اليوم لفت انتباهي قضية شديدة الحساسية والأهمية وهي قضية اللاجئين
في أم الدنيا جمهورية مصر العربية ، حيث يتضح ان اخوتنا اللاجئين منذ 1948 م
المقيمين في العديد من المناطق والقرى في مصر مثل : جزيرة فاضل يعيشون حياة صعبة
جدا بدون فرص عمل حقيقية أو تعليم مناسب ، حيث يبعد عنهم اقرب مدرسة ابتدائي ومركز
صحية 3 كيلومتر ، مما يصعب عليهم الحصول عليها ، فهم بحاجة لرعاية صحية وتعليمية
والملفت للانتباه عدم رعايتهم من قبل هيئة الامم المتحدة سواء المكتب المندوب
السامي او رعاية وكالة الغوث تشغيل اللاجئينUN ، وذلك لموقف اتخذه الرئيس الراحل / جمال عبدالناصر
، حيث أصدر تعليماته أن يعامل الفلسطيني بنفس معاملة المصري في التعليم والرعاية
الصحية والتشغيل والإقامة ،مما لم يدع مجال ( للانروا ) للتدخل حسب ما تم ذكره
تاريخيا حول القضية ، لكن بعد وفاته وبالإضافة للعديد من الاسباب التي يصعب سردها
حاليا ، ومعروفة للجميع ، والتي تتعلق بالقضية الفلسطينية وتوقيع اتفاقية ( كامب
ديفيد ) في حياة الراحل الرئيس / أنور السادات ، ووضع الفلسطيني اللاجئ في مصر
الحبيبة صعب وسيء ، ومن سوء الي أسوء ، واليوم أضيفت قضية اللاجئين من مخيمات
اللجوء الفلسطينية في سوريا الي مصر ، مما يحتم ضرورة إيجاد حلول جوهرية ومتناسقة
بما أنه اثيرت القضية من جديد ، وقبل ذلك كان اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومنذ
تشريد وتهجير جديد الفلسطينيين من العراق وتنصل ( الانروا ) من مسؤولياتها و
ادعائها أن صلاحيات عملياتها فقط في خمس مناطق ( سوريا والأردن ولبنان والضفة وغزة
) رغم أنه تم استحداثها لرعاية اللاجئين الفلسطينيين عام 1949م ، بهدف حصر
اللاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن 6 ملايين لأجئ ورعايتهم وتشغيلهم حتى
عودتهم لأراضيهم المهجرين منها قسريا ، كان الهدف في حينها اتقاء شر المشردين
والضعفاء المتغربين عن اراضيهم ، واليوم وكل يوم تتجدد مشكلتهم بمأساة أكبر في
مخيمات اللجوء ، امام الاحداث والمتغيرات في مخيماتهم في سوريا يتجدد اللجوء الي
مكان أخر ليكون ( لجوء من مخيمات اللجوء الي لجوء جديد في مصر ) من جديد لهؤلاء اللاجئين
العزل الذين يدفعون ثمن تقصير الدول المستضيفة أولا ، والمؤسسات الدولية وخاصة (
الانرواUN ( والمؤسسات الحقوقية والإنسانية ، بالإضافة لغياب الاهتمام الحقيقي من
الجهات الرسمية الفلسطينية ذات العلاقة في دولة فلسطين ومنظمة التحرير ، وغياب
الدور الفعال للأحزاب والقوي الوطنية والإسلامية الفلسطينية لتسليط الضوء على
القضية ، فهذه قضية ذات أهمية وإثارتها اليوم يحتاج لجدية تعامل معها ، مع وجوب
تحميل مسؤوليات لذوي العلاقة فلا يجوز ان تتنصل الامم المتحدة بهيئتها للتشغيل
ورعاية اللاجئين ( الانروا ) من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين أينما تواجدوا وهذه
المسئولة جماعية للبحث عن وضع وتكييف قانوني لرعايتهم وتشغيلهم وحمايتهم قانونيا ،
فلا يجوز في هذا العصر الثوري أن تهدر كرامة الفلسطيني الذي كان وما زال صاحبة
قضية وحق ، وأرضه يرتاع فيها المحتل ويسرح فيها قطعان المستوطنين وهو من لجوء
للجوء والمؤسسة الدولية تتنصل من حقوقه ..... ومن واقع المسؤولية والإيمان بهذه
القضية الوطنية وعدالتها أدعو الى :-
- تشكيل قوة ضغط ، (هيئة وطنية ) تعمل على حشد التضامن بين مؤسسات حقوقية وإنسانية وثورية لضرورة ايجاد رعاية محليا وعربيا ودوليا بهدف حماية للاجئين الفلسطينيين في كل مكان ، فمن حقهم كغيرهم الحياة الكريمة والشعور بالكينونة والهوية .
- رسالتي لكل مسؤول ان يقوم بواجبه اتجاه هذه القضية ولا يرحل الازمة نحو الغير ، فلن تستمر الاصوات خافته ، سوف تعلو وتعلو ليحصل الفلسطيني على حقه رغم كل المظالم والبؤس الذي يعيش فيه .
- ضرورة ان تلعب منظمة
التحرير الفلسطينية دور أكبر بإثارة القضية في هيئة الامم المتحدة لأجل رعاية
اللاجئين وتوسيع دائرة الاستهداف في عمليات وكالة الغوث ( الانرواUN ( لتتجاوز الخمس مناطق التي
تتعامل معها استجابة للمتغيرات التي طرأت ويتعرض على أثرها اللاجئ الفلسطيني لظروف
صعبة تحتاج رعاية .
- على السفارة الفلسطينية
ذات العلاقة ان تقوم بعمل بنك معلومات من خلال حصر كشوف بأعداد اللاجئين وأماكن
تواجدهم وبياناتهم الاجتماعية ، وتحديد كافة مشاكلهم وأهم القضايا التي يعانون
منها لوضع خطة تدخل مناسبة قدر الامكان ، بهدف تقديم رعاية مناسبة لهم لحفظ
كرامتهم وحمايتهم في ظل وضعهم القانوني الغير مستقر ، الذي يعرضهم للكثير من
المعاناة ، وضرورة مراسلة جهات العلاقة في الدولة المضيفة لتذليل العقبات ورفع
مظالمهم للمسؤولية الدولية في هيئة الامم المتحدة ، والذي اعتقد انه قد تم من قبل
السفارة ،ولكن أمل جهود أكبر فالمعانة كبيرة والمصيبة مؤلمة .
حتما سنعود يوما للديار وحق
العودة أصيل فينا .
ولن نتنازل عن هذا الحق
والمسؤولية تضامنية دولية تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني المحتلة ارضه .
المصدر : "الحوار
المتمدن"
11/5/2013