وتقف خلفه أيادي حاقدة على الإسلام والعروبة بل على القضية الفلسطينية تحديدا ، لأن ما يجري من حمام للدم وإزهاق لأرواح الفلسطينيين والعالم بأسره يشاهد ذلك ويسكت إلا قلة قليلة من الشرفاء الذين آزروا الفلسطينيين في محنتهم وبحسب مقدرتهم وإمكانياتهم ولن يغفر التاريخ للمتواطئين والساكتين على هذه المجازر ، وقد أقيمت الحجج والبراهين على كل من تصله هذه الانتهاكات ولا عذر لأحد أيا كان دوره ومكانته وتواجده !!!.عائلة فلسطينية تضاف لسجل الانتهاكات وتتعرض لنكبة جديدة وبفصول مكررة ومعادة تطال كل يوم فلسطيني مغلوب على أمره ومستضعف .عائلة الفقيد جمال سعيد محمد رحمه الله على الرغم من معاناة الأمراض المزمنة والعلاج الصعب لطفلين فيها ، إلا أنهم تلقوا صدمة من نوع آخر عندما تم اعتقال الأب الحنون المعيل لعائلته القائم على علاج أطفاله المرضى ، بعد أن أخذوه عنوة من شقته التي يسكن فيها في المجمع الفلسطيني في البلديات فجر يوم الأربعاء الموافق 25/1/2006 من قبل اللواء الثاني لحفظ النظام ( لواء الرافدين ) ؟!! وبعد عدة أيام تم الإفراج عنه لعدم ثبوت أية إدانة له ولزملائه الذين اعتقلوا معه ، ومن المعلوم أن هذه القوات الحكومية لا يمكن الاطمئنان إليهم في هذا الباب فهنالك حوادث كثيرة من تعرض عدد من المفرج عنهم لعمليات اغتيال بعد إطلاق سراحهم ؟!!!الفقيد جمال سعيد كانت هذه القضية تدور في خلجاته وتفكيره وحاول أن يجد حلا لكي يضمن سلامته التي أصبحت مهددة ومعرضة للمخاطر أكثر من ذي قبل وخصوصا بعد إطلاق سراحه ، ومن ذلك اتخاذه قرار عدم الذهاب لمكان عمله وهو عبارة عن محل في الشارع العام لمنطقة البلديات لتصليح وصيانة أجهزة التبريد والتكييف ، لكن إذا أراد الله أمرا هيأ له أسبابه ، ففي عصر يوم الخميس الموافق 16/2/2006 ألح عليه أحدهم أن يصلح له ثلاجته العاطلة وحاول الفقيد رحمه الله الاعتذار لأنه لم يصل إلى المحل منذ اعتقاله والإفراج عنه ومن باب الاحتياط ، إلا أن هذا الشخص أصر والفقيد من طيبته ومواقفه في مساعدة الناس وتفريج كرباتهم وتيسير أمورهم ذهب إلى محله لكي يأخذ بعض الحاجيات المتعلقة في عمله ، ويبدو أن الإجرام والغدر كان ينتظره فاقترب أحدهم إليه ليطلق عليه عدة إطلاقات فأصابته في كتفه لتخرج من الجهة الأخرى ونقل على إثرها إلى المستشفى وكان بحالة حرجة جدا ، وبقي في العناية المركزة إلى أن توفاه الله وخرجت روحه في الثلث الأخير من الليل ( الساعة الثالثة قبل الفجر ) من ليلة الجمعة 24/2/2006 ، لتبدأ معاناة عائلة فقدت معيلها بين ليلة وضحاها في ظل أمواج الظلام المتلاطم ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .الفقيد رحمه الله مواليد بغداد 1963وكان ملتزما بأداء الصلوات في المسجد ومواظبا عليها مهما كانت الظروف ، وصاحب خلق رفيع وأدب إسلامي عظيم ، محبوبا لدى جميع الناس ، معينا لهم .
فرحمه الله رحمة واسعة وتقبله في عداد الشهداء .
الفقيد جمال سعيد محمد رحمه الله |