ذكريات رمضان .. في طوبجي السلام – وائل الأسعد

بواسطة قراءة 4652
ذكريات رمضان .. في طوبجي السلام – وائل الأسعد
ذكريات رمضان .. في طوبجي السلام – وائل الأسعد

يبدأ يومنا في رمضان ونحن أبناء ثمان سنوات .. نصارع الجوع والعطش وحرارة الشمس الملتهبة في منطقتنا طوبجي السلام / طوبجي الجسر .. لم يكن يهمنا أي شيء وكانت غايتنا أن ينتهي نهار رمضان ونحن صائمين وصامدين من أجل أن نحصل على كلمات التشجيع من كبارنا في الحي .. كانت حياتنا بسيطة وجميلة .. يا الله ما أجملها من ذكريات وما أشبه اليوم بالبارحة .. كنتُ أنا وأصدقائي : ( علي الناجي وياسر أبو السعود ومحمد جبار عمو بابا وسيف القاروط ومحمد جمال والكثير ممن أصغر منا سناً نكن لهم كل احترام وتقدير وحب فهم اخوتنا الصغار أمثال : عاصم وليث وإبراهيم ومحمد عامر الحلاق وغيرهم ... ) كنا نقضي وقتنا باللعب في شارع الحي / شارع الجسر الجميل .. هذا يومنا جميل بفرحه وترحه .. بحلوه ومره .. يأتي وقت صلاة الظهر سرعان ما نذهب بل نتسابق الى جامع الحاج زيدان لأداء فريضة الجماعة مع المصلين من العراقيين والبعض من بني جلدتنا الفلسطينيين وقد كان من رواد الجامع الحاج الفاضل : شعيب الجعص أبو عمار حفظه الله وأمتعه بالصحة والسلامة الصديق المقرب لوالدي منذ الصغر .. والحاج المحترم : محمد عبدالله الأيوبي أبو أحمد الدبس وهو أحد أصدقاء والدي أيضاً وغيرهم الكثير لم تسعفنا الذاكرة لتذكرهم .. كنا نذهب للجامع نصلي وأثناء طريقنا نمر على أصدقاءنا أصدقاء الدربونة الفلسطينية فنأخذ مصطفى الدبس .. ثم نمشي قليلاً واذ بنا نسمع دعوات نسوتنا الكبيرات لنا نكمل مشوارنا ونأخذ معنا يوسف الماضي وايهاب خليل ومحمد سميح وسمير الصفوري وعيسى خيري لنقابل بنهاية الفرع أولاد الحانوتي الكرام عامر حامد وياسر شاكر .. نتسابق الى الجامع من يصل قبل الآخر؟ وعند وصولنا سرعان ما نتمضمض بالماء مراراً ونغسل وجوهنا وشعرنا لنشعر بالبرودة والراحة في الصلاة وعلى هواء بارد عند خروجنا من الجامع .. فنرجع ونحن ننتظر أذان المغرب بفارغ الصبر لكي نفطر ونخرج بعدها مرة أخرى للذهاب لصلاة التراويح .

هكذا كانت الحياة الحقيقية وأنا دائماً أمني النفس برؤية أحبتي مرة أخرى .. ليتها تعود تلك الأيام .. وترجع البساطة والحياة الكريمة .. ليتها تعود أيام الخير .. أيام العطاء والمحبة .. نرجو من أهلنا وكبارنا أن يسامحونا ان أخطأنا أيام الصبا .. فلا ننسى ولن ننسى لعبة كرة القدم عندما كنا نلعب ونركل الكرة على حائط دار الغزاوي أو كما يعرف الناس / حمامة العباس .. ولا زلت أذكر محبة الحاجة ام مصطفى لنا عندما كانت تخرج لنا ماء الحنفية للتغسيل في منتصف النهار على الرغم من أننا كنا مصدر ازعاج للحي .. أدعو الله تبارك وتعالى أن يحفظ أهلنا وأحبتنا وكبارنا ونسوتنا في طوبجي السلام .. طوبجي الأمن والأمان إن شاء الله وأسأله بمنه وكرمه أن يرزق نسوتنا الفضليات الحاجات الكبيرات : ام منذر وام زياد وام مصطفى أطال الله بعمرهن أن يرزقهن الله زيارة بيته هذا العام .. وكل رمضان وأحبتي في الطوبجي أقرب الى الرحمن .

 

ابن حيفا والطوبجي والمحب لكم : وائل محمد جبر الأسعد

11/7/2013

 

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"