مؤتمر هرتزيليا الواقع والأهداف – وليد ملحم

بواسطة قراءة 4145
 مؤتمر هرتزيليا الواقع والأهداف – وليد ملحم
مؤتمر هرتزيليا الواقع والأهداف – وليد ملحم

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :

أما بعد :

في فبراير / شباط 2012 عقد مؤتمر هرتزيليا وهو المؤتمر الثاني عشر من ضمن تلك السلسلة, وبهذه المناسبة ينبغي علينا أن نكون عل دراية بما يخطط لنا أعدائنا لإتخاذ الموقف الصحيح والمدروس في مواجهة مكر العدو ، قال تعالى :  { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام : 55] .

ولتعلم أجيالنا أن لليهود تاريخ طويل في التآمر والمكر, ويتم ذلك في كثير من الأحيان عن طريق الإتفاق والمناقشة الجماعية فيما بينهم على خطة أو مشروع معين يكون الكيد فيه بالخصم الذي يواجههم وهذا ما يسمى بالمؤتمر أو المؤامرة .

ومن أمثلة ذلك ما ذكره الله في محكم كتابة : { وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [آل عمران : 72] .

قال ابن عاشور : فالطائفة الأولى حاوَلت الإضلال بالمجاهرة ، وهذه الطائفة حاولتْه بالمخادعة : قيل أشير إلى طائفة من اليهود منهم كَعْب بن الأشْرَف ، ومالك بن الصيف ، وغيرهما من يهود خيبر ، أغواهم العجب بدينهم فتوهموا أنهم قدوة للناس فلما أعيتهم المجاهرة بالمكابرة دبروا للكيد مكيدة أخرى ، فقالوا لطائفة من أتباعهم : «آمِنوا بمحمد أولَ النهار مظهرين أنكم صدّقتموه ثم اكفُروا آخر النهار ليظهر أنكم كفرتم به عن بصيرة وتجربة فيقول المسلمون مَا صرف هؤلاء عنا إلاّ ما انكشف لهم من حقيقة أمر هذا الدين ، وأنّه ليس هو الدين المبشر به في الكتب السالفة» ففعلوا ذلك[1] .

اذا هنا مجموعة من أساطين اليهود قد تشاوروا واتفقوا على مكيدة معينة تضر بالمسلمين ولكن الله رد كيدهم الى نحورهم .

والمؤتمر من التآمر وهو الاجتماع لبحث أمر معين والإتفاق على تنفيذه .

وآمَرْتُه في أَمْري مُؤامَرَةً إِذا شاورته والعامة تقول وأَمَرْتُه ... وكلُّ من فَزَعْتَ إِلى مشاورته ومُؤَامَرَته فهو أَمِيرُكَ ومنه حديث عمر الرجال ثلاثةٌ رجلٌ إِذا نزل به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَه أَي شاور نفسه وارْتأَى فيه قبل مُواقَعَة الأَمر[2] .

إن لدى اليهود في العصر الحديث العديد من المؤتمرات التي ناقشوا فيها كيفية تكوين وطن قومي لليهود وكيفية السيطرة على مراكز القرار والمال في العالم, وكذلك رسم السياسات المستقبلية لليهود في العالم وبعض هذه المؤتمرات خاص باليهود حصريا والبعض الآخر موجه الى الخارج وان كانت صبغته يهودية ومن أمثلة تلك المؤتمرات ... " المؤتمر اليهودي العالمي "  الذي تأسس عام 1936 م ومثل" مؤتمرات حركة أحباء صهيون " .

وهنالك مؤتمرات تعقد لبناء الهيكل : كما ذكرت صحيفة "الدستور" الأردنية أن مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" أوردت فى تقرير صحفى، أن جماعات ومنظمات يهودية تعقد العديد من المؤتمرات والفعاليات من أجل الإسراع فى بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك.[3] .

لقد عقدت الحركة الصهيونية ثلاثة وثلاثين مؤتمرا في الفترة من 1897 م لغاية 1997 م أي خلال قرن من الزمان .

كان أولها الذي عقد في بازل بسويسرا برئاسة " تيودور هرتزل " وكان هدف المؤتمر هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين , وفي خلال ستة أعوام من 1897 الى 1903 عُقِدَت ستة مؤتمرات  لمناقشة هذه القضية .

ومن ضمن تلك المؤتمرات التي تحرص حكومة الاحتلال اليهودي ونخبها في معهد السياسة والاستراتيجية "الإسرائيلي" على عقده كل عام هو مؤتمر هرتزيليا,  وهو مؤتمر استراتيجي - أكاديمي -  وتم عقد  أول مؤتمر من ضمن تلك السلسلة عام 2000 م وكان شعاره  هو، (ميزان المناعة والأمن القومي "الإسرائيلي")، وبقي هذا الشعار شعاراً دائماً لكل المؤتمرات التي عقدت لاحقا . وقد أسس هذا المؤتمر بمبادرة من مستشار الأمن القومي "الإسرائيلي" الجنرال " عوزي اراد " بعد فشل مؤتمر" كامب ديفيد "والهدف من انعقاده هو مراجعة مع تقييم السياسة "الإسرائيلية" ورسم المعالم لتلك السياسة في العام المقبل, ويشارك في هذا المؤتمر كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين بدءاً من رئيس الدولة، ورئيس الحكومة ووزير الحرب، ورئيس أركان الجيش "الإسرائيلي" وآخرين، حيث يبدون آراءهم في رسم السياسات "الإسرائيلية" المستقبلية .

مع العلم بأن ما يتوصل اليه ذلك المؤتمر من قرارات وتوصيات تعد خزين ومرجعا لأي حكومة "إسرائيلية" مقبلة .

وأهم ما يميز هذه الأوراق "الإسرائيلية" , أنها نتاج تفكير حر , وإبداع أقلام وعقول غير مقيدة , مبعثه الحرص والخوف , فلا رقابة تقلم , ولا متابعة تشذب , فكل فكرة مهما بلغت في غرابتها وشذوذها تطرح , ولها تجد النصير والمؤيد , والمخالف المعارض , لا نمتدحها بقدر ما ندعو الى الاستفادة من وضوحها وصراحتها , فهي نتاج عقول معادية وخطط مفكرين واستراتيجيين وسياسيين لا يحبون لنا الخير , ولا يلمون بمساعدتنا , فهم يسلطون عليها المزيد من الضوء لنراها بكل قتامتها وسوءها وبكل أشكال الكره والعداء التي تحمل , ويكفينا أن ندرك أفكارهم لنتجنب شرهم[4] .

وأما مكان الانعقاد لهذا المؤتمر فهو في المدينة الساحلية المسماة هرتزيليا ويستضيفه بالتحديد " المركز الإنضباطي في المدينة " ويحمل اسم مركز هرتزيليا , لقد أشرف على تأسيس هذا المؤتمر الجنرال "عوزي أراد " مستشار الأمن القومي "الإسرائيلي" ورئيس مؤتمر هرتزيليا للأمن القومي "الإسرائيلي" اللواء احتياط  " داني روتشلد " [5] .

يُعَدُ هذا المؤتمر السنوي من أخطر المؤتمرات السنوية التي تعنى باهتمام القيادة "الإسرائيلية" لسببين هما : 

1- أهمية المواضيع التي يتم نقاشها في المؤتمر .

2- وطرقة معالجة تلك المواضيع العلمية الغزيرة بصورة عملية .

ويعتبر هذا المؤتمر فرصة ثمينة لمناقشة قادة الكيان اليهودي القضايا التي تهم وتخص مستقبل ذلك الكيان , ومن طبيعة ومناصب الحضور يمكن الحكم على أهمية هذا المؤتمر, فمن أولئك  الحضور رئيس الكيان، ورئيس وزرائه, وقائد هيئة الأركان العامة, والضباط الأوسع مسؤولية عن الحروب سابقاً ولاحقاً!. بل يعطي هذا المؤتمر الأفق البعيد والاستراتيجي لصانعي القرار في الكيان اليهودي ويساعدهم على كيفية التعاطي مع الصراع في المنطقة, والقدرة على اتخاذ القرار المناسب  الكفوء في الوقت المناسب , وان كان المركز المشرف على المؤتمر ذو صبغة أكاديمية الا أن حقيقة توجهاته استخباراتية أمنية . ويمكن تحديد أهداف هذه المؤتمرات وأهميتها والغاية التي أنشأت لها من خلال المقررات ومن خلال أسمائها كذلك  التي خرجت بها .

ففي مؤتمر هرتزيليا الثالث عام 2002 م كان الاسم المرفوع لهذا المؤتمر هو " الحصانة الداخلية القومية للدولة العبرية في مواجهة التحديات، "  أي بعبارة أخرى كيف يتم حماية الكيان اليهودي من خطر الإبادة مثل الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية . ولذلك كان من توصيات المؤتمرين للحكومة "الإسرائيلية" هو القيام بأربع حروب وعلى دولة اليهود القيام بها بنفسها أو من ينوب عنها .

وفي المؤتمر السابع فقد صرح  البروفسور" إسرائيل (روبرت) ج. أومن" من مركز للدراسات التابع للجامعة العبرية أنه: من دون حوافز لا يمكننا الصمود هنا. نحن هنا لأننا صهاينة، ولأننا نريد تحقيق حلم الذي نحلم به منذ ألف عام بأن يكون لنا بلد حر. لذا يعتبر المؤتمر السابع حملة تعبوية لمساعدة "إسرائيل" من أجل مواجهة الأعداء .

أما مؤتمر هرتزيليا الثامن فقد كان التوجهات هي تعميق الاحتلال اليهودي وتثبيت أقدامه أمام حركة المقاومة الفلسطينية,وكذلك أمام موجة العداء العربي والإسلامي الذي يحرض على دولة اليهود ويعتبرها دولة معادية بكل المقاييس , وفي هذه الأجواء المشحونة ركز قادة العدو اليهودي على القضايا الأمنية والإستراتيجية والاقتصادية لحماية ذلك الكيان, والخطط التي تبناها هذا المؤتمر هي لمعالجة تلك الأوضاع الخطيرة, وتحمل شقين الأول: تشتيت جماعات المقاومة الإسلامية والفلسطينية ومحاولة بث الفرقة بينها, والثانية: إنشاء وضع يحفظ أمن الكيان اليهودي .

ولما عقد مؤتمر هرتزيليا العاشر أطلق عليه أسم ""إسرائيل" تحت الحصار".. إذا تلك هي مسكنة اليهود وكما وصفهم الله سبحانه وتعالى  .فأي حصار هم تحته وكما قيل رمتني بدائها وانسلت !!! . 

وطالب اليهود بمزيد من الدعم لهم في فلسطين وذلك لأنهم وكما وصفوا أنفسهم ضحية في  وسط محيط من الأعداء المسلمين والعرب ينوون إزالتهم على حد قول رئيس المؤتمر الجنرال احتياط "داني روتشيلد"- وان هنالك المزيد من المخاطر التي تهدد أمن تلك الدولة ووجودها .

وفي مؤتمر هرتزيليا الحادي عشر كانت التوصيات فيه بضرورة إطلاق مبادرة سياسية  قبل اندلاع مواجه كارثية لا تحمد عقباها .

وبالنسبة لمؤتمر هرتزيليا الذي عقد مؤخرا وفي بداية هذا العام والمسمى " في عين العواصف ("إسرائيل" والشرق الأوسط ) " عرضت عدة مواضيع مهمة على طاولة النقاش ومن ضمن تلك العناوين ا- سيناريوهات قصيرة في الشرق الأوسط ب- نحو سياسة أوروبية جديدة في الشرق الاوسط ج- الشرق الاوسط 2020سيناريوهات للعقد المقبل د- نحو تأهيل دبلوماسية متقدمة ("إسرائيلية") في المجتمع الدولي هـ - هل ستعمل المقاطعة ضد إيران و - هل سيكون للقوى الأسيوية دورا في الشرق الأوسط .

يُستشف من تلك العناوين مدى الأهمية التي توليها تلك المؤسسة اليهودية لأمن الكيان اليهودي في فلسطين أولا ,وأهمية الانفتاح السياسي لدولة اليهود على العالم ثانيا .

كما ان اليهود يخافون هجوما خارجيا عليهم و ثقتهم منخفضة بمؤسسات الدولة .وهم أقل جاهزية ومعنوية . وفي مقياس أعدته " جامعة حيفا " كشفت من خلاله بتدني وتراجع ثقة العرب الدروز "بإسرائيل" ومؤسساتها وأن الفلسطينيين في الداخل غير راضين عن نوابهم, مع أنهم لا يثقون بالكنيست أصلا هذا ما قيل بهذا المؤتمر .

ويتم التحاور في تلك المؤتمرات على الكثير القضايا ولا توجد خطوط حمراء على القضايا المطروحة فممكن مناقشة أي قضية بحرية تامة, حيث يتم تبادل الآراء والمقترحات حولها ومناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة لها  . وقد أصبح مؤتمر هرتسيليا السنوي، أهم وأشهر مؤتمر سياسي يعقد في الكيان اليهودي .

كانت المقررات التي خرجت بها تلك المؤتمرات محل اهتمام ورصد من قبل الرأي العام في دولة اليهود بل تعدى ذلك إلى تبني الحكومة نفسها لعدد من المقررات التي خرج بها المؤتمر .

.وبما إن مؤتمر هرتزيليا هو معد أصلا لمناقشة أمن الكيان اليهودي في فلسطين ,  لذلك لم يشارك أي عربي في المؤتمر الأول عام 2000 وكذلك في عامي 2001 و2002 ولكن العجيب بعد ذلك هو توافد المشاركين العرب الى ذلك المؤتمر اليهودي ,  ففي عام 2003 شارك اثنان من عرب 48 , والمفاجئ في مؤتمر عام 2004 هو مشاركة مسؤول فلسطيني وهو" ياسر عبد ربه " عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكان هدف ذلك المؤتمر هو في زيادة التوسع الاستيطاني لليهود على حساب الفلسطينيين وكان توقيت المؤتمر هو في خلال انتفاضة الأقصى وحصار ياسر عرفات!! ذلك مما يقف أمامه المرء حائرا .

أما في مؤتمر هرتزيليا عام 2007 و 2010 فقد شارك سلام فياض رئيس حكومة رام الله لتبدأ المشاركة الواسعة لوفود عربية بالمؤتمر . ولو أن الناطق باسم الإعلام الحكومي الفلسطيني غسان الخطيب, قال إن مشاركة رئيس الحكومة سلام فياض في مؤتمر هرتزيليا ستكون بهدف إرسال الصوت الفلسطيني إلى الرأي العام "الإسرائيلي" ,  وقال "من المهم لنا أن رسائلنا تكون مسموعة وواضحة وتصل إلى الرأي العام "الإسرائيلي" الذي يتعرض للتضليل من قبل السلطات "الإسرائيلية" الرسمية " مشدداً على أهمية اغتنام أي فرصة لإسماع وإيصال الصوت الفلسطيني المطالب والمؤكد على الحقوق والرؤية الفلسطينية., إلا إن هنالك عدة مطاعن على هذا التبرير إذ كيف يمكن إرسال الصوت الفلسطيني لأناس مجتمعين أصلا ومهتمين في وضع خطط إستراتيجية لإسكات ذلك الصوت وحماية الكيان اليهودي ضد الفلسطينيين, فأي صوت يمكن أن يُسمع!!؟ وهل المجتمعين يجهلون الواقع الفلسطيني أم عندهم أدق التفاصيل عن هذا الواقع وخططهم موضوعة لمحاربة ذلك الواقع .

ومما يؤسف له فإن في مؤتمر هرتزيليا لعام 2012 م كان الحضور واسعا ومن شخصيات عربية مؤثرة منهم الأمير حسن وقيل أنه ألقى كلمة عن بعد في هذا المؤتمر , كما كان من ضمن الحضور " سلمان الشيخ المحلل في معهد "بروكينغز بالدوحة " " .

وإليكم أسماء الحضور في هذا المؤتمر المنعقد في  فبراير / شباط 2012 :

1. الأمير حسن بن طلال ( الاردن )

2. صائب عريقات ( منظمة التحرير الفلسطينية – دائرة المفاوضات )

3. بشائر فاهوم جيوسي – جامعة حيفا

4. رياض الخوري – عمان ، الأردن ( اقتصادي مختص ومشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا )

5. سلمان شيخ ( معهد بروكنز – الدوحة ، قطر )

6. ناهض خازم ( رئيس بلدية شفا عمر )

7. شريف الديواني ( رئيس شركة المرصد ) مصر

ربما تكون الصبغة الظاهرة لهذا المؤتمر هي مناقشة الأمن لدولة اليهود, أما حقيقته فهو موجه للخارج , وذلك لإثبات الوجود وزيادة وتفعيل التطبيع , وقد تكون هنالك مؤتمرات سرية خاصة باليهود أنفسهم لا يسمح لأحد بالإطلاع عليها وما يدور في دهاليزها .

لقد اخبرنا ربنا سبحانه وتعالى عن أهل الباطل أنهم يصلون الليل بالنهار للكيد بالأمة الإسلامية قال تعالى : { ... بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً ... } [سبأ : 33] , وقد وصف الله سبحانه وتعالى اليهود بأنهم يسعون في كل الأرض فسادا وذلك يحتاج الى إمكانيات وخطط مدروسة ومتفق عليها من قبلهم , قال تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [المائدة : 64] .

وهذه المؤتمرات التي يعقدونها ومنها هذا المؤتمر هو من المكر والسعي بالأرض الفساد ولكن كما أخبرنا القوي العزيز بأنهم : { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا } [المائدة : 64] ، {... وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ... } [فاطر : 43] .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

 

بقلم : وليد ملحم

17/2/2012

 

المصدر

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية - صنعاء

 



 

[1] تفسير ابن عاشور

[2] لسان العرب

[3] صحيفة الدستور الاردنية التاريخ : 04-01-2011

[4] كتاب (قراءة في العقل "الإسرائيلي" من أوراق مؤتمر هرتسيليا الثامن) ص3

[5] ولعله منسوب الى العائلة اليهودية المالية الشهيرة روتشلد .