(( مـن هـــو الأب ))
اقتباس وبتصرف
جمـــــال أبــو ألنســب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,, أحببت بعد طول غياب عنكم أحبتي ,, وبسب يعرفه الجميع ,, فقلبي المتعب على ما يبدو ,, لم يعد يحتمل المكوث بين الضلوع ,, لذا قد راق له التوقف والمشاكسة بين الحين والحين ,, لينبض ثانية عند ذكراكم ,, فيفيض حباً وشوقاً ثانية للقياكم .
لذا اسمحوا لي أن أخط بقلبي وقلمي هذا الموضوع المقتبس,, وبتصرف بسيط لأجعل منه تذكرة ونصيحة وتسائل ,, أقرب من أن يكون مقالة يا أحبتي .
سوأل قد يكون غريب بعض الشيء (( من هو الأب ,, وماذا يعني لبعض الأبناء ,, )) .
الأب .. تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك .. لتنهض وأنت مزهواً لطول قامتك ...
الأب .. تلبس قبعته وتحس بالقوة ,, تلبس نظارته وتشعر "بالعظمة" ,, تلبس شماغه وتشعر بالوقار .. لتتبختر بمشيتك وكأنك أول رجل في هذا الزمان ..
الأب .. تطلب مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وانك تقودها .. لتحس بأنك تقود مركبة فضائية ,, وليس سيارة تسير بك فوق الأرض ..
الأب .. يحضر في بالك شيء تافه,, فتتصل عليه وقت دوامه ,, فيرد مسرعاً ,, ويتقبلك بكل صدر رحب ,, ولا تعلم ربما مديره وبخه ,, أو زميله ضايقه ,, أو مصاريفكم اثقلته ,, لتقول له بصيغة أقرب للأمر من الطلب ؟؟ أبي اجلب لي معاك حين تعود من الدوام ,, كذا وكذا وكذا والقائمة تطول ..
فيرد عليك بحنان ,, ليشعرك بدفء ابتسامته من خلال صوته ,, تأمر بني ,, من عيوني ,, ويطلب منك بحزم كن رجلاً حبيبي ,, ويتمنى منك أن تحنو على امك ,, وتترفق بأخوتك ممن هم يصغرونك بالسن ..
الأب .. يأتي للبيت بعدما أرهقه الدوام ,, ونالت منه حرارة الشمس ,, وأعيته اختناقات المرور وزحمة المارة ,, وقد نسي طلباتك ,, فقبل سؤالك له ,, حين تراه لا يحمل بيديه شيئاً ؟؟ تراه يخرج مسرعاً ,, ليجلب لك جميع طلباتك ,, وقد زاد عليها ,, وكأنه يعتذر منك ,, وهو يشعر بفرح وسعادة متناهية ...
واليوم البعض منكم (( وأضع خط أحمر تحت كلمة البعض )) ... لا يلبس حذائه أبيه بسبب ذوقه القديم ؟؟ يحتقر ملابسه وأغراضه وسيارته التي كان يتباهى بها أمام اصحابه .. لا يروق له الآن كلامه ,, ولا تلائمه حركاته لأنها تشعره بالاشمئزاز ,, ويصيبه الاحراج منه لو قابل احد اصحابه ,, وحين تتأخر يقلق عليك فيتصل بك ,, فبدلاً من أن يفرحك سؤاله عنك ,, تشعر بأنه يضايقك ,, وقد لا ترد عليه إذا كرر الاتصال بك ,, لتتركه يغوص في بحر الظنون والقلق القاتل ..
ترجع للبيت متأخر فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية ,, ويستمر في مشوار تربيتك لأنه راعٍ .. وكل راعٍ مسؤول عن رعيته ,, فترفع صوتك عليه ,, وتضايقه بكلامك وردودك ,, فيسكت ليس خوفا منك .. بل لأنه صدم منك ..
بني .. أليس هو من بالأمس ,, كان يرفعك على كتفه ,, واليوم أنت أطول منه لعلو كعب حذاءك فقط ؟؟ أليس أنت من كان بالأمس يُتأتئ بالكلام ,, ويخطئ في الأحرف ,, واليوم أنت لا يسكتك أحد ؟؟ بربك هل نسيت أم أنك تناسيت ..
بني .. مهما تضايقت فهو والدك ,, هو من حملك وتحملك في سفهك وجهلك وسقمك ,, فلما أنت لا تطيقه أو تتحمله اليوم في مرضه وشيخوخته .. إذن اعلم من الآن بأنك غداً ,, وغداً ليس ببعيد ,, ستكون أب ؟؟ وستشرب من نفس الكأس ألذي أسقاقك منه أبيك ,, لكنك من المؤكد ستشرب من أيدي أبناءك,, من ذات الكأس ألذي أسقيت به أبيك ؟؟ .. فكن لتكن وكفى ...
بني .. سألوني ذات يوم ,, أي رجل في هذه الدنيا أحب الى قلبك ونفسك وروحك وعقلك ؟؟ قلت لهم بدون أدنى تردد ,, أو أقل تفكير : هو من انتظرني 9 أشهر ,, واستقبلني بفرحته ,, ورباني على حساب صحته ,, هو الذي سيبقى اعظم حب في قلبي للأبد,, فعذراً للجميع فلا أحد يشبه أبي لحد الأن .
اقتباس وبتصرف
جمـــــال أبــو النســب
28/2/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"