اللاجيء الفلسطيني والواقع الايطالي

بواسطة قراءة 3717
اللاجيء  الفلسطيني والواقع الايطالي
اللاجيء الفلسطيني والواقع الايطالي

علي السلبود/

    تعتبر وضعية المهاجرين في إيطاليا من ضمن أكثر وضعيات الهجرة هشاشة وضعف  في أوروبا، إذ لم تتحول إيطاليا إلى وجهة مفضلة للمهاجرين سوى منذ عقدين وما يزيد قليلا. هذه الحقيقة انعكست على مستوى عيش المهاجرين، ومستوى تمتعهم بالحقوق.ومن واقع الحال نرى ان  سياسة تدبير وجود المهاجرين في إيطاليا تسير وفق منطق الظرفية واللحظة والمستجدات السياسية و لطالما اتخذت قرارات متسرعة في حقهم، ودبرت أمورهم بسياسات ظرفية غير شاملة، وربطت مصائرهم، بصعود ونزول التيارات السياسية، يمينية ويسارية، كما ساهموا هم أنفسهم في تكريس وضعية المهاجر المهمش المُفَقَّر، ذلك أن القانون الإيطالي الخاص بالمهاجرين لا يمنح الكثير من فرص الارتقاء والاندماج في المجتمع الإيطالي من ناحية الحقوق  المدنية والاجتماعية والسياسية، مقارنة بنظرائهم في دول أوروبية أخرى ترسخ بها وجود المهاجر منذ عقود عديدة.

    ولا يفيد قسرا تراجع وضعية المهاجرين في إيطاليا بتحكم هذه الصيرورة في المستقبل، لأن كثيرا من المحتكين بواقع الهجرة الأوروبية يعتقدون أن مهاجري إيطاليا قد يكونون الأفضل وضعا في المستقبل القريب من نظرائهم، بفضل توفر فرصة الاستفادة من تجارب سابقة في دول الهجرة التقليدية، وأن « حظ» العيش في بلد يكتشف مواطنوه للتو سبل وإمكانيات العيش مع المهاجرين، قد يوفر على الذين اختاروا إيطاليا مواجهات قاسية وحتمية مع قضايا شائكة عاشها مهاجرون آخرون على مستوى الهوية والاندماج والتعايش وغير ذلك، وتبوؤهم مواقع جيدة في الحياة العامة للمجتمع الإيطالي. ، علاوة على أنه شهد تراجعا سلبيا مع حكومة بيرلسكوني اليمينية، حرم بسببها المهاجر من حقوقه الأساسية، ومن أهمها تعليق مستقبله، بسبب تهديد استقراره المستقبلي في إيطاليا.

    والاشكالية الاخرى الذي وقع فيها المهاجر الفلسطيني وخصوصا المهاجرين من فلسطينيو العراق والذين دخلوا ايطاليا عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.ضمن برنامج اعادة تاهيل لمدة سنتين...القائمين عليه جعلوه من البرامج الهشة جدا وغير واضحة المعالم ..يختلط فيه فهم الحقوق والواجبات.وماهية امتيازات هذا البرنامج اسوة بالبرامج الاخرى في دول الاتحاد الاوروبي..مما ولد الضجر والانتقاد المستمر من قبل من شملهم البرنامج وضاعت بوصلة الطريق الصحيح لهذا البرنامج..من خلال التصرف من قبل البلديات المسؤولة عن البرنامج بصورة اعتباطية وعشوائية ومزاجية ولدت التفرقة والتناقض ما بين العوائل في حصولهم على حقوقهم وقيامهم بواجباتهم..والمشكلة الرئيسية التي عانت منها هذه العوائل هي عدم ادارة المشروع بصورة صحيحة من قبل القائمين عليه وبالشفافية المطلوبة والمصداقية الكاملة..هذا كله ولد تخوفات وافكار سوداوية من المستقبل المجهول ومن ان تعاد تجربة دول اللجوء الاخرى العاجزة عن استيعاب اللاجيء بصورة صحيحة واعانته والوقوف الى جانبه لاعادة تاهيله وحصوله على المواطنه بصورة مشرفة..

    إلا أن هذا الجدل وغيره القائم في إيطاليا اليوم حول أهمية وجود المهاجرين ومشاركتهم السياسية والمدنية في الحياة العامة للمجتمع الإيطالي هو ما يؤسس لذلك المجتمع المتنوع الناجح الذي يحلم به المهاجرون في إيطاليا. ، وينتظر المهاجرون أن يستفيدوا من القرار الذي وافق عليه المجلس الوزاري الصيف الماضي بشأن حقوق المواطنة، وتقليص مدة الحصول على الجنسية الإيطالية بعد خمس سنوات على الأقل من الإقامة القانونية في إيطاليا، بدلا من عشر، وحصول الأطفال المزدادين بإيطاليا من أبوين أجنبيين على الجنسية مباشرة، دون انتظار بلوغ سن الرشد. في المقابل، هناك انتظارات كبرى معلقة عليهم لكي ينخرطوا أكثر في المجتمع الإيطالي للدفاع عن حقوقهم بشكل أكثر فعالية وحضورا مثلما فعل مهاجرون اخرون . وبالاخص من اخواننا المغاربه . و في إيطاليا نماذج مغربية ناجحة تمنح الأمل الذي تغذيه نظرة المتفائلين بأن الهجرة في إيطاليا ستكون الأفضل حالا في الغد..

 
http://www.paliraq.com/images/ali-alsalbood/ali06.jpg
http://www.paliraq.com/images/ali-alsalbood/ali05.jpg

 

 

  "حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"