تشير بعض التقديرات ان عدد فلسطينيو سوريا الذين وصلوا البرازيل حتى نهاية العام الماضي الى 300 فلسطينيا، وهناك تقديرات تقول ان ما وصل منذ بداية هذا العام قد يكون تقريبا نفس العدد، حيث لا يخلوا اسبوعا واحدا من وصول عائلة او عائلتين كحد ادنى، وبعض المصادر تؤكد ان الايام القادمة سيصل 40 عائلة فلسطينية، والعدد بارتفاع مستمر، وضرورة اعطاء اهمية لهذا التواجد من جانبين، الاول الجانب الانساني، والاخر الجانب الوطني باعتبارهم لاجئين وحق العودة مستهدف من قبل معسكر الاعداء.
من الواجب ان تتحمل المؤسسات الفلسطينية والسفارة
الفلسطينية المسؤولية اتجاه فلسطينيو سوريا منذ اليوم الاول لوصول اول فلسطيني الى
البرازيل، باعتبارها مؤسسات تمثيلية، وباعتبار النزوح لم يكن اختياريا وانما اجباريا
جاء نتيجة ظروفا ما، حيث الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية وبعض الجمعيات الفلسطينية،
من خلال رؤسائهم كان موقفهما سلبيا، ورفضوا
رفضا قاطعا التعاطي مع هذا الوجود او تقديم اي نوع من انواع المساعدة او النصيحة، رغم
تفاقم المعاناة لدى العديد من العائلات والافراد، فإتحاد المؤسسات المشلول، والجمعيات
المختطفة التي لا تحتكم الى العملية الديمقراطية التي تتحكم بها نخبة تعتبر الجمعية
وهيئاتها واموالها واملاكها حكرا لها، وتعمل على تاجير مقرها وتضع ضوابط بين الجمعية
وابناء الجالية، فمن المفترض ان تكون الجمعيات تحت تصرف العمل الوطني والانساني بحالات
كهذه، ,ان المواقف التي لا تصب بهذا الاتجاه تلاقي الادانة والاستهجان وتسيء الى الجمعيات
وتترك سلبيات على العلاقات الفلسطينية الفلسطينية التي قد يتم تفسيرها بطريقة مغايرة.؟
وهنا نوجه الاسئلة الى مسؤوليي المؤسسات والنشطاء
بالبرازيل:
كم
طفلا فلسطينيا لم يتجاوز عمره ال 5 سنوات بحاجة الى علبة بسكويت او حبة شوكولاته او
كاسة حليب؟
كم عائلة وصلت الى البرازيل كانت ملابسها مهترئة
واحذيتهم ممزقة؟
كم عائلة لا يوجد على مائدتهم رغيف خبز، وهناك جمعيات
ميزانيتها تفوق ال المئة الف ريال؟
لماذا هناك من يحاول ان يعمم السلبيات ولا يتعامل
مع الايجابيات؟
دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية
تتحمل مسؤولية المتابعة للنزوح من سوريا ومخيماتها الى دول الشتات، وتقع عليها مهمات
التواصل مع السفارات الفلسطينية، ومعرفة الحلول
التي تقدم لهم والعقبات التي تواجههم من اجل التوصل الى حلول تحفط لهم كرامتهم وانسانيتهم،
ايضا مطالبة الانروا والمفوضية السامية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بتحمل
مسؤولياتهم، كذلك الضرورة التنبيه بأن لا يتم نزع صفة اللجوء عن هذا التجمع الذي يمد
فلسطينيو البرازيل بالانتماء للوطن والشعب واعتبارهم مغتربين.
ضرورة التصدي لمن يحاول ان يحرف بوصلة النضال او
يهمشها، المطلوب اليوم موقف وطني ينخرط به كل الشرفاء، حيث المؤامرة لا تستهدف هذا
النظام او ذاك، وانما مؤامرة بكل التفاصيل تستهدف الانسان الفلسطيني وكرامته وعزته
وانتماءه، فاستهداف فلسطينيو العراق وابعادهم الى دول اوروبا والامريكتين واستراليا،
واليوم مخيمات سوريا ولاجئيها هي تهدف الى تصفية الحق الفلسطيني المتمثل بحق العودة
الى الارض الفلسطينية والى الديار التي تم تشريد شعبنا منها.
موقف قيادة المؤسسات الفلسطينية لا يمثل موقف الجالية
الفلسطينية، موقف خجول ومدان ولا يعبر عن الموقف
الوطني والانتماء والارتباط بالوطن والقضية، موقف الجالية الفلسطينية يختلف كليا عن
مواقفهم، لقد احتضنت عائلات فلسطينية مقيمة بالبرازيل عائلات نازحة، وتم تقديم العديد
من السلات الغذائية وما زال العديد من افراد جاليتنا يتواصلون ويكرمون بجودهم وعطائهم،
كما وفر العديد من التجار الفلسطينين فرص عمل للعديد من الشباب والشبات، هذا ما يجب
تعميمه وتوسيعه وتعزيز الروابط بين ابناء الشعب الواحد.
ما زالت المحاولات مستمرة من قبل البعض سواء مسؤولين
او نشطاء او اطراف برازيليا تبذل الجهود من اجل تقديم كل المساعدة ومد يد العون لكل
الاخوة الذين قدموا من سوريا، سواء باتجاه الجالية الفلسطينية والعربية او الحزبية
والحكومة البرازيلية، أن هذه المحاولات تتكلل بالنجاح اذا توفرت الارداة والنوايا الحسنة
عند القائمين والجهد المثابر والمتواصل.
المطلوب ايضا لجنة وطنية بأسرع ما يمكن، مهمتها
متابعة كافة القضايا الخاصة والعامة للاجئين الفلسطينين، السفارة الفلسطينية مطالبة
بتحمل مسؤولياتها لمواجهة التحديات والمهمات من خلال فرز افرادا لمتابعة الواقع الجديد
تجنبا للاسوء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البرازيل، وضرورة الاستفادة
من الايجابيات وتطويرها بما يخفف العبأ عن اهلنا وابناء شعبنا، وتعميمها لتشمل اوسع
قطاع من ابناء جاليتنا الفلسطينية بالبرازيل.
جاد الله صفا – البرازيل