لتغيير مصطلح النكبة إلى مصطلح احتلال فلسطين
(بمناسبة مرور 64 عام على احتلال فلسطين)
أيار 1948م -2012م
(بقلم رشيد جبر الأسعد أبو محمد)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنام الحبيب المصطفى الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين .
وبعد :
تعارض الأمة العربية والإسلامية (وشعب فلسطين جزء مهم منهم) ، على إن احتلال فلسطين في عام 1948م وإعلان الكيان الصهيوني دولته في أيار 1948م على تسمية هذا الحدث الجلل ، الحدث الخطير بالنكبة ، كتعبير على ما أصاب الأمة في فلسطين من احتلال القسم الأكبر من فلسطين وطرد شعبها وقيام كيان استيطاني احتلالي غاصب ، انه بلا شك نكبة وأم النكبات في العصر الحديث .
إن تعبير مصطلح النكبة هو تعبير مطلق ، وعام وعاطفي .. فحينما قام الكيان الصهيوني في فلسطين منذ الاحتلال ، وكل مجزرة ومأساة هي نكبة ، وفي حرب حزيران 1967م حينما احتل الصهاينة الأراضي والمدن والمسجد الأقصى وأجزاء أخرى من خمس أقطار عربية لمساحة تعادل مساحة فلسطين أربع مرات وخلال اسبوع نطلق عليها نكسة ، إن كتاب السلاطين هم من أطلقوا على حرب حزيران واحتلالها للأراضي العربية مصطلح نكسة .. لا بل هي نكبة .. بل احتلال .. لا زلنا نعيشه ونعانيه اليوم .
وارتكاب مجازر صبرا وشتيلا في أيلول 1982م ببيروت .. إنها نكبة .. وأي مجزرة وحشية يرتكبها الأعداء في حق شعبنا هي نكبة .. وكارثة .. وجريمة .
وحينما نقول نكبة وهو مصطلح عاطفي انفعالي عام مطلق يمس ويلامس مشاعر الفلسطيني ، مشاعر كل فلسطيني جريح في كرامته وكبريائه ، يغمر الآخرين بموجة من الإحباط والأسى والحزن العميق ، بينما هناك وطن جريح تم احتلاله فبدلا من أن نقول نكبة نقول احتلال ، احتلال فلسطين ، وما يترتب على هذا المصطلح من بعد إلزامي وتشخيص حالة ووضوح رؤيا وكشف واقع ويدل على أن عصابات الصهاينة قد احتلت غالبية فلسطين عام 1948م ، وان ما حصل عام 1967م هو استكمال لما حصل لاحتلال بقية فلسطين التاريخية .
إذا الأنسب ، الأفضل ، ومن معطيات القضية الفلسطينية على الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية نستعمل مصطلح احتلال ، اجل الاحتلال وما يترتب على هذا المفهوم الاحتلال من ضرورة الالتزام الشرعي والأخلاقي لكل فلسطيني وعربي ومسلم وان يعمل لإزالة هذا الاحتلال وطرد الغاصب ، من الوطن الفلسطيني المغتصب المحتل .
إن إزالة الاحتلال ، مكافحة الاحتلال ، رفض الاحتلال ومقاومته واجب شرعي وأخلاقي مهما كلف الثمن ، فبدلا من أن نقول ذكرى النكبة ونكباتنا كثيرة ، نقول عن ذلك احتلال فلسطين وضرورة إزالة هذا الاحتلال ومحاربته ... بكل الوسائل .. مهما كلف الثمن .. مهما طال الزمن .. مهما بغى الظلم .. وما ضاع حق وورائه مطالب ومقاتل ومتربص ومرابط ... ما ضاع حق وورائه أمة حية ومؤمنة ناهضة .
رشيد جبر الأسعد
أبو محمد
29/6/1433هـ الموافق لـ 20/5/2012م
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"