أيام قليلة ويهل رمضان الخير ضيفا خفيفا كريما سخيا ، في طياته كنوز وخيرات ، ولو علم الناس ما فيه من خير لتمنوا أن يكون العام كله رمضان ، يقبل رمضان مطلقا إشارة بدء السباق : سباق الطاعات والخيرات ، سباق الصدقات والزكوات ، سباق التنافس الجميل والكل فائز إلا من أبى ... لا خاسر في رمضان إلا من يأس من روح الله ، وفقد الأمل وقطع الرجاء .
يقبل رمضان منادياً بالتسامح والعفو والتجاوز عمن أساء ، يقبل رمضان فتصفد الشياطين ، وتجاهد النفس هواها بعزيمة لا تلين ، وتعمر القلوب بالإيمان حبا ورغبة في التقرب إلى الله وأملا ً في أن تكون من عتقاء الشهر الفضيل ... تلهج الألسن بذكر الله ويكثر الاستغفار ... ترص الصفوف لأداء الصلوات لاسيما التراويح منها .. يكثر الناس من التوجه إلى كتاب الله وقراءة آياته ..ويكثر رواد الفجر ... تكثر الزيارات وصلة الأرحام .. انه شهر الخير .
ومع اقتراب الشهر الفضيل أدعو كل من أساء في حق أخيه أن يبادر إلى الاعتذار إليه ويطوي صفحة الخلاف ، فالاعتذار من شيم النبلاء .. أدعو كل من أسيء إليه أن يتجاوز عن خطأ الآخرين فالعفو من شيم الكرماء ... يا قاطعا رحمك : أباك .. أمك .. ابنك .. بنتك .. أخاك أو أختك ، هذا شهر التسامح .. خيركم الذي يبدأ بالسلام .. انهض واطرق الباب واجعل دموع اللقاء تغسل الجفاء وتزيل صدأ القلوب وعفا الله عما سلف .
اقترب رمضان .. ودعوة صادقة من القلب أوجهها إلى أصحاب الضمائر الحية .. إن لنا أخوة تعرفوهم وتعرفون معاناتهم .. لا يسألون الناس إلحافا بانوا في ضيق وشدة – نسأل الله أن يفرج كربهم -.وحتى أكون أكثر وضوحا هم اخواننا سكان الفندقين في كل من بافوس ولارنكا .. قطعت عنهم السبل وقطعت المعونة وها قد هل شهر الخيرات .. ما يضيرنا لو قمنا بجمع تبرعات نتقرب بها إلى الله وتوزع على العائلات كل حسب عدد الأفراد ، ندخل بها البهجة ونساهم في التخفيف من معاناتهم .
لنكن متكاتفين . .متوكلين ... لا اتكاليين .
أعاننا الله وإياكم على صيامه وقيامه ونسأله أن يتقبل أعمالنا أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كايد الكايد
26/7/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"