رويترز : الفلسطينيون في العراق لاجئون يعيشون المنفى

بواسطة قراءة 4866
رويترز : الفلسطينيون في العراق لاجئون يعيشون المنفى
رويترز : الفلسطينيون في العراق لاجئون يعيشون المنفى

في حي البلديات القريب من منطقة بغداد الجديدة وعلى مساحة متواضعة من الارض تنتصب بعض العمارات السكنية مكونة مايسمى المجمع السكني للفلسطينيين في بغداد وتحيط بمعظم جوانبه وبين أزقته مياه راكدة تنبعث منها روائح نتنة وتتكدس عند أغلب زواياه أكوام من القمامة .  غير أنه في خضم تداعيات الاوضاع الامنية والصراعات في العراق وجد فلسطينيو العراق الذين يعيشون في هذا البلد منذ حرب العام 1948 انفسهم طرفا مباشرا في الاحداث الامنية . واصبح الفلسطينيون وخاصة منذ التفجيرات التي شهدتها منطقة بغداد الجديدة في ايار مايو من العام الماضي موضع اتهام تطور فيما بعد الى عمليات اعتقال وقتل واختطاف من قبل اطراف يصر اصحاب الشأن على وصفها انها "اطراف مجهولة" وتعالت اصوات هنا وهناك مطالبة بترحيل الفلسطينيين من العراق .

 

وقال الشيخ ايمن مصطفى (33 عاما) امام مسجد القدس في المجمع ان المجمع "الذي يفتقر الى الكثير من الخدمات" شيد في العام 1971 ليستوعب من حيث الاساس 768 عائلة لكنه الان يضم 1700 عائلة بمجموع سكان يقدر بنحو عشرة الاف شخص . واضاف مصطفى الذي يحمل شهادة الماجستير في الهندسة ان الفلسطينيين من سكنة هذا المجمع يعيشون "ومنذ فترة في حصار حقيقي . فالموظف وطالب المدرسة والعامل كلهم يخشون من الذهاب إلى أعمالهم خوفا من أن يتعرف عليهم أحد بأنهم فلسطينيون وهذا قد يعرضهم لخطر القتل أو الخطف أو الاعتقال بدعوى أنهم " إرهابيون " . وقال عدد من سكان الحي أن حياتهم انقلبت فجأو رأسا على عقب منذ الأحداث التي شهدتها منطقة بغداد الجديدة في أيار مايو من العام الماضي عندما انفجرت سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري استهدف سوقا شعبيا في المنطقة راح ضحيتها العشرات من سكان المنطقة اتهم على اثرها الفلسطينيون بالوقوف وراء الحادث .

 

ووصف أحد سكان المجمع رفض ذكر اسمه تاريخ 22 أيار من العام الماضي بأنه " عام النكبة الثاني لفلسطينيي العراق " بعد يومين من الحادث عرضت قناة التلفزيون العراقية اعترافات لاربعة أشخاص قال متحدث التلفزيون حينها أن قوات الأمن العراقية ألقت القبض عليهم وأنهم مسؤولون عن حادثة التفجير وأنهم من الفلسطينيين واعترفوا بمسئوليتهم عن الحادث وقال الشيخ مصطفى ان استهداف سكان المجمع ازداد حدة وخاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة سامراء في الثاني والعشرين من الشهر الماضي عندما تم تفجير مرقد الإمامين العسكريين ( عليهما السلام ) هناك ويروي الشيخ مصطفى كيف أن " ما يقارب من خمسة عشر آلية هاجمت المجمع عصر ذلك اليوم يرافقها عشرات المسلحين أطلقت النار بشكل عشوائي في أرجاء المجمع ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص أحدهم من سكنة الحي وكانت جروح أحدهم خطيرة " . وأضاف الشيخ مصطفى " عدد الذين قتلوا من الفلسطينيين أو وجدوا مقتولين بعد اختطافهم ومنذ أحداث سامراء بلغ 16 شخصا ... وأن العديد من العوائل هجرت المجمع خوفا على حين قدمت إليه أعداد أخرى هربا مما لاقوه في المناطق التي كانوا يسكنون فيها " . وعلى إثر هذه الأحداث حاولت خمسين عائلة وقبل أيام معدودة مغادرة العراق وبشكل جماعي إلى الأردن لكن السلطات الأردنية رفضت استقبالهم باعتبار أن مشكلتهم هي مشكلة الفلسطينيين اللاجئين في العراق وأن حل هذه المشكلة يجب أن يتم من خلال الهيئات الدولية وسلطات البلدين . وما زالت هذه العوائل محشورة الآن على الحدود بين البلدين بانتظار الحل .وقال الشيخ مصطفى أن معظم هذه العوائل كانت تسكن هذا المجمع وأن " هجرتهم هي انعكاس لما وصلت إليه الأمور لفلسطينيي العراق " ويقول نبيل محمود السهلي وهو كاتب فلسطيني متخصص في عملية الاحصاء السكاني لفلسطينيي المنفى أنه بعد أحداث التاسع من نيسان من العام 2003 عندما سقط نظام الرئيس السابق صدام حسين " حاولت أطراف عراقية حاقدة زج اللاجئين الفلسطينيين في معادلة الأزمات العراقية المستعصية بفعل الغزو الأمريكي " . ويضيف أن الأمر وصل " إلى حد الاعتداء على تجمعات اللاجئين في العراق في كل من منطقة البلديات وبغداد الجديدة .

 ويضيف السهلاني في مقالة نشرت على موقع شبكة الانترنت للاعلام العربي ان تطورات الاحداث في العراق "أدت الى طرد مئات الاسر الفلسطينية ليصبحوا لاجئين مرة ثانية بعد أكثر من خمسين عاماً على نكبتهم في العام 1948." وقال احد سكان الحي "اذا كانوا لا يريدوننا في العراق فليرحلونا من هنا الى أي مكان.. لقد سئمنا العيش هنا في هذا القلق والخوف.. كلنا هنا مهددون ولا نعرف السبب.. السبب الوحيد الذي نعرفه هو اننا فلسطينيون .