مدينة "افلاطون" الاسطورية كانت تسمى "فاضلة" كاملة يتعايش بها الناس في حب ووئام وسعادة، هي عبارة عن مجتمع مثالي لا وجود له, مجتمع يزخر بأسباب الراحة و السعادة لكل بني البشر .
عند تجوالي رأيت حالات نزوح من البشر عن هذه المدينة، وكلما ودعت شخص تجهز اخر للرحيل .. لو كنت "فاضلة" ما تركوك .. في المدينة "“الفاضلة”" رأيت أم مسكينة مكلومة على فقدان الزوج والولد وقد عجز لسانها عن الكلام، حتى الكلام صار عليه جمرك في المدينة "“الفاضلة”".. المهم رأيت هذه المرأة تحزم امتعتها لترحل .. والله معها حق لان "افلاطون" بني جلدتها لا يريدها مدينة "فاضلة" .. "افلاطوننا" غير "افلاطونهم" .. لم استطع سوى ان اتمنى لها التوفيق لعلها تجد المدينة “الفاضلة” في مكان اخر بعيدا عن "افلاطوناتنا" الذين لا يجيدون الا ما تعرفون .. تابعت المسير في المدينة “الفاضلة” فوجدت رجلا اضناه التعب وهو يبحث عمن يلم شمله بزوجته وابنه الذي انتظره طويلا حتى اذا رزقه الله به لم يستطع ان يراه فقلت أسأل الله ان يلم شملكم وتواريت خجلا ... ثم اكملت سيري علني اجد ما يسر الخاطر واذا بحدث جلل اهتزت له الدنيا اجمعها الا مدينة افلاطون ألا وهو حدث الإساءة الى رسول البشرية صلى الله عليه وسلم من مجموعة حاقدة استأسدت في زمن الاستنواق العربي وخنوع المسلمين ، فلم يصدر اي بيان شجب او ادانه من "افلاطونات" الامس الذين نستذكر كلنا الاحداث الاخرى التي قاموا بها لامور دنياهم ..
في مدينة "افلاطون" الشباب يركب البحر بحثا عن مدينة اخرى عله يجد في جنباتها الفضائل الحقيقية بعيدا عن الزيف والخداع .. شباب قد يصل وقد لا يصل "نسأل الله السلامة للجميع" ... في مدينة "افلاطون" التي يفترض انها "فاضلة" شباب وفتيات لا يقدرون على الدراسة الجامعية لان المدينة “الفاضلة” لم تمنحهم الحماية الثانوية ولا اللجوء ولم تعطهم هذه المدينة معونة شهرية ينفقون منها على انفسهم فكيف سيدرسون والغلاء استفحل واسعار كل شيء ارتفعت الا الانسانية فقد هوت اسهمها في بورصة حقوق الانسان ... في المدينة “الفاضلة” عائلات في حكم اللا مأوى عندما تتكدس العائلة في غرفة وتتشارك مع العوائل الاخرى المطبخ والحمام فليست هذه مدينة "افلاطون" ..
أحد الافلاطونات لا هم له كان الا ان يعرف من كتب المقال الفلاني، ظنا منه انه أنا ولو انه سألني لأجبته وأرحت باله وأذهبت الوساوس عنه ولكنه ما كان ليجرؤ، وبالطبع كان يعتقد ان "سيده" سيمنحه جائزة الدولة التقديرية على الوشاية، لكن هذا "المتفلطن" الذي كان اذا التقاني أخذني بالاحضان وبها أخذته لا يدرك انه حتى في زمن المدينة الفاسقة لا “الفاضلة” سيبقى نكرة في نظر "اسياده"، لان "السادة" ترفض العبيد الخانعين، وتحترم الأبي الشريف: لذا ادى الانجليز التحية للقائد الالماني رومل الذي حاربهم في الحرب العالمية الثانية، واثنى الامريكان على شجاعة وبسالة صدام حسين الذي قارعهم ثلاثة عشر سنة، وليعلم "الافلاطونيون" انني حين اكتب فانني اكتب بإسمي لا أخشى احد ولا أتملق احد واذا كان لديهم شك فأروقة مكاتب نيقوسيا التي اعتادوا ملازمتها مليئة بالحوائط فليختاروا احدها وليضربوا بها رؤوسهم ... او رأسه !! .
سأواصل البحث عن مدينة "افلاطون" ! .
بقلم : خالد مرتجى
15/9/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة
لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"