البلا .. والرزيلي .. وفلسطينيو العراق - عبد القادر الزيناتي

بواسطة قراءة 2158
البلا .. والرزيلي .. وفلسطينيو العراق - عبد القادر الزيناتي
البلا .. والرزيلي .. وفلسطينيو العراق - عبد القادر الزيناتي

حين وصل خبر رحيلهم عن صحراء رويشد الأرض العربية بعد ما ذاقوا من مرارة عيش فيها مما تحويه الصحراء وقبلها الويل والثبور والخطف وبعدها نجف القبور كان الحل اللجوء لخيام الصحراء لإنقاذ عوائلهم وأنفسهم  وجاء الخبر .. وعمت الفرحة أرجاء الصحراء فلم تنم عين إلا وأحلام الوصول إلى ارض الخلاص من ظلم وظلام أمامهم برازيليا العاصمة وأمازون النهر وحتى جبال الانديز في رحله لها ربما و.. و .. و .. والخ من أحلام لم تدم إلا بعد الاستقبال الذي شاركت فيه كل المنظمات الحكومية والإنسانية وحتى سفارتنا هناك كانت حاضرة فما الذي جرى يا ترى ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!

" جيتك يا عبد المعين تتعيني لقيتك يا عبد المعين بتنعان " مثل ربما يعرفه الكثيرين منا قولا لا أساسا فهي قصة عن أحدهم بحاجة لموعنه ذهب لأخر فوجده حسب ما تقول الرواية يصلي وهو يمتلك الكثير ولكنه يدعوا الله أن يعينه ويرزقه ويعطيه فخرج وهو يصفق كفا بكف ويقول هو يمتلك هذه المدينة مثلا ويطلب الإعانة من الله فهل الله له فقط أنا أيضا هو ربي فاستطيع أن اطلب معونته .

هنا موضوع البلا .. والرزيلي كما كنت اسميها في العراق لسياراتهم البرازيلية قريبة كما أراها ولنا معها قصص كثيرة ولكن الموضوع هنا يختلف فقد ذهبوا أخوة لنا إليها هربا من موت وخطف إلى خيام تلتحف السماء وتفترش أرضا قاحلة لا تحوي سوى الأفاعي والعقارب والرياح العاتية والبرد القارص إلى برازيليا عاصمة اكبر كثافة سكانية في العالم مثل غزة وهنا كانت المفاجأة لهم أنهم عانوا الأمرين كما حدثنا البعض منهم أو كما نشر على مواقع النت فهم قدموا إليها لتعينهم مما جرى لهم ليعشوا حياة كريمة كما يعيشها بعض من إخوانهم في الدول الأخرى ويا لصدمتهم فالمريض عانى الرزيلة منهم والطفل عانى الإجحاف بحقه والمرأة الحامل عانت التجاهل فماذا بقي لمن بقي غير أن يدعو ويطلب كما يطلبون هم من المفوضية وغيرها سوى العودة للخيام ومن فات قديمه تاه ونحن لدينا الخبرة وراثة من أبائنا حمل اسم لاجئ والبناء بعد الخيام ولكن هل ترى هو ذلك الحل السحري لمشاكلهم لا اعتقد فربما كما يقول المثل " خليك على متعوسك ليجيك اتعس منه " .

وأنا هنا اقر بوجوب المحاولة مع جهات مؤثرة غير سفارتنا التي ربما اسقط من يدها محاولة المعونة في الأمر وان المفوضية بحاجة إلى من هم أعلى منها بالضغط عليها بطريقة أو أخرى كالبرلمان أو أعضاء منهم عرب وبرازيليين فالواضح أن الأمم المتحدة بمنظماتها حين تنهي عملا ما لا تلتفت خلفها أبدا وترى ما يحصل لمن حاولت  إنقاذهم كما يحصل الآن وإلا فمن المسؤول عنهم بعد وصولهن إلى أي بلد فالأوربيون يتابعون الأمر بشكل يومي أما دول العالم الثالث فبحاجة ماسة لمتابعتهم هم لأنه " جيتك يا عبد المعين .. " فمن المؤكد أن لديهم من المشاكل ما لا يستطيعون معه حل مشاكل الغير وهنا أيضا نقطة مهمة وهو كيفية التعايش وهنا لننظر لمن رحل للدول الأوربية فقد تعايش ومن استقر هناك وكذلك من الممكن أن يتعايش الفلسطيني في أي بقعة في العالم .

إذن هي البلا والرزيلة ما آتاكم إخوتي من رحلة البرازيل فهل الرحيل تلو الرحيل هو الحل  والعودة لحلم آخر هو من يلغي الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟ .

9/5/2009
 
عبد القادر الزيناتي

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"