فلسطينيو العراق .. بين الشتات والموت بقلم : شريف سمحان

بواسطة قراءة 1890
فلسطينيو العراق .. بين الشتات والموت بقلم : شريف سمحان
فلسطينيو العراق .. بين الشتات والموت بقلم : شريف سمحان

بلغ تعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى العراق عام 1948 (3000)، لاجئ، وقد وصلوا العراق مع جحافل الجيش العراقي بعد انسحابه من فلسطين، وصدور قراري التقسيم، والهدنة.

 

غالبية هؤلاء شردوا من منطقة حيفا، والتي كانت مسرح العمليات للقوات العراقية آنذاك، وهم من قرى: جبع / إجزم / عين غزال، في بداية اللجوء كانت تقع مسؤولية هؤلاء على وزارة الدفاع العراقية مسؤولية كاملة، بعد أعوام نقل ملفهم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية العراقية، وفي حينها تم إبرام اتفاقية بين الحكومة العراقية ووكالة الغوث تتعهد الأولى بالإشراف المباشر، وتتحمل المسؤولية كاملة مقابل عدم تسجيلهم في الوكالة، وقد أقيم لهم مجمع سكني تعود ملكيته لوزارة الشؤون الاجتماعية.

 

بلغ عدد الفلسطينيين عام 2003، وحسب إحصائية المفوضية العامة للاجئين (22100)، نسمة غالبية مكان تجمعهم بغداد العاصمة وموزعين كالآتي:

 

1- مجمع البلديات، ويبلغ تعداد سكانه (10.000)، نسمة.

 

2- الزعفرانية وتقع شرق العاصمة ويبلغ تعداد سكانها (800)، نسمة.

 

3- منطقة الحرية في قلب العاصمة ويبلغ تعداد سكانها (1.300)، نسمة.

 

4- منطقة السلام القريبة من منطقة الحرية ويبلغ تعداد سكانها (600)، نسمة.

 

5- منطقة بغداد الجديدة (800)، نسمة.

 

6- منطقة الدورة (700)، نسمة.

 

7- منطقة الأمين (300)، نسمة.

 

8- منطقة عادلة خاتون في باب المعظم (200)، نسمة.

 

9-محافظة البصرة جنوب بغداد (300)، نسمة.

 10- الموصل شمال بغداد (400)، نسمة.
لا بد من الإشارة أن هناك مجموعات سكانية كبيرة، لكنها موزعة في المحافظات العراقية لم يتم ذكرها بسبب عدم وجود أي نوع من التواصل مع المركز، اقصد مركز التجمع في بغداد، ولا بد من التذكير أنها من أهم الأخطاء التي وقع فيها إخوتنا في العراق، ألا وهو عدم وجود تأطير يجمع هؤلاء كما هو الحال في باقي الدول العربية، وأخص بالذكر لبنان، ولا بد من الاشارة أن نسبة السكن المجاني من الدولة لا يتجاوز الـ 15% من الحاجة الفعلية للاجئين.
الملفت للنظر أن هذه التجمعات السكانية تقع وسط أغلبية من إخوتنا (الشيعة)، وكلنا يدرك مدى الصلة التي كانت تربط ما بين الحكم البعثي المتتالي في العراق، وبيننا كفلسطينيين جميعاُ وليس كجالية فلسطينية داخل العراق فقط.

بعد احتلال بغداد من قبل القوات الأمريكية، تعالت الأصوات مطالبة بترحيل (العرب)، وقد سافر الآلاف من جنسيات متعددة، لأنه لا مشكلة لديهم في العودة لأوطانهم، إلا الجالية الفلسطينية التي لا تستطيع المغادرة، لأنها ليست وافدة، إنما هم لاجئون، وإن غادرت من سيستقبلها، ناهيك عن الكثير من المضايقات التي راحت تطل برأسها من خلال الدوائر الرسمية، وقد وصلت الأمور حد توجيه الإهانات والضرب في الشوارع.

 

الجميع بات يدرك مدى العنف الطائفي الذي بات يطفو على السطح في الأشهر الماضية، فمن ناحية نرى مدى التزام الشارع الشيعي حين تطلب منه المرجعية التظاهر لرفض سياسة ما، وعلى العكس نجد هذا الشارع غير ملتزم عندما تطلب منه تلك المرجعية الهدوء، وعدم التعرض للسنة ولمساجدهم، وممتلكاتهم، أضف إلى ذلك انتشار المليشيات المسلحة، فمنها من يعمل تحت ضوء الشمس، ومنها من يختفي تحت جنح الظلام، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.

 

1- قوات مغاوير الداخلية وهي من الطائفة الشيعية.

 

2- قوات بدر وهي من الطائفة الشيعية.

 

3- كل تيار شيعي/ سني / علماني، يمتلك مليشيا خاصة به، ويأتمر بإمرته.

 

من خلال استفسار من الإخوة هناك عن دور القائم بأعمال السفارة الفلسطينية، أفادوا أنه يعمل قدر استطاعته من خلال علاقاته الشخصية، لكن ذلك لن يوفر الأمن والأمان للجالية، فبيوت العزاء مقامة باستمرار، منذ بداية شهر 3، وصل عدد القتلى من الفلسطينيين (12) فرداً وهي موثقة ضمن كشوفات أرسلت لي (الكاتب)، ناهيك عن الموجودين في الطب العدلي، والمفقودين، أضف إلى ذلك المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم منذ أشهر طويلة، ولا يمكن الجزم بأرقامهم، بات المواطن الفلسطيني يخاف من الحركة خارج تلك التجمعات، وراحوا يتنقلون على شكل مجموعات، فهناك انتشرت لحواجز الطيارة والتي يسمونها (السيطرة)، تنتشر على مداخل التجمعات، لتبدأ رحلة التحقيق معك، هل أنت (سني وهابي)، أم شيعي، بعد ذلك تدخل في دوامة من الأسئلة يكون أقلها ضرراً الضرب والإهانة.
هذه المعلومات من أشخاص أهل للثقة ومن بينهم رجال دين داخل تلك التجمعات (وناقل الكفر ليس بكافر)، أضف إلى ذلك أن هناك معاهدة مكتوبة بخط اليد تم التوافق عليها بين من هم داخل التجمعات الفلسطينية من ناحية، وبين مندوبين عن التيار الصدري المسيطر على تلك المناطق.

 

في اعتقادي أن السلطة الفلسطينية تتعامل مع الموضوع بخجل، وباسترخاء، فبحسب معلوماتنا لم تجر أية اتصالات سوى الاتصال الذي دار بين الرئيس أبو مازن والسيد الطالباني، والذي لم يغير شيئاً على أرض الواقع حسب الأنباء التي تتوارد إلينا، ليس هناك موقف حازم وواضح لإيصال رسالة قوية للحكومة العراقية بأن تتحمل مسؤولياتها تجاه الجالية الفلسطينية هناك، والحفاظ على أرواحهم، وأعراضهم، وممتلكاتهم.

 الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام راحت تطل برأسها خجلاً، ومن الواضح أنها لا تمتلك رؤيا أو خطة واضحة للتعامل مع الوضع العراقي برمته، بل نجدها تجلس في الصف الثاني من المتفرجين على المشهد العراقي المؤلم، وقد قمت بإرسال نداء استغاثة إلى الأمين العام للجامعة، ومعه أسماء القتلى الفلسطينيين والذين وصل تعدادهم حتى تاريخ 12/3/2006 (59)، شخصاً.في الختام لا بد من التحرك رسمياً وشعبياً، وعلى كافة المستويات، هناك سبات عميق، وعدم اكتراث ولا مبالاة ولا استثني أحداً مما يجري على الساحة العراقية، حتى بت اعتقد أن الأمر لا يعنيهم، الجالية الفلسطينية هناك لعبت دوراً هاماً في تعليم مئات الآلاف من الذين باتوا الآن يتمترسون في مراكز متقدمة، ومنهم من يمتلكون القرار السياسي المؤثر، وعلى لسان محدثي قال أحد السياسيين الفلسطينيين والذي درس في العراق (ما يجري هو حالات فردية، وبعض المقتولين هم من البعثيين)، لزاماً عليهم وعلينا أن نخجل من أنفسنا، وأن نمد يد العون لإخوتنا هناك قبل أن تقع الواقعة التي لا يحمد عقباها فهل من مجيب.

اللهم اشهد إني قد بلغت
والله من وراء القصد