كرسي من خشب = 194-194 - أحمد ابو الهيجاء

بواسطة قراءة 3485
كرسي من خشب  =  194-194 - أحمد ابو الهيجاء
كرسي من خشب = 194-194 - أحمد ابو الهيجاء

 

أنقولها ونصمت ... لتحتفي بنا الظلال ... ونمضي إلى خرافة دولة ... ونبدل القامات  بأرجل من خشب... وداعا حيفا ؟؟ّ!! .
أنقولها ونمضي إلى نعوشنا مدفوعة الثمن , ونمهر وجه الذئب بدم غزالنا .. ونعلنها مقعد من خشب ... ونلوح , من بعيد ... ليافا ؟؟ .
أنقولها ؟؟ وداعا أسوارنا القديمة يا عكا وننتظر نكبة أبدية تغطي وجوهنا وتلاحق أبناءنا وتذهب بأولادهم إلى سؤال يحرق وجوههم : أي ثمن ؟؟ كرسي من خشب؟؟؟ .
قد لا تكون مصادفة أن تلغي خمس فلسطين .. كل فلسطين , أم انها مصادفة تاريخية أن يكون ثمن كل حيفا ويافا وعكا وكل الجليل وثلاثة أرباع القدس , كرسي من خشب ؟؟!!! .
أو لعلها خطة قديمة محبوكة بدقة متناهية صاغتها عقول شيطانية بقدرات استثنائية أن تلغي ( الدولة ) 194 نفسها تحت أرجل مقعد من خشب  !!.
هذا الكيان الجديد : استحقاق أيلول 2011 .. من وراءه ومن الذي أقحمه في الرؤوس القيادية ؟؟ هل ثمة رؤوس قيادية ؟؟!! .
حسنا .. ماذا عن استحقاق عشرات آلاف الشهداء بإذن الله وآلاف المعتقلين وملايين المعذبين من الفلسطينيين ؟؟ ماذا عن استحقاق أيار 1948؟؟؟ .
أصر وألح واستبسل وناضل وقاتل وجاهد وكابد وعاند أبا مازن.... وأمام الضغوط الهائلة لم يضعف ولم يضعن ولم يرضخ ولم يتنازل ولم يلين أبا مازن ... وفي النهاية وضعنا في حقيبته الدبلوماسية وطار إلى نيويورك .. وهناك .. وأمام أوباما العزيز ألقى بالحقيبة صارخا ... كرسي من خشب ، الآن أو بعد عام أو بعد جيل ... وخذوهم !!.
امنحوني المقعد 194 الآن أو بعد عام واستأصلوا أو الغوا 194 القديم : حق العودة .
وبيدي هذه سأرفع علم فلسطين من نافذة الطابق أربع وتسعين بعد المائة وانظر إلى أسفل عند النافذة في الطابق التاسع بعد الخمسين لأرى علم الذئاب بشعارهم الجديد : (هيكل لسليمان) المزعوم  وإسرائيل لليهود .... فقط .
أنقولها الآن وداعا لحيفا ... يا خمس فلسطين ؟؟!! أنقولها ونصمت ... وداعا 48 يا خمسنا المقسم : بين غزة المنهكة ورام الله الخريف ؟؟ .
أنقولها ونمضي إلى النسيان ... وداعا لحيفا ... يا سلطتين بلا علم وبمئة حقيبة وزارية ؟؟ . وستمائة وزير؟!! .
هم قالوها في نيويورك (الأبية) .. هكذا ودون الخوض في التفاصيل ... الم تسمع يا أبا مازن حينما قال أوباما : هم يستحقون دولة , هؤلاء الفلسطينيون ... لكن ليس الآن .. وليس هنا .. هو يعني ما يقول : ليس في القرن الحادي والعشرين .. وليس على كوكب الأرض ؟!! .
أعلنها المخلص أوباما : دولة من ورق .. وكرسها شرحا ساركوزي الشهم : دولة بلا شروط ... فقط : بعد مليون شهيد ومليون أرملة ومليون يتيم ... وعشرة آلاف مستعمرة ....وصفق لها نتنياهو.. وآل ثاني وآل ثالث ... وآل سابع .
أم نقولها ... إلى اللقاء حيفا , وننتظر : ربيعا لفلسطين بخمسها (المستقل) تنتفض من ساحة  للتغيير والتحرير والتبديل والتدويل والتشييع والترويع والتحشيد بالنشيد ... بالتجييش والتحشيش ... ننتظر ربيعا فلسطينيا  فيه الانشقاق والانعتاق والانزلاق والاحتراق .. وفيه التعتيم والتضخيم وفيه التهليل والتضليل ... ربيعا فلسطينيا فيه المعارضون داخليون وخارجيون ... وفيه ناشطون وحقوقيون وثوريون وشاهدون ... وفيه قادة مدنيون وضباط منشقون ... وفيه نخوة الناتو بالقاصفات والقاذفات والمقاتلات ... ربيع احمر فيه دماء عربية غزيرة .. وقناة عربية وجزيرة ... وفيه قطرة المطر تطاول البحر وتشاكس الحجر ... وفيه قطر , تحتوي مصر .. واكبر من الفيس بوك وجزر القمر ؟؟؟ !!!
الم يقولها العرب : الأيام دول ... ؟؟؟ فبأي أيام نعيش ... وبأي دول ؟؟ !!! .

 

أحمد ابو الهيجاء

22/9/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"