استنكرت منظمة حقوقية دولية بشدة ما تعرض له لاجئون فلسطينيون في إيطاليا من تنكيل وانتهاكات خطيرة لحقوقهم من قبل السلطات هناك ، وتعهدت بإثارة قضيتهم وتقديم الأدلة بهذا الخصوص للهيئات المعنية بالاتحاد الأوروبي .
وذكرت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه ، أنها أوعزت لمحاميها "لوضع تصور قانوني لملاحقة الجناة الذين انتهكوا حقوق اللاجئين ، كما أنها تطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالاضطلاع بدورها تجاه ما يحدث .
وروت الشبكة - وهي منظمة دولية مسجلة في سويسرا والنرويج ولها مكاتب في أكثر من أربعين دولة في العالم - تفاصيل ما تعرض له عدد من اللاجئين الفلسطينيين بمجرد وصولهم إلى إيطاليا قادمين من مخيم "التنف" على الحدود العراقية السورية .
وكان مخيم "التنف" قد أُغلق في 2009 بعد مشروع قرار تقدمت به السويد إلى الاتحاد الأوروبي يقضي بتوزيع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين فيه على دول الاتحاد ، فكان نصيب إيطاليا 170 لاجئا منهم .
وما إن وصل هؤلاء إلى إيطاليا حتى بدأت رحلة العذاب ، حيث نُقلوا فور وصولهم إلى بيوت مصادرة من رجال المافيا في بلدية "كاليبرا" التي ترزح أصلا تحت سيطرة عصابات المافيا .
وأورد البيان أمثلة على صنوف المعاناة التي تعرض لها هؤلاء اللاجئون من بينها "اعتداءات وحشية" من قبل رجال المافيا وأمام أعين رجال الشرطة المتواطئين معهم في أحيان كثيرة .
كما رفضت بلدية المدينة صرف أي مستحقات مالية لهم رغم تقاضيها دفعة أولى من الاتحاد الأوروبي مخصصة لذلك وقدرها خمسة ملايين يورو .
اغتصاب جماعي
وخلال الأشهر الأولى تعرضت عشرات الفتيات إلى الخطف وتم تسجيل حالة موثقة لدى الشرطة بالخطف والاغتصاب الجماعي ، ونال الأطفال نصيبا من التحرش الجنسي الفعلي تمثلت في ست حالات موثقة دون معاقبة أي من الجناة .
وجاء بالبيان أن الشرطة المحلية الإيطالية رفضت السماح لطبيب شرعي بالكشف عن جثة اللاجئ حسن محمد إبراهيم شباك (45 سنة) ، الذي وُجد معلَّقا ومشنوقا على شجرة وقد فقئت عيناه .
وقد أثيرت هذه الحادثة في الصحف ، والتقى وزير الداخلية الإيطالي بعدها باللاجئين الفلسطينيين وتوعدهم إذا ما واصلوا إثارة القضية .
ومن جانبها ، فرضت الشرطة وعصابات المافيا على كل سكان البلدة ومؤسساتها ومتاجرها عدم التعامل مع هؤلاء الفلسطينيين ، وأرغمت المستشفيات على عدم استقبالهم أو علاجهم ، وانتُزع الحجاب من على رؤوس نسائهم .
وأضافت الشبكة الدولية في بيانها أنه بعد تلقيهم تهديدات جدية بارتكاب مجزرة بحق كل المجموعة ، آثر اللاجئون الهروب الجماعي من إيطاليا فوصل 157 منهم إلى السويد في مايو/أيار الماضي واستقبلتهم السلطات هناك واستضافتهم في فندق بجنوبي البلاد .
وقررت السويد التشاور مع الحكومة الإيطالية لإعادتهم وفقا لاتفاقية دبلن .
المصدر : الجزيرة نت
8/10/2011