رأفت السبع .. وآخر فطور مع عائلته ج2 !!- زهير السبع

بواسطة قراءة 4677
رأفت السبع .. وآخر فطور مع عائلته ج2 !!- زهير السبع
رأفت السبع .. وآخر فطور مع عائلته ج2 !!- زهير السبع

اطلت دمعة خجلة من عيني و زاغت من قلبي الآهات باوجاعي .. ليتَ الدموع تنهمر وأبكي .. أبكي كي أتطهر..اسمو اتخلص من كل ما علق بي على امتداد السنوات .. واخطو نحو الموت مترفا بالخلاص والسلام ..الموت الذي ظلمته ذات مرة واتهمته بالقسوة واللؤم .. هو اطلاقة الرحمة التي تنقذنا من الصراع غير المتكافئ مع الوحدة  والحياة المعجونة باللا عدالة والاضطهاد و الضياع .

أؤمن بالقدر وحدسي ينبئني انه على قيد الحياة فرتبت كل شيء بحياتي وابقيت الامر بداخلي ولم ابوح به لاي شخص من عائلتي واخواني ولا حتى زوجة اخي رافت كي لا يصابوا بالاحباط وهم يعيشون على امل قد زرعته بداخلهم ,اخذت زوجة اخي واطفالها الى بيتي وطلبت منها ان تعيش معنا واذا كانت تعيش على امل ان يعود زوجها مرة اخرى لتبقى وتعيش لهذا الامل.

بقيت عندي لمدة شهرين وفي يوم من الايام طلبت مني بان تذهب الى بيت اهلها لتبقى عندهم فترة وتغير جو حياتها كما قالت فوافقت وارسلتها مع احد اخواني واوصلها الى بيت اهلها وكانوا يسكنون في محافظة البصرة بعد مرور فترة اتصلت بنا امها وقالت لنا بان زوجة اخي رافت ذهبت مع عمتها الى مخيم الوليد وقد تفاجئنا بهذا الامر فاستطعنا ان نتصل بها فطلبنا منها الرجوع ولكنها رفضت وقالت لا استطيع العيش بعد ذلك بالعراق بسبب ما حدث لزوجها وقررت الرحيل بعيدا ولم نستطيع ان نقنعها بالرجوع.

وقد علمت منها انها دخلت الى مخيم الوليد في الشهر التاسع عام 2008 وكنا انا واخوتي نخطط ايضا لمغادرة العراق ولكن لم نقرر بعد اين نذهب هل نذهب الى المخيم او الى سوريا وفي اثناء ذلك اتصل بي والدي وطلب مني الحضور اليه باقصى سرعة ولم يخبرني السبب فذهبت اليه مسرعا فوجدت جميع اخواني في بيت ابي وتسائلت عن السبب فقالوا لي لقد اتصل شخص غريب من نفس رقم جوال اخي رافت وقال لنا ان رافت بخير وهو على قيد الحياة وطلب مبلغ كبير جدا لكي يطلقوا سراحه فاتصلت على رقم اخي رافت ولكنه مغلق وفي اليوم الثاني اتصلوا ايضا بوالدي وكنت انا موجود حينها فتكلمت مع الشخص المتصل وطلب مني ان نعطيه 20 الف دولار لكي يطلق سراح اخي فقلت له من انتم ولماذا تحتجزون اخي كل هذه الفترة قال لي هذا امر لا يخصكم اعطونا النقود وسوف نطلق سراحه قلت له لا نملك كل هذا المبلغ واننا عائلة فقيرة قال لا اننا نعرفكم جيدا فأنتم تجار وتملكون الكثير من المال!

بدأنا نتفاوض معه على المبلغ الى ان وصلنا الى 5 الاف دولار والا سوف يقتلونه فوافقت على الفور وكان التسليم على طريقتهم الخاصة بدون اي ضمانات فوافقت على كل شروطهم لانه ليس بيدي اي حل اخر وقالوا لنا اذا اتصلنا بالشرطة او اخبرنا اي شخص لن تروا اخاكم وسوف نقتله وكان من حديثه معي بانه واثق بما يعمل وما كان لنا الا ان نوافق على كل شيء دون ان نسأل اين هو ومتى يحضروه .

فبقيت في بيت والدي لانهم كانوا يتصلون على هاتفه وايضا قالوا بانهم يعرفون عنوان بيت والدي ويدعون بان اخي رافت هو من اعطاهم العنوان فبقينا على اعصابنا ننتظر على امل ان يتصلو مرة اخرى وبعد مرور يومين اتصلو بنا وطلبوا مني ان اخرج الى الشارع لوحدي واذا شاهدو اي شخص معي سوف يغادرون فطلبت من اخواني عدم الخروج فخرجت ومعي المبلغ الذي طلبوه فتفاجئت بسيارة تقف امام البيت وبداخلها عدد من الاشخاص فأشهر احدهم مسدسه وصوبه نحوي وطلب مني ان اعطيه المبلغ والا اطلق النار فقلت له هذه النقود ولكن اين اخي لن اعطيك النقود حتى ارى اخي فقال اعطني النقود والا قتلتك قلت له اقتلني كي تاخذ النقود فأشار بيده نحو سيارة اخرى وقال لي اخاك بتلك السيارة فأعطى اشارة الى تلك السيارة فبادله الاخر بالاشارة وهي اضاء له مصابيح السيارة (اللايت)فقال هيا اعطني النقود فأعطيته فانطلق بسيارته وانا انظر الى السيارة الاخرى وقد رمو بشخص خارج السيارة فصرخت على اخواني فخرجو جميعهم وابي وامي آه ..آه في تلك اللحظة.

كاد قلبي ان يتوقف فركضنا مسرعين وكان يبعد عنا ما يقارب ال100 متر وسرعان ما وصلنا واذا هو اخي رافت بين الحياة والموت بالكاد يستطيع التنفس فحملناه الى البيت ولكنه فاقد الوعي تماما فاحضرنا مساعد طبيب كان بالقرب من بيت والدي ففحصه وقال يجب ان نذهب به الى المستشفى لانه في غيبوبه ولديه تورم برأسه وكدمات على صدره وكسر في رجله فأدخلناه الى المستشفى وبدأنا بعلاجه وبمرحلة جدا صعبة وكان بين الحياة والموت .

الى هنا انهي الجزء الثاني من هذه القصة المؤلمة فأنا لم اسرد لكم بعض الامور وتفاصيل اخرى لاني وجدتها غير مهمة فمن يقرؤها سيقول ضرب من الخيال ولكن هذا ما حدث  وسوف اكمل لكم القصة بجزء اخر اين كان اخي رافت ومن هي الجهة التي كان مختطف لديهم ولماذا احتفظوا به كل هذه الفترة الطويلة التي تجاوزت الخمسة اشهر فكان تاريخ عودة اخي رافت 15-10-2008 يوم الاحد.

 

زهير السبع

17/5/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"