فبعد أن تشتت معظم العوائل الفلسطينية واضطرت لمغادرة العراق جراء ما تتعرض له من عمليات قتل واختطاف واعتقال ، فمنهم من له أكثر من ثلاث سنوات في مخيم بمنطقة رويشد الأردنية وآخرين بعد أن مكثوا قرابة الشهرين في الحدود العراقية الأردنية دخلوا إلى الأراضي السورية ، وتبعهم بعدها أعداد تصل إلى ثلاثمائة فلسطيني لهم قرابة الأربعة أشهر بينهم أطفال وكبار السن ونساء مرضعات وحوامل وذوي أمراض مزمنة وأصحاب احتياجات خاصة مكثوا بين الحدين السوري العراقي على أمل إلحاقهم بأقرانهم الداخلين إلى سوريا .
والمتأمل في طبيعة ما يعاني هؤلاء من حر الشمس ونقص في الماء والغذاء وقساوة الصحراء يرى حقيقة تلك المعاناة ، لكن فعلوا ذلك حفاظا على أرواحهم وأعراضهم من المخاطر التي تنتظرهم في بغداد .
لكن حكمة الله عز وجل تجلت في إنزال قدره على ذلك الطفل الذي فر مع عائلته من ظلم الميليشيات والمنتسبين للأجهزة الأمنية العراقية .
فبينما كان الفلسطيني أحمد أكرم موسى يجلب لأهله وعائلته الماء من إحدى الشاحنات العراقية من الذين لم تتلطخ أيديهم بالعمالة وبيع الضمير والذمم ، إلا أن السائق عن غير قصد حرك المركبة ليدهس ذلك الطفل ويرديه صريعا في مكانه .
حصل الحادث في تمام الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم الأثنين الموافق 28/8/2006 قرب الحد العراقي بين الحدود العراقية السورية .
الفقيد أحمد يبلغ من العمر أثني عشر سنة وهو وحيد أبويه من الذكور وله أربعة بنات ، ويذكر أن أحد أشقاءه قبل ولادته قد توفي وهو بنفس ذلك العمر وبحادث مقارب ، فلله الأمر من قبل ومن بعد .ومع الإيمان بقضاء الله وقدره فإن الذين يستهدفون الفلسطينيين في العراق من الميليشيات الصفوية والقوى الحكومية يتحملون ذنب كل فرد تعرض للتشريد والقتل والاضطهاد .