لنترك المشاحنات والاتهامات ونبحث عن الحلول والمقترحات - علي احمد ابو الوفا

بواسطة قراءة 1732
لنترك المشاحنات والاتهامات ونبحث عن الحلول والمقترحات - علي احمد ابو الوفا
لنترك المشاحنات والاتهامات ونبحث عن الحلول والمقترحات - علي احمد ابو الوفا

بسم الله الرحمن الرحيم

تحية طيبة أخوتي فلسطينيو العراق واخص أخوتي فلسطينيو قبرص , وأقول لنفسي ولكم أعانكم الله على ما انتم فيه ألان من أوضاع لا نحسد عليها ولا تسر صديق ولا عدو ونسال الله عز وجل بان يجعلنا ممن اتبع كتابه وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .

لقد كثر الحديث عنا في الآونة الأخيرة وكثرت المقالات والمناشدات وكرسَ معظم الكتاب وقتهم من اجل التعبير ونقل ما يجول من أخبار حول ما يجري من تطورات على الساحة القبرصية ,وأردت أن يكون لقلمي نصيب من هذه المشاركات لكي لا أكون بعيد وغائب عن أهلي وأحبتي وأشارككم تلك المعاناة التي خلقت حالة من الضيق النفسي التي بدأت ترتسم بوجوه الكبار والشباب والنساء منا .

إخوتي ان ما يجري الان من تطورات تحتاج منا أن نـُكرس جميع أفكارنا وآرائنا ونجمعها كلها في خدمة قضيتنا بعيداً عن التشنجات والفرقة وكثرة الاتهامات التي جعلتنا نسلك طريق مغاير عن الطريق الواجب سلوكه ,, علينا أن نكون يقظين من الفتنة الحقيقة التي نسجها لنا من لا يريدنا بين أوساط المجتمع القبرصي ولا نهدر الوقت بأمور مغايرة عن تلك الحقائق وبالتالي نكون قد حققنا أهدافهم ورسمنا البسمة والفرحة في وجوهم وتركنا لأنفسنا طريق الحزن والضياع وموت القضية التي صبرنا عليها .

لقد تبين من خلال الأحداث السابقة وما نتج عنها من نتائج دليل قاطع بأن هنالك فتنة تـُحاك بيننا وبين المجتمع القبرصي هدفها الأول والأخير هو تكوين شرخ كبير بين صفوفنا في الأول وبين الشعب القبرصي ثانياً والمشكلة سوف تتفاقم ما لم نعي جيداً حقيقة تلك الفتنة والحذر منها , الكل يعلم ما حصل بالسابق وما قام به الإعلام من تكبير للصورة التي حدثت والى يومنا هذا ما زال الشارع القبرصي يتحدث عن تلك الأحداث ,, وكذلك ما حصل إلى الإخوة في منطقة بيلا وما نتج عنها ,, وما حصل في شهر ابريل من هذا العام من غلق لملفات ليست بقليلة ,,كل هذا يعطينا اندفاع أكثر لكي نسلك ونفكر ونعي ما يحصل لنا وتجعلنا أكثر قوة ويقظة من أي قول نقوله أو فعل نخطو أليه,,,ولكن نحن ألان ليس لدينا كلام سوى أن نتكلم عن الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الذي نحن فيه الان .

,,نعم هنالك أسباب كثيرة وكثيرة أوصلتنا إلى هذا الطريق المجهول ولكن علينا أن نتعلم منها ما يجب علينا أن نفعله في هذه المرحلة ,,الوقت ثمين جدا لمثل قضيتنا علينا أن نجمع الحلول وعلينا أن نتفق على تفعيلها وعلينا آن نحذر من أخطاء الماضي وعلينا الكثير والكثير,,علينا أن لا نجعل مما يحصل لنا ألان بان يفقدنا صوابنا ونتخبط في أفعالنا ,,فكل ما علينا هو التركيز الدقيق وحسابات صحيحة ومدروسة  ليس فيها أخطاء تجعلنا في دوامات تزيد من جراحاتنا جراح أخرى وتفقدنا الأمل من الخلاص والنجاة مما نحن فيه الان .

لذلك علينا أن نبرمج أنفسنا على جميع الأصعدة , فيجب ان يكون الإعلام الذي ننقل من خلاله أوضاعنا في صفنا ويتقبله الجميع ومن خلال نجاح هذه النقطة نكون قد كسبنا الكثير في صف قضيتنا من داخل قبرص وخارجها وان نركز في الإعلام على إيجاد الحلول والمقترحات ولا نجعل كل همنا هو تبادل الاتهامات والمشاحنات التي من شأنها أن تزيد من عمق  الشرخ والفتنة  الموجود بيننا الآن فنحن ألان في مرحلة تتطلب منا آن نعالج هذا الشرخ ونصنع له العلاج بأيدينا لكي نستطيع أن نقف جميعنا على قاعدة قوية رافعين راية الأخوة والمحبة وحب الخير لجميع أصحاب القضية ونضرب حب الذات والأنانية بعرض الحائط وسنكون عندها أكثر قوة وسنضيع على من لا يريد الخير لنا فرص كثيرة ,,وكذلك لتكون مقترحاتنا واقعة ضمن أيطار القانون وفيه خدمة للجميع وليس مقترحات تجعلنا في حال تطبيقها أكثر ضعفاً من السابق,,لان هنالك سلاح فتاك يُستخدم ضدنا وهو الأعلام ويتربص لنا ليجد أي ثغرة علينا لكي يبدأ بقذف سمومه في وجوهنا وفي وجه المجتمع الذي نتعايش معه ويعمي أبصارهم عن الحقيقة وهي أننا شعب فاقد لأرضة وهويته  وتعرض لأبشع صور الظلم والاضطهاد من الأرض التي قدمَ منها .

نعم ربما يقول لي البعض أننا فقدنا الأمل من قبرص ,,, وأنا أقول نعم الحال يدل على فقدان هذا الأمل ,,,, والأمل بالله كبير,,, ولكن لنحافظ على قضيتنا وصورتنا لكي نستطيع نقل هذه القضية إلى ارض أخرى ونثبت لهم أننا شعب يحب السلام ويبحث عن السلام وأننا سوف نعتز بالأرض التي تحتضننا وتحترمنا,,, وعندما نكون كذلك ستكون فرص البحث عن شاطئ الخلاص والاستقرار أكثر وسنثبت للعالم آن ما قيلَ عنا مغايرة عن حقيقة هذا الشعب المظلوم ... ليس قصد كلامي أننا نتحمل مسؤولية ما حصل لنا ,,, لا والله بل قصدي أننا وقعنا فريسة سهلة بين أسنان ومخالب معادية لوجودنا على هذه الأرض وتسعى إلى تشتيتنا وغربلتنا لأهداف تخص مصلحتها وسياستها...واستطاعت ونجحت مخالبها وأسنانها بتمزيق أواصر المحبة والوحدة بيننا وجعلتنا نفكر بأنانيه وانفرادية لتذويب هذه القضية ونعيها إلى الأبد .

واعلمو يا إخوتي أن يد الله مع الجماعة ..بسم الله الرحمن الرحيم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) .

ملاحظة : أرجو من الإخوة الكتاب أن لا يعتبروا هذا المقال نقيض لمقالاتهم أو أنها معارضة لها بل والله أنها مكملة لها وان هدفنا واحد وهو خدمة الصالح العالم .


علي احمد أبو الوفا

22/5/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"