لاجئون فلسطين خارج عمليات وكالة الغوث ورعاية اللاجئين ( الانروا ) في مصر - سلامة أبو زعيتر

بواسطة قراءة 4306
لاجئون فلسطين خارج عمليات وكالة الغوث ورعاية اللاجئين ( الانروا ) في مصر - سلامة أبو زعيتر
لاجئون فلسطين خارج عمليات وكالة الغوث ورعاية اللاجئين ( الانروا ) في مصر - سلامة أبو زعيتر

اليوم لفت انتباهي قضية شديدة الحساسية والأهمية وهي قضية اللاجئين في أم الدنيا جمهورية مصر العربية ، حيث يتضح ان اخوتنا اللاجئين منذ 1948 م المقيمين في العديد من المناطق والقرى في مصر مثل : جزيرة فاضل يعيشون حياة صعبة جدا بدون فرص عمل حقيقية أو تعليم مناسب ، حيث يبعد عنهم اقرب مدرسة ابتدائي ومركز صحية 3 كيلومتر ، مما يصعب عليهم الحصول عليها ، فهم بحاجة لرعاية صحية وتعليمية والملفت للانتباه عدم رعايتهم من قبل هيئة الامم المتحدة سواء المكتب المندوب السامي او رعاية وكالة الغوث تشغيل اللاجئينUN ، وذلك لموقف اتخذه الرئيس الراحل / جمال عبدالناصر ، حيث أصدر تعليماته أن يعامل الفلسطيني بنفس معاملة المصري في التعليم والرعاية الصحية والتشغيل والإقامة ،مما لم يدع مجال ( للانروا ) للتدخل حسب ما تم ذكره تاريخيا حول القضية ، لكن بعد وفاته وبالإضافة للعديد من الاسباب التي يصعب سردها حاليا ، ومعروفة للجميع ، والتي تتعلق بالقضية الفلسطينية وتوقيع اتفاقية ( كامب ديفيد ) في حياة الراحل الرئيس / أنور السادات ، ووضع الفلسطيني اللاجئ في مصر الحبيبة صعب وسيء ، ومن سوء الي أسوء ، واليوم أضيفت قضية اللاجئين من مخيمات اللجوء الفلسطينية في سوريا الي مصر ، مما يحتم ضرورة إيجاد حلول جوهرية ومتناسقة بما أنه اثيرت القضية من جديد ، وقبل ذلك كان اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومنذ تشريد وتهجير جديد الفلسطينيين من العراق وتنصل ( الانروا ) من مسؤولياتها و ادعائها أن صلاحيات عملياتها فقط في خمس مناطق ( سوريا والأردن ولبنان والضفة وغزة ) رغم أنه تم استحداثها لرعاية اللاجئين الفلسطينيين عام 1949م ، بهدف حصر اللاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم عن 6 ملايين لأجئ ورعايتهم وتشغيلهم حتى عودتهم لأراضيهم المهجرين منها قسريا ، كان الهدف في حينها اتقاء شر المشردين والضعفاء المتغربين عن اراضيهم ، واليوم وكل يوم تتجدد مشكلتهم بمأساة أكبر في مخيمات اللجوء ، امام الاحداث والمتغيرات في مخيماتهم في سوريا يتجدد اللجوء الي مكان أخر ليكون ( لجوء من مخيمات اللجوء الي لجوء جديد في مصر ) من جديد لهؤلاء اللاجئين العزل الذين يدفعون ثمن تقصير الدول المستضيفة أولا ، والمؤسسات الدولية وخاصة ( الانرواUN (  والمؤسسات الحقوقية والإنسانية ، بالإضافة لغياب الاهتمام الحقيقي من الجهات الرسمية الفلسطينية ذات العلاقة في دولة فلسطين ومنظمة التحرير ، وغياب الدور الفعال للأحزاب والقوي الوطنية والإسلامية الفلسطينية لتسليط الضوء على القضية ، فهذه قضية ذات أهمية وإثارتها اليوم يحتاج لجدية تعامل معها ، مع وجوب تحميل مسؤوليات لذوي العلاقة فلا يجوز ان تتنصل الامم المتحدة بهيئتها للتشغيل ورعاية اللاجئين ( الانروا ) من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين أينما تواجدوا وهذه المسئولة جماعية للبحث عن وضع وتكييف قانوني لرعايتهم وتشغيلهم وحمايتهم قانونيا ، فلا يجوز في هذا العصر الثوري أن تهدر كرامة الفلسطيني الذي كان وما زال صاحبة قضية وحق ، وأرضه يرتاع فيها المحتل ويسرح فيها قطعان المستوطنين وهو من لجوء للجوء والمؤسسة الدولية تتنصل من حقوقه ..... ومن واقع المسؤولية والإيمان بهذه القضية الوطنية وعدالتها أدعو الى :-

- تشكيل قوة ضغط ، (هيئة وطنية ) تعمل على حشد التضامن بين مؤسسات حقوقية وإنسانية وثورية لضرورة ايجاد رعاية محليا وعربيا ودوليا بهدف حماية للاجئين الفلسطينيين في كل مكان ، فمن حقهم كغيرهم الحياة الكريمة والشعور بالكينونة والهوية .

- رسالتي لكل مسؤول ان يقوم بواجبه اتجاه هذه القضية ولا يرحل الازمة نحو الغير ، فلن تستمر الاصوات خافته ، سوف تعلو وتعلو ليحصل الفلسطيني على حقه رغم كل المظالم والبؤس الذي يعيش فيه .

- ضرورة ان تلعب منظمة التحرير الفلسطينية دور أكبر بإثارة القضية في هيئة الامم المتحدة لأجل رعاية اللاجئين وتوسيع دائرة الاستهداف في عمليات وكالة الغوث ( الانرواUN ( لتتجاوز الخمس مناطق التي تتعامل معها استجابة للمتغيرات التي طرأت ويتعرض على أثرها اللاجئ الفلسطيني لظروف صعبة تحتاج رعاية  .

- على السفارة الفلسطينية ذات العلاقة ان تقوم بعمل بنك معلومات من خلال حصر كشوف بأعداد اللاجئين وأماكن تواجدهم وبياناتهم الاجتماعية ، وتحديد كافة مشاكلهم وأهم القضايا التي يعانون منها لوضع خطة تدخل مناسبة قدر الامكان ، بهدف تقديم رعاية مناسبة لهم لحفظ كرامتهم وحمايتهم في ظل وضعهم القانوني الغير مستقر ، الذي يعرضهم للكثير من المعاناة ، وضرورة مراسلة جهات العلاقة في الدولة المضيفة لتذليل العقبات ورفع مظالمهم للمسؤولية الدولية في هيئة الامم المتحدة ، والذي اعتقد انه قد تم من قبل السفارة ،ولكن أمل جهود أكبر فالمعانة كبيرة والمصيبة مؤلمة .

حتما سنعود يوما للديار وحق العودة أصيل فينا .

ولن نتنازل عن هذا الحق والمسؤولية تضامنية دولية تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني المحتلة ارضه . 


 بقلم : د. سلامة أبو زعيتر

 

المصدر : "الحوار المتمدن"

11/5/2013