ومن الواضح أن هجرة الشباب حسب نتائج الاستطلاع الحالي
في زيادة مستمرة، وهذا ما جعل مركز الدراسات وقياس الرأي العام فى جامعة الأقصى
يقوم إجراء هذا الاستطلاع لتوضيح حجم الكارثة والمخاطر التي حلت بالشعب الفلسطيني،
بسبب رغبة الشباب نحو الهجرة إلى خارج الوطن، موضحا أن استمرار الانقسام الفلسطيني
وغياب الوحدة الوطنية وتضاؤل فرص انجاز المصالحة الفلسطينية والتي أدت إلى غياب
مشاريع التنمية المستدامة التي تلبي حاجات الشباب الفلسطيني مما أثر بالسلب على
واقع الشباب الفلسطيني، وشعورهم باليأس وإجبار الكثير منهم البحث عن الهجرة إلى
خارج الوطن.
كما دعا معالى الدكتور كمال الشرافي قيادات الشعب
الفلسطيني بجميع فصائله كافة إلى تبني استراتيجية وطنية يكون أساسها إنهاء
الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية وتأمين مطالب الشباب لدعم صمودهم أمام
التحديات الخطيرة، التي تواجه القضية الفلسطينية والحد من هجرة الشباب التي تعتبر
من أخطر الظواهر التي تهدد مكونات المجتمع الفلسطيني.
ومن جانب آخر أوضح الدكتور محمد محمود أبو عودة عميد
خدمة المجتمع والتعليم المستمر، أن هذا هو الاستطلاع الثاني حول هجرة الشباب الذي
نفذه مركز الدراسات وقياس الرأي في جامعة الأقصى، والذي أوضح زيادة رغبات الشباب
نحو الهجرة إلى خارج الوطن، حيث إن الاستطلاع الماضي الذي نفذته جامعة الأقصى بتاريخ
5– 7 /2018م، بين أن 51.8% من أفراد العينة أفادوا بأنهم سيوافقون على الهجرة في
حال تم عرض الهجرة عليهم للخارج، ومقارنةً بنتائج الاستطلاع الحالي تبين أن نسبة
61.0% من العينة أنهم سيوافقون على الهجرة في حال تم عرض الهجرة عليهم، وهذا ما
يؤكد الزيادة المستمرة في اتجاه الشباب نحو الهجرة.
وقد أكد أبو عودة أن لجوء الشباب للهجرة لخارج الوطن
ليس ضعفاً للانتماء الوطني والعقائدي للشباب، ولكن ما يرغب الشباب بالهجرة من
أوطانهم إلى الخارج بلا شك هي أسباب وتحديات قاهرة من أهمها استمرار الانقسام
الفلسطيني، والذي أدي إلى الكثير من المشكلات من أهمها انتشار البطالة، والفقر في
قطاع غزة، وهذا هو الذي أدى إلى تفكير الشباب بالهجرة والاغتراب، والبحث عن فرص
أفضل للحياة خارج فلسطين.
كما دعا أبو عودة إلى ضرورة إنهاء الانقسام بأقرب وقت
ممكن وتحقيق الوحدة الوطنية، التى من خلالها يتم وضع خطة وطنية شاملة للشباب،
تعتمد على مبدأ دعم المشاريع الشبابية التي تعمل على إيجاد فرص عمل وتنشيط
الاقتصاد الفلسطيني للحد من البطالة، التي تعتبر من عوامل زيادة رغبات الشباب نحو
الهجرة، بالإضافة إلى ضرورة إشراك الشباب فى العملية السياسية وصنع القرار وإتاحة
لهم حرية الرأي والتعبير خاصة في القضايا التي تخصهم.
ومن جانب آخر أكد أ. إبراهيم خليل صالحة رئيس مركز
الدراسات وقياس الرأي العام بجامعة الأقصى أن هذا الاستطلاع تم تنفيذه بتمويل ذاتي
من الجامعة بشكل كامل، وأن حجم العينة بلغ (984) شخصاً من جميع محافظات قطاع غزة،
مبيناً أن حجم عينة الذكور قد بلغت (55.1%)من أفراد العينة، وأن عينة الإناث
بلغت(44.9%) من حجم أفراد العينة.
أما عن نتائج الاستطلاع فقد أكد أ. إبراهيم صالحة أن
الاستطلاع توصل إلى أن نسبة 96.0% من أفراد العينة، أفادوا أن هجرة الشباب أصبحت
ظاهرة ملموسة في قطاع غزة، فى المقابل 4.0% من أفراد العينة أفادوا عكس ذلك.
وبسؤال عينة الاستطلاع أنه فى حال تم عرض الهجرة إلى
خارج الوطن عليهم، فقد أكد 61.0% من أفراد العينة أنهم سيوافقون، و في المقابل
39.0% من أفراد العينة أفادوا بأنهم غير موافقين على الهجرة إلى خارج الوطن.
وأما سؤال عينة الاستطلاع عن العوامل التي تؤدي إلى رغبة
الشباب في الهجرة، فقد أكد 23.7% من أفراد العينة هي عوامل اقتصادية، كما بين
الاستطلاع أن نسبة 5.1% من العينة أكدوا أن العوامل السياسية هي التي تؤدي إلى
رغبة الشباب فى الهجرة.
كما أفاد 0.2% من أفراد العينة أن العوامل الاجتماعية
هى التي تؤدي إلى رغبة الشباب في الهجرة إلى خارج الوطن، كما بين الاستطلاع أن
نسبة 1.7% من أفراد العينة أفادوا أن العوامل الثقافية هي من الأسباب التي تؤدي
إلى رغبة الشباب في الهجرة، كما أوضح الاستطلاع أن غالبية العينة وبنسبة 69.3%
أفادوا أن العوامل التي تؤدي إلى رغبة الشباب في الهجرة هي العوامل السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة في قطاع غزة.
وعن الحوافز التي تؤدي إلى هجرة الشباب إلى خارج الوطن،
فقد أفاد 75.4% من العينة أن استمرار الانقسام، وانتشار البطالة، وعدم توفر
الخدمات الأساسية من أكثر العوامل التي تحفز الشباب للهجرة إلى خارج الوطن.
بينما أفاد 11.1% من أفراد العينة أن استمرار الانقسام
هو الذي يحفز الشباب إلى الهجرة خارج الوطن، في المقابل نسبة 8.5% من العينة أكدوا
أن انتشار البطالة هي أهم العوامل التي تحفز الشباب للهجرة، بينما أفاد 5.0% من
العينة أن عدم توفر الخدمات الأساسية هي السبب الأساسي في تحفيز الشباب للهجرة إلى
خارج الوطن.
وبطرح سؤال آخر على عينة الاستطلاع أنه في حال أنتهى
الانقسام يمكن تحقيق أهدافك الشخصية دون أن تهاجر إلى خارج الوطن، فقد أفاد 78.3%
من العينة أنه في حال تم إنهاء الانقسام فأنه يمكن تحقيق أهدافهم الشخصية دون
اللجوء إلى الهجرة إلى خارج الوطن، في المقابل أفاد 21.7% من أفراد العينة عكس ذلك.
وبسؤال عينة الاستطلاع أنه في حال حصلوا على فرص عمل في
الوطن وفى نفس الوقت فرص عمل في خارج الوطن ما ذا سيختار، فقد أكد 73.7% من العينة
انهم سيختارون العمل في وطنهم فلسطين، وفي المقابل أفاد 26.3% من العينة أنهم
سيختارون العمل في أي بلد آخر.
وعن نتائج هجرة الشباب على المجتمع الفلسطيني، فقد أكد
83.1% من أفراد العينة أنها ستكون نتائج سلبية، في المقابل أفاد 16.9% من أفراد
العينة أن هجرة الشباب من قطاع غزة إلى الدول الأخرى ستكون لها نتائج
إيجابية على المجتمع الفلسطيني.
وأما بخصوص هجرة الشباب وأثرها على التركيبة السكانية
للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، فقد أكد 92.3% من العينة أن هجرة الشباب ستكون لها
آثار سلبية على التركيبة السكانية للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، في المقابل أفاد
7.7% من العينة عكس ذلك.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة 92.1% من أفراد العينة أكدوا
أن هجرة الشباب الفلسطيني من قطاع غزة تعمل على زيادة نسبة العنوسة في قطاع غزة
خاصة بين فئة الإناث، في المقابل 7.9% من العينة أفادوا عكس ذلك.
كما أوضح الاستطلاع أن 87.6% من العينة أفادوا أن هجرة
الشباب الفلسطيني إلى خارج الوطن تعيق عملية البناء والتحرر الوطني من الاحتلال،
في المقابل 12.4% من أفراد العينة أفادوا عكس ذلك.
الهجرة
كما أوضح الاستطلاع أن نسبة 87.7% من أفراد العينة أكدوا أن ظاهرة
هجرة الشباب إلى خارج الوطن هي ظاهرة تتفق مع أهداف الاحتلال "الإسرائيلي"
الذي يسعى بكل الوسائل إلى تهجير الأرض الفلسطينية من أهلها، في المقابل أفاد
12.3% من أفراد العينة عكس ذلك.
كما بين الاستطلاع أن نسبة 88.4% من أفراد العينة أكدوا
أن الاحتلال "الإسرائيلي" يلعب دوراً بارزاً في تشجيع الشباب للهجرة إلى
خارج الوطن من خلال فرض الاحتلال الحصار الشامل والتهديد المستمر بشن حرب شاملة
على قطاع غزة، في المقابل أفاد 11.6% من أفراد العينة عكس ذلك.
وأما
عن الجهات التي تشجع الشباب للهجرة إلى خارج الوطن، فقد أفاد 64.6% من العينة أن
الجهات المشجعة لهجرة الشباب إلى خارج الوطن هي جهات مشبوهة متعاونة مع الاحتلال "الإسرائيلي"،
في المقابل أفاد 35.4% من أفراد العينة عكس ذلك.
وبسؤال عينة الاستطلاع كيف يمكن الحد من ظاهرة هجرة
الشباب الفلسطيني إلى خارج الوطن وترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية، فقد
جاءت في المرتبة الأولى من توصيات عينة الاستطلاع للحد من ظاهرة هجرة الشباب إلى
خارج الوطن هو العمل على إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، تلتها فى المرتبة
الثانية ضرورة توفير فرص عمل لجميع فئات الشباب خاصة الخريجين، تلتها فى
المرتبة الثالثة توفير حاجات الشباب المختلفة، وقد جاءت في المرتبة الرابعة ضرورة
العمل على توعية الشباب من خطورة الهجرة على المجتمع الفلسطيني وغرس الانتماء الوطني،
والولاء للوطن، وقد جاءت في المرتبة الخامسة والأخيرة هو محاربة آفة هجرة الشباب
إلى الخارج بطرق علمية مدروسة.
المصدر : دنيا الوطن
9/8/1440
14/4/2019