنا التمسك بدينها العظيم ، بل زاد والحمد لله عدد المحجبات اللواتي يرتدينه عن قناعة فكرية إيمانية بل نسمع كثير من بنات الغرب أسلمن ومن أول يوم إرتدين الحجاب الشرعي الكامل فكان هذا هو الرد الصارم على دعاة السفور والفساد.

 أما الذين  وما زالوا يدعون الناس للتخلي عن الحجاب الشرعي والذين يتبعون هذا الكلام الضال من اجل متاع الحياة الدنيا وإفساداً في الأرض نذكرهم بقوله تعالى {  فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌْْ}(57)هود وفي نصيحة لأحد المشايخ يقول( إنهم اليوم لا يطلبون منك أكثر من كشف وجهك وبحجة أن كشف الوجه مختلف فيه بين أهل العلم في كونه الزينة التي يجب أن تخفيها المسلمة أو من غير الزينة مما لا يجب عليها إخفاؤها .. غير إنهم يعلمون علم اليقين – بحكم التجارب الطويلة العديدة – أنك يوم تكشفين عن وجهك ويذهب ماؤه و حياؤه ستكشفين لهم عما عدا ذلك) نعم فها نحن اليوم نرى ان الحجاب أصبح في دور عرض الأزياء يتفنون في كيفية عرضه حتى بدت بعض الفتيات تلبس بنطال الجنس مع ربطة الرأس وتظن انها محجبة وملتزمة بشرع الله , سبحانك هذا بهتان عظيم  وصدق الشيخ سعيد الجابي حين قال:

رفع الحجاب وسيلة إن حبذت     ضمت إليها للفجور وسائل

فالإختلاط فمرقص فتواعد       فالإجتماع فخلوة فتواصل

في ختام هذه الكلمة والتي أرجو الله تعالى ان ينتفع بها الناس أقول إني تعمدت عدم الكلام عن  الأدلة على الحجاب الشرعي الكامل وهي كثيرة جداً ولا يجادل بها ذو قلب وعقل سليم وذلك حتى لا تكون الكلمة طويلة قد لا يحتملها وقت القاري ويكفي ان أشير لبعض الكتب لمن أراد الرجوع لها تكلمت في هذا الموضوع يمكنك ان تبحث عنها في الأنترنت منها كتاب (رسالة الحجاب ) وهي مفيدة جدا للشيخ إبن عثيمين  وكذلك كتيب مهم للشيخ محمد الإمام بعنوان (معركة الحجاب ).

أدعوه تعالى أن يهدي شبابنا وبناتنا لهذا الدين العظيم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم من أراد بالإسلام وأهله سوء فاردد عليه دائرة السوء ورد كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره والحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

ياسر الماضي

16/10/2009

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"