تعرّف إلى "العصابات العائلية" التي تُشكل خطراً على اللاجئين والحكومة في ألمانيا

بواسطة قراءة 636
تعرّف إلى "العصابات العائلية" التي تُشكل خطراً على اللاجئين والحكومة في ألمانيا
تعرّف إلى "العصابات العائلية" التي تُشكل خطراً على اللاجئين والحكومة في ألمانيا

وسلط تقرير لموقع (مهاجر نيوز) الضوء (الأربعاء) على هذه العصابات بعد أن باتت السلطات الألمانية تواجه صعوبة في كبح جماحها والسيطرة عليها.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الألمانية تواجه انتقادات في تعاملها مع "العصابات العائلية العربية" التي وصل معظم أفرادها من لبنان في أوج الحرب الأهلية قبل ثلاثة عقود حيث تنخرط في تجارة المخدرات والدعارة والسرقات. لافتاً إلى أنها تسعى اليوم إلى استغلال ظروف اللاجئين لتنفيذ مختلف الأعمال الإجرامية.

وتسعى "العصابات العائلية" في ألمانيا لدفع اللاجئين العرب للاشتراك معها في أعمال إجرامية، الأمر الذي جعل السلطات عرضة للكثير من الانتقادات والاتهامات بأنها لم تحسن تقدير خطر هذه المجموعات ذات الأساليب المبتكرة.

ويؤكد التقرير أن هذه العصابات تعمل على استخدام أشخاص آخرين لتنفيذ أعمالها القذرة، مثل بيع المخدرات أو عمليات السطو الصغيرة، بحسب ما أفاد المسؤول في الشرطة الألمانية (بنيامين يندرو).

ويعود سبب رغبة هذه العصابات بزج اللاجئين في هذه الأعمال لأن الكثير منهم وصلوا وحيدين إلى ألمانيا وليست لديهم ملفات قضائية، ما يقلل من احتمال سجنهم في حال التوقيف وفقا لمسؤول الشرطة.

وتتميز "العصابات العائلية العربية"، كما تسميها الصحافة الألمانية، بعملياتها الجريئة مثل السطو والقتل بناء على الطلب واستعراض القوة.

ومنذ العام 2015، وصل إلى ألمانيا أكثر من مليون لاجئ بينهم سوريون يبحثون عن عمل لتأمين حياتهم ولا يتكلمون لغة البلد، الأمر الذي استغلته تلك العصابات.

 

بطء تحرك السلطات

وتعود أصول عائلات المافيا هذه إلى لبنان، وفق تقرير (مهاجر نيوز) الذي قال "وصلت إلى ألمانيا إبان الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، ولم تكن ألمانيا تعتمد آنذاك أي سياسة لدمج المهاجرين، فكانوا مثلا محرومين من إجازات العمل".

من جانبه يقول الخبير في شؤون المجتمعات العربية (ماتياس روه) "لم يكن لهؤلاء المهاجرين الحق في التعليم أو العمل، لذا أصبحت بيئتهم ملائمة للانحراف".

وتتشكل هذه العصابات من 12 عائلة، وفقا للشرطة الألمانية، وهم يسيطرون على تجارة المخدرات وشبكات الدعارة في برلين، وينشطون بشكل أساسي في أحياء غرب العاصمة الألمانية، ويتجنبون الصدام مع العصابات الروسية والشيشانية والفيتنامية المنافسة.

وينخرط في هذه الأعمال الإجرامية أفراد من نفس العائلة، ما يجعل اختراق هذه الأسر من قبل السلطات أكثر تعقيداً نظراً للخصوصية والولاءات التي تتمتع بها المافيا العائلية.

وفي آذار/مارس من العام 2017، جذبت "العصابات العائلية العربية" الأضواء بعد سرقة 100 كيلوغرام من الذهب من متحف برلين بقيمة 3 ملايين و500 ألف دولار، لم يعثر عليها بعد حتى الآن.

وإذا كانت هذه العصابات قادرة على التحرك بجرأة عالية، فإن السبب في ذلك يعود إلى بطء السلطات في التحرك، ولاسيما تخوفها من أن تتهم بالعنصرية، وفقا للخبراء، وفق (مهاجر نيوز).

 

أصول التسمية

في تقرير سابق لموقع () عام 2016 قال الدكتور (غضبان)، الذي أجرى أيضاً دراسة معمقة حول اللاجئين اللبنانيين وتاريخهم في ألمانيا، فإن هناك مجموعة عرقية معينة يرتبط اسمها بهذه النشاطات الإجرامية، ألا وهي مجموعة "المحلّمية"،  نسبة إلى القبائل القديمة التي سكنت منطقة جنوب تركيا وشمال سوريا.

وأضاف أن هذه المجموعة العرقية "تعاني من أزمة هوية عميقة – فهم غير مقبولين من العرب كعرب ولا يقبلهم الأكراد كأكراد. ولذلك، فهم تارة ما يوصفون بالأكراد، وتارة أخرى بالعرب أو اللبنانيين".

أما بخصوص رد فعل الجالية العربية حيال هذه العصابات، فيوضح (غضبان)، الذي كان باحثاً اجتماعياً في برلين سابقاً، أن الجالية العربية متباينة الآراء، إذ لا يعتبر المنحدرون من أصول مغاربية أن مشكلة العصابات العربية تهمهم، وكذلك من ينحدرون من أصول مصرية أو يمنية أو غيرها.

 ويتابع "يُنظر لهذه العائلات على أنها مشكلة لبنانية داخلية ما بين اللاجئين الأكراد واللبنانيين والفلسطينيين ... الإعلام الألماني يخطئ عندما يسميها عائلات عربية، وأنا أميل إلى تسميتها بالمحلية".

 

المصدر : أورينت – متابعات

12/4/1440

19/12/2018