فيا عباد الله : إننا نشكر الله - عز وجل - على ما أنعم به من إتمام
صيام رمضان وقيامه ، ونسأله تعالى الذي وفقنا لذلك أن يوفقنا لقبوله ، نسأله تعالى
أن يوفقنا لقبوله ، لقبول صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
أيها المسلمون : لقد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان ، نقول : بقي عليه شهر
، أو شهران ، أو ثلاثة ، فجاء الشهر ثم خلفناه وراء ظهورنا ، وهكذا كل مستقبل
للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ، وليت شعري
ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له : أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى
يكون موته ، وأين يكون موته ؟
فهاهنا ثلاثة أشياء
: أين يكون الموت ؟ أي : في أي بلد وفي أي مكان ، متى يكون الموت ؟ أي
: في أي سنة وفي أي شهر ، الثالث
:على أي حال يكون الموت ؟ وهذا هو المهم ؛ لأن الزمن مهما طال فإنه
قصير إذا كان نهايته الموت ، وإن المكان لا يبالي الإنسان في أي مكان مات ، ولكن
المهم على أي حال يموت ، نسأل الله أن يجعل ميتتنا وإياكم على الحال التي ترضيه
عنا - عز وجل - ، ونسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا
الله إخلاصا لله ومحبة له وتعظيما
.
أيها المسلمون : لقد حل بنا شهر رمضان شهرًا كريمًا فأودعناه ما شاء
الله من الأعمال ، ثم فارقنا سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، إن مِنَ الناس مَنْ
فرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ، تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة
عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما
قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛ كما قال
النبي - صلى الله عليه وسلم
- : ( من صام رمضان إيمانًا
واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . (
ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له
ما تقدم من ذنبه ) . (
ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر
له ما تقدم من ذنبه ).
فهذه أسباب ثلاثة عظيمة لمغفرة الذنوب في شهر رمضان الذي فارقناه
وودعناه ، وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه : أن يعاود
الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ، وتظهر آثار ذلك
في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ، ومن ضيع صلاته
فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وإن المعاصي بعد
الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ، قال بعض
السلف
:( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ،
فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛ كما أن من
عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل
- : ﴿
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ
يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . [
المائدة : 49 ] .
أيها الإخوة : أتظنون أن مواسم الخير إذا انتهت فقد انقضى عمل المؤمن
؟ إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم
العمل ، إن عمل المؤمن عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك
وتعالى
- : ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [
آل عمران : 102 ] ،
وقال تعالى
: ﴿
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [
الحجر : 99 ] ، أي :
حتى يأتيك الموت
.
أيها الإخوة : لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لم ينقطع ، لئن
انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد – ( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ، وقد سن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، وقال : ( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من
أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - صلى الله عليه وسلم - كلها - : ( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا
ثلاثة أيام من كل شهر )
،
وقال - صلى الله عليه وسلم
- : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
وحث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام ، وروي عنه - صلى
الله عليه وسلم
- : ( أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صوم يوم
عرفة
: ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) ، يعني : لغير الحاج ، فإن الحاج لا يصوم في
عرفة . وقال - صلى الله عليه وسلم
- : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر
الله المحرم ) ، وقال في صوم يوم العاشر منه : ( يكفر سنة
ماضية )
. وقالت عائشة - رضي
الله عنها
- : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني تطوعًا
ما كان يصوم في شعبان ؛ كان يصومه إلا قليلا ) .
أيها الإخوة : هذه أيام يشرع فيها الصيام ، إذًا : فالتعبد لله
بالصيام لم ينقطع - ولله الحمد - على طول السنة ، ولئن انقضى قيام رمضان فإن
القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة ، حث عليه النبي - صلى الله عليه
وسلم - ورغب فيه ، وقال
: ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه
ربه - جل وعلا
- : ﴿
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ
ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ . [
المزمل : 20 ] ، وقال
تعالى
: ﴿ الَّذِي
يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ . [
الشعراء : 218 - 219 ] .
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم – أن ( الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل
ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ فيقول : ( من يدعوني ؟ فأستجيب له . من يسألني ؟
فأعطيه . من يستغفرني ؟ فأغفر له )) ، فتعرضوا - أيها المسلمون - لنفحات الله في
هذا الجزء من الليل ؛ لعلكم تصيبون رحمة من عنده ، لعلكم تدعونه فيستجيب لكم ،
تسألونه فيعطيكم ، تستغفرونه فيغفر لكم ، اللهم وفقنا لذلك وأعنا عليه يا رب
العالمين
.
أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى ، وبادروا أعماركم بأعمالكم ،
وحققوا أقوالكم بأفعالكم ، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله ، وإن
الكيس - أيها المسلمون
- : ( الكيس من دان نفسه . أي : حاسبها وعمل لما بعد الموت ،
والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني على الله الأماني ) ، اذكروا - أيها المسلمون - : ( أنكم إذا متم تبعكم ثلاثة :
أهلوكم وأموالكم وأعمالكم ؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد ! يرجع الأهل والمال ، ويبقي
العمل قرينا الإنسان إلى يوم القيامة )، اللهم اجعل أعمالنا صالحة ، واختم لنا
بحسن الخاتمة يا رب العالمين
.
عباد الله : لقد يسر الله لكم سبل الخيرات ، وفتح أبوابها ، ودعاكم
لدخولها ، وبين لكم ثوابها ، فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين : ( هي خمس في الفعل وخمسون في
الميزان ) ، من أقامها كانت كفارة له
ونجاة يوم القيامة ، شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها ، وهي: ( اثنتا عشرة ركعة : أربع قبل
الظهر بسلامين ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ،
وركعتان قبل الفجر ، من صلاهن بنى الله له بيتًا في الجنة ) ، وتختص راتبة الفجر بخصائص منها : ( أنها خير من الدنيا وما فيها
) ، كما صح ذلك عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - ، ومنها : المحافظة عليها في الحضر والسفر ، ومنها : ( أنها تخفف ) ، ومنها : أنه يقرأ فيها بآيات معينة أو سور
معينة . يقرأ فيها في الركعة الأولى : قل يا أيها الكافرون ، وفي الثانية : بسورة
الإخلاص بعد الفاتحة ، أو يقرأ فيها
: ﴿
قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾ . [
البقرة : 36 ] إلى
آخر الآية في سورة البقرة ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾ . [
آل عمران : 64 ] . في
آل عمران الأولى في الركعة الأولى والثانية في الركعة الثانية .
وهذا الوتر سنة مؤكدة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله
وفعله ، أما فعله : فكان - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يجعل آخر صلاته بالليل
وترا ، وأما قوله ؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( من خاف : أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع : أن يقوم من
آخر الليل فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ) ، فالوتر سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه ،
حتى أن أهل العلم اختلفوا في وجوبه فمنهم من أوجبه ومنهم من أكده ، وقال الإمام
أحمد بن حنبل - رحمه الله
- : ( من ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة ) .
وأقل الوتر : ركعة ، وأكثره : إحدى عشرة ركعة ، ووقته : من صلاة
العشاء الآخرة ولو مجموعة جمع تقديم إلى المغرب إلى طلوع الفجر ، ومن فاته في
الليل قضاه في النهار شفعًا ، فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو
نام عنه صلاها في النهار أربع ركعات ، ففي " صحيح مسلم " عن عائشة - رضي
الله عنها
- : ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام
الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) ، وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة كان
النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم
- : ( إذا سلم من صلاته
المكتوبة استغفر ثلاثة وقال : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال
والإكرام ) ، ( ومن سبح الله دبر كل
صلاة ثلاث وثلاثين ، وحمد الله ثلاث وثلاثين ، وكبر الله ثلاث وثلاثين ، فتلك تسع
وتسعون ، وقال : تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله
الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) .
وهذا الوضوء
! ( من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .
فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ) .
أما النفقات المالية ؛ فإنها لا تزال مشروعة إلى الموت على مدار السنة
: الزكوات ، والصدقات ، والمصروفات على الأهل والأولاد ، بل المصروفات على نفس
الإنسان صدقة ، ( ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أثيب عليها ) ، ( وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة
فيحمده عليها )
،
( إذا أكلت فسمِّ الله في أول الأكل ) ، واحمد الله في آخره ، وإذا شربت فسمِّ الله
في أول الشرب واحمد الله في آخره ، ( وإن الساعي على الأرملة
والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر ) ، والساعي على الأرملة : هو الذي يسعى برزقهم
ويقوم بحاجتهم ، وعائلة الإنسان الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم
هم من المساكين ، فالسعي على عائلته كالجهاد في سبيل الله ، أو كالصيام الدائم
والقيام المستمر ، يا لها من نعمة وفضل أنعم الله بها على عباده ، فنسأل الله -
تعالى - أن يرزقنا شكرها ، وأن يزيدنا منها بمنه وكرمه .
عباد الله : إن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها
لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون ! فخذوا - عباد
الله - من كل طاعة بنصيب ، فقد قال الله - عز وجل - : ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ . [
الحج : 77 ] ،
واعلموا - أيها الإخوة - أنكم مفتقرون لعبادة الله أشد من افتقاركم إلى الطعام
والشراب والهواء والنوم ، إنكم مفتقرون لذلك في كل وقت ، وليست العبادة فقط في
رمضان ، وليست العبادة في رمضان فقط ؛ لأنكم تعبدون الله والله حي لا يموت .
أيها الإخوة : إنه سيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد فيه زيادة ركعة أو
تسبيحة في حسناته ، ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته ، فبادروا - أيها الإخوة -
بادروا الزمن بالأعمال الصالحة ، إنه لا يتعب الإنسان أن يذكر الله - تعالى -
بلسانه ، أو يقرأ كتابه بلسانه ؛ لأن هذا أمر سهل يمكنك أن تذكر الله - عز وجل - ؛
كما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله
، والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس ) ، في كل وقت قائمًا وقاعدًا وماشيًا ، ولقد
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن
خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان . سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) ، أينا يعجز أن يقول : سبحان الله وبحمده
دائمًا وأبدًا ، إن هذا لأمر يسير ، ولكنه يسير على من يسره الله عليه ، اللهم يسر
ذلك علينا بمنك وكرمك
.
أيها المسلمون : تذكروا قول الله - عز وجل - : ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا
تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ
إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ .
[ المؤمنون : 99 - 100 ] ، إنه لا يقول :
ارجعون لعلي أتمتع قليلاً في أهلي ومالي ، ولكنه يقول الله - عز وجل - عنه : ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ . ولكن ذلك بعد فوات الأوان ؛ ولهذا قال الله
- عز وجل
- : ﴿
وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ . [
المؤمنون : 100 ] .
اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ، اللهم أمتنا على أحسن الأعمال ،
وابعثنا على خير الخلال يا ذا الجلال والإكرام ، وفقني الله وإياكم لاغتنام
الأوقات ، وعمارتها بالأعمال الصالحات ، ورزقنا اجتناب الخطايا والسيئات ، وطهرنا
منها بمنه وكرمه إنه واسع الهبات ، أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة
المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
منقول من منتديات مكتبة المسجد النبوي